الشيخ عكرمة صبري يعلن عن تشكيل لجنة منبثقة عن الهيئة الإسلامية لمعالجة قضايا العقارات في القدس
نشر بتاريخ: 12/12/2008 ( آخر تحديث: 12/12/2008 الساعة: 18:10 )
القدس- معا- أعلن سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا عن تشكيل لجنة منبثقة عن الهيئة الإسلامية العليا لمعالجة القضايا المتعلقة بإيجارات البيوت في مدينة القدس المحتلة، وللقيام بالإصلاح بين المالكين والمستأجرين حفاظاً على البيوت ولإشاعة المحبة والمسامحة بين الناس كما يأمر ديننا الحنيف
مُشيداً بجهود الغرفة التجارية في القدس بفضّ النزاعات وحلّ الإشكالات فيما بين التجار، وثمن الجهود الطيبة المباركة التي يبذلها أهل الإصلاح في تسوية الأمور بين أصحاب العلاقة من مالكين ومستأجرين بالتراضي والمصالحة والمسامحة، وشكر كل من سحب قضيته من المحاكم الإسرائيلية تقديراً منه للمسؤولية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، داعيا المالكين والمستأجرين تسوية أمورهم بالتراضي وأن يضعوا مخافة الله في تصرفاتهم وألاّ يظلم أيُّ منّا أخاه، سواءً كان مالكاً أو مستأجراً وفي أي معاملة من المعاملات، وفي أي علاقة من العلاقات.
وحذّر سماحته، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، اليوم، من مغبة اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية لأن ذلك يعطي تبريراً لحارس أملاك الغائبين بوضع يده على حصص أصحابها الغائبين في العقارات والبيوت والدكاكين بموجب قانون جائر ظالم يعرف بقانون حارس أملاك الغائبين لعام 1950م.
ولفت إلى أنه تناول هذا الموضوع مجدّداً لأهمية وخطورة الموضوع، وبسبب أن أحد المحامين كان طلب من المحكمة دعوة حارس أملاك الغائبين للحضور لاستيضاحه حقوقه في العقار مستنداً إلى قانون حارس أملاك الغائبين.
وأكد سماحة الشيخ صبري على الفتوى الشرعية الخاصة بهذا الموضوع، وقال: إن الإثم يقع على من كان سبباً في ضياع العقارات من خلال حارس أملاك الغائبين، كما أن الإثم يقع على الذي يُقيم الدعوى وعلى المحامي الذي يرافع عن وكيله إن كانت الدعوى تتعلق بأملاك الغائبين.
من جهة ثانية، تناول سماحته قضية حقوق الإنسان، وقال إن ذكرى يوم حقوق الإنسان مرت قبل يومين، لافتاً إلى أنها الحقوق التي أعلنتها هيئة الأمم المتحدة قبل ستين عاماً، وأقرت حينها الاعتراف بكرامة الإنسان وبحريته واحترام العبادة، وعدم سجنه ونفيه حينما يُعبّر عن رأيه وفكره.
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تحتفل في هذا العام كعادتها بمناسبة يوم حقوق الإنسان.. بل مرت هذه المناسبة مروراً عابراً لأن الأمم المتحدة شعرت بأن ما أُعلن لم يطبق، وأن ما دُوّن بقي حبراً على ورق، والذي يبدو أن الأمم المتحدة قد خجلت أن تحتفل بهذه المناسبة لكثرة المآسي والظلامات التي لاقاها ويلاقيها الإنسان الضعيف المشرد في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من دول العالم الثالث، وأخذ العالم يشكل جمعيات للرفق بالحيوان بعد أن فشل في الرفق بالإنسان!! وقال: انه "لا تزال الشعوب مضطهدة، ولا يزال العالم يتخبط في تشريعاته للقوانين الوضعية، ولا يزال بعض المسلمين ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين يلهثون وراء التقاليد الغربية والأفكار المستوردة ووراء الدولارات الخادعات، ولم يدرك هؤلاء وأولئك إن ديننا الإسلامي العظيم كان ولا يزال قادراً على حل المشاكل الإنسانية، وهو أول منْ حفظ للإنسان حقوقه وكرامته، وبيّن ماله وما عليه".
وأضاف أن ديننا الإسلامي العظيم جاء وقرر أول ما قرر بأن العبودية لله وحده، وليس لأي مخلوق كان، وان الإنسان مرتبط بربه ارتباطاً مباشراً، وقرّر قبل خمسة عشر قرناً بأن الإنسان مُكرّم لا مُهاناً لقوله عز وجل "ولقد كرّمنا بني آدم" ونظر الإسلام إلى الإنسان بأنه حرُّ وليس عبداً.
وتابع: "لقد منح الإسلام للناس حرية العقيدة والديانة والعبادة بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" وقال: أي تكريم أسمى وأرفع من أن يؤدي الإنسان عبادته بحرية وطمأنينة، ولا يُحرم من دخول المسجد الأقصى بسبب الأعمار!! مؤكداً أن ديننا الحنيف اعتبر الناس جميعاً متساوين في الحقوق، وان الأفضلية فيما بين الناس تعتمد على التقوى لقوله سبحانه وتعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وتساءل سماحته: أين هذه القيم فيما بين المسلمين اليوم؟، وأين التقوى ؟ وأين الأخوة الإيمانية؟.
وقال: "هذا هو دينكم العظيم، دين العدل، والحرية، ودين الكرامة والحضارة والإنسانية، وهو الذي يحفظ للإنسان كرامته وعقيدته وماله وعرضه، ويعطيه حقوقه ويمنحه حرية الكلمة ويشجعه على قول الحق والصدق.