الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

وكالة "معا" من أهم وسائل الاعلام وأكثرها تأثيراً ولها طريقة خاصة في صياغة الأخبار

نشر بتاريخ: 15/12/2008 ( آخر تحديث: 15/12/2008 الساعة: 18:27 )
بيت لحم- معا- تحت عنوان "يصنعون الاخبار بالطريقة الفلسطينية" نشر الصحافي الاسرائيلي نير ياهف من موقع "والله" الالكتروني انطباعاته عن وكالة الانباء الفلسطينية "معا" التي زار مكاتبها بمدينة بيت لحم في محاولة منه لفهم امكانيات الوكالة وطريقة صنعها للاخبار ومدى اهميتها.

وتوخياً منّا للحقيقة ننقل ما جاء في التحقيق الصحفي المنشور اليوم "الاثنين" على الموقع المذكور حرفياً ودون تصرف أو تدخل.

تعرفوا على وكالة الانباء "معا" احدى اهم وسائل الاعلام في المناطق الفلسطينية، نير ياهف أطَّلع عن قرب على الكيفية التي يصنعون فيها هزة ارضية بالانترنت في الضفة الغربية.

أدار كريم عساكرة حاسوبه باتجاهنا وعرض المعطيات الاحصائية "مئات الاشخاص فقط تصفحوا الخبر المنشور عن أبو مازن مقابل الاف تصفحوا خبر السطو المسلح الذي جرى في جنين"، وضحك عساكرة وأوضح فكرته مباشرة "خلافاً لما يعتقدون، الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو أقل الاشياء التي تهم الشارع الفلسطيني فيما يهتم بشدة بالمواضيع الاجتماعية والاقتصادية والاخبار الجنائية".

عساكرة يعرف عما يتحدث، فهو يعمل بوكالة "معا" منذ اقامتها عام 2004 ويعرف تماماً عادات القراءة عند الفلسطينيين، يعمل حالياً كرئيس القسم العربي في وكالة "معا" الأمر الذي يعتبر أحد المهام المركزية في الوكالة، والى جانب القسم العربي هناك القسم العبري الذي يخاطب الجمهور الاسرائيلي رغم توقفه منذ اربعة اشهر الا انه سيعود بحلة جديدة قريباً، والقسم الانجليزي.

وكالة الانباء "معا" إحدى أكبر وسائل الاعلام المؤثرة في مزاج الشارع الفلسطيني داخل مناطق السلطة الفلسطينية، وتوجد مكاتبها الرئيسية في الطابق الثامن من بناية الدجني في بيت لحم، وتشغل مكاتب فرعية في رام الله وقطاع غزة حيث ينتشر سبعة مراسلين ومصور اما في الضفة؟ فيوجد في كل مدينة كبيرة تقريباً مراسل يغطي الاحداث في المنطقة ويبقى على اتصال مع المركز في بيت لحم "يوجد لدينا مراسلين ومصورين في الخليل ورام الله وجنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية واريحا" فصَّل عساكرة الامر.

تكمن أهمية وكالة "معا" في توازنها، فيما تنبع شعبيتها من موضوعيتها ويأتي نجاحها من دقة وصدقية تقاريرها، فيما تعتبر مصادرها موثوقه ولا تميل لتأييد أي طرف "في بعض الاحيان تغضب منَّا حماس بسبب خبر نُشر على الموقع وفي أحيان أخرى يغضب منا الناطقون بلسان حركة فتح"، قال عساكرة.

موضوعية؟ بكل تأكيد، أجاب عساكرة "سواء حماس أو فتح يمارسون علينا الضغوط من أجل نشر تقارير معينة أو لازالة بعضها عن الموقع، اننا نعطي حق الرد لكل طرف أو حزب ونحرص على اعطاء حتى الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي والادارة المدنية منفذاً لموقعنا، التوازن مهم جداً بالنسبة لنا".

كيف تختلف تغطية الاحداث التي يقوم بها مراسلوكم في القطاع عنها في الضفة الغربية؟ سألت عساكرة، "المراسلون والمصورون في قطاع غزة يخافون أكثر من زملائهم في الضفة، حيث يوجد حرية تعبير كاملة وهم لا يخشون انتقاد السلطات، أما في غزة فيخضع المراسلون لمراقبة وفي بعض الاحيان تم استدعاؤهم وبسبب ذلك تعتبر التغطية الاعلامية لمراسلينا في غزة أكثر حذراً".

متابعة حثيثة ودائمة لاسرائيل

انها متابعة غير مسبوقة، يعمل أحد موظفي "معا" على متابعة القنوات الاسرائيلية عدا عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية، يتضح أن الجمهور الفلسطيني يبدي اهتماماً بما يحدث في المجتمع الاسرائيلي، رئيس تحرير الوكالة ناصر اللحام، يتحدث العبرية بشكل جيد ويعتبر من أكبر الخبراء الفلسطينيين في الشأن الاعلامي الاسرائيلي، المتابعة المستمرة للاعلام الاسرائيلي التي بدأها اللحام تأتي بثمارها يوماً بعد يوم حيث تحظى التقارير المتعلقة باسرائيل بعدد كبير جداً من القرّاء وردود كثيرة.

وجمل عساكرة قائلاً "يمكننا القول أن الجمهور الفلسطيني ملَّ من اخبار القصف والقذائف والاغتيالات والسياسيين وبات يفضل التقارير الاجتماعية والاقتصادية، وفيما يتعلق بإسرائيل يهتم الفلسطينيون بكل ما يجري هناك سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى رياضياً".

تعتبر متابعة الاعلام الاسرائيلي الجارية غير مسبوقه بشموليتها، في مكتب مليئ باجهزة التلفاز يتابع طاقم مكون من عدد من الموظفين القنوات الاسرائيلية وهناك تركيز خاص على البرامج الاخبارية التي قد تنشر سبقاً صحفياً أو اثنين مثل "5 مع رافي ريشف"، و"6 مع عوديد بن عامي"، و"لوندن وكيرشنباوم"، اضافة الى النشرات الاخبارية والاستماع الى البرامج الاذاعية ومطالعة الصحف ومواقع الانترنت الاخبارية في محاولة لايجاد قصص وتقارير مهمة مثل "مظاريف تلينسكي" المتهم بها اولمرت أمر مهم، أما اجتماعات ابو مازن واولمرت في الحقيقة أقل اهمية.