قبل أربع جولات على ختام الدوري احتدام التنافس بين مختلف الفرق أملا في الفوز باللقب الغالي ، أو تلاشي دوري المظاليم
نشر بتاريخ: 16/12/2008 ( آخر تحديث: 16/12/2008 الساعة: 07:56 )
بيت لحم - معا - متابعة وتحليل- فايز نصار - قبل أربع جولات من ختام الدوري التصنيفي ، لدوري الدرجة الممتازة بالضفة الغربية ، بدأت الأمور تتضح ، حول هوية الفرق ، التي ستتشرف بالتنافس على اللقب الغالي ، وتلك التي ساقتها المقادير للعب من أجل تجنب السقوط إلى الدرجة الأسفل ، ولكن الفرز النهائي لن يعرف إلا بعد اطلاق آخر صافرة في هذا الدوري ، بعد انتهاء الجولة الحادية والعشرين .
كثافة المباريات
وفي الوقت الذي ظهرت الأصوات التي تنادي بالتمهل في تنظيم الجولات الأخيرة ، لإعطاء نفس لا بد منه للأندية ، التي أصبحت بحاجة إلى استراحة المحارب ،، في هذا الوقت رأت لجنة المسابقات أن مزيدا من حث الخطى ، في تنظيم جولات الدوري ، قد يكون أكثر جدوى ، فنظمت ثلاث جولات في أسبوعي الوقفات ، وعيد الأضحى المبارك .
عَيّدوا في الملاعب
لذلك كان على كثير من اللاعبين والمدربين والإداريين ، والجمهور الرياضي قضاء ساعات من عيد الأضحية في الملاعب ، فكانت الفرصة لتبادل التهاني بين أبناء الأسرة الكروية ، وكانت المناسبة لمزيد من الحوارات الواعية حول مستقبل الحلم الكروي الفلسطيني ، تحت ظلال المشروع الوطني ، الذي يحمله قائد الفيلق اللواء جبريل الرجوب ، الذي قضى بدوره العيد بين الجماهير ، في ردهات الملاعب .
تحية العيد لنجوم غزة
ولكن الظروف الموضوعية ، التي يفرضها المحتل الأجنبي ، وتلك الظروف العابرة ، التي خلفها الانقسام البغيض أدت إلى حرمان ثلة من شرفاء كرة القدم الفلسطينية - الذي غيروا مواقع التنافس عن طيب خاطر ، للمشاركة في انجاز حلمنا الكروي ، واقصد نشامى غزة الرجال ، من اللاعبين والمدربين - من قضاء إجازة العيد بين الأهل ، والعزاء أنهم وجدوا من محبيهم في المحافظات الشمالية نعم الظئر والسند ، في انتظار أن يفرج الله كربنا ، ويعود علينا العيد القادم وقد توحدت الصفوف ، واستعيدت وحدة الوطن في ظل الشرعية ، وأن يرحل الاحتلال بحواجزه وجدره وحصاره البغيض .
أكباش العيد
ويبدو أن جولات العيد جلبت "عيدية" الخير لبعض الأندية ، التي حصلت على الحظ الأوفر من كبش العيد ، ونالت أغلى النقاط ، التي زادت رصيدها الأجمال ، وارتقت بمرتبتها على جدول الترتيب ، فخطت بعض الفرق خطوات هامة ، نحو التنافس على اللقب بالنسبة للبعض ، ونحو الصعود إلى مركب الخلاص ، الذي لا يتسع لأكثر من عشرة أندية بالنسبة لأندية أخرى ، فيما كان العيد نحسا على حاملي المصباح الأحمر ، من الأندية التي بدأت ترفع الرايات البيض ، بعد نتائج المباريات السود ، التي خرجت منها خاوية الوفاض ، لتكون الكبش الثاني في العيد الكبير .
أصحاب النفس الطويل
والحق يقال : إن الجولات الأربع الأخيرة كشفت عن حقيقة النفس الثاني لفرقنا ، التي زادت سرعتها مع الاقتراب من خط النهاية ، من خلال نتائج تؤهلها لمزيد من التنافس الضاري ، في انتظار مواقع أكثر ضراوة ، تحتاج إلى نفس طويل من الأصايل ، الذين أحسنوا تنظيم خطواتهم ، ورتبوا أوراقهم ، ووزعوا طاقاتهم على كل المراحل ، من خلال تخطيط علمي فاهم .
جدول خاص
ويبدو أن الجدول الخاص بالجولات الأربع الأخيرة مغاير قليلا للجدول الإجمالي ، الذي تتزعم كوكبته فرق الامعري وجبل المكبر وواد النيص والبيرة والمركز الكرمي ، فيما يتزعم ترتيب الجولات الأربع الأخيرة واد النيص وحده ب اثنتي عشرة نقطة ويليه المكبر والبيرة بعشر نقاط لكل منها ، ثم شباب يطا الأمعري ( اذا منحه الاتحاد نقاط لقاء سلوان ) والخضر بتسع نقاط ، يليهم عسكر بسبع نقاط ، وهلال القدس والظاهرية بست نقاط .
أما في المركز العاشر لترتيب المباريات الأربع الأخيرة فتوجد فرق الأهلي وأبو ديس وبلاطة بخمس نقاط لكل منها ، ثم في المركز 13 المركز والشباب والثقافي وهلال أريحا وصور باهر وسلوان ( إذا خسره الاتحاد مبراة الأمعري ) ب أربع نقاط ، فيما يحتل العربي المركز 19 بثلاث نقاط ، متقدما فرق جنين والاتحاد والإسلامي ، التي خرجت من مولد العيد بلا نقاط !
فرق تطور أداؤها
وقد نال واد النيص العلامة الكاملة في منازلات العيد ، فحصل على أربع انتصارات متتالية أمام الثقافي والاتحاد وعسكر والشباب ، فيما فاز المكبر ثلاث مباريات أمام الإسلامي والعربي والاتحاد وتعادل مع شقيقه الهلال ، ومثله فعلت مؤسسة البيرة الفائزة على جنين والإسلامي والعربي ، والمتعادلة مع الهلال أيضا ، ويستحق فرسان الجنوب شباب يطا الإشادة لتسلقهم سلم الترتيب ، جامعين من الأربع الأواخر تسع نقاط من انتصارات أمام الإسلامي والعربي وجنين ، مقابل خسارة درامية أمام الجار الظهراوي ، ويبدو أن شباب يطا يسيرون في الطريق الصحيح ، لأنهم يدركون جيدا أن خلاصهم من حسابات السقوط ، لا يكون إلا بالفوز بجميع المباريات القادمة أمام الهلال والاتحاد والشباب والمكبر ، وذلك ليتمكنوا من الحصول على 33 نقطة .
ثلاث تعادلات هلالية
فريق عسكر جمع سبع نقاط من فوزين على الثقافي وصور باهر ، وتعادل مع رفيقه بلاطة ، وكانت خسارته الواقعية مع فرسان الواد ، وجمع هلال القدس نصف الغلة من فوز على الاتحاد ، وثلاث تعادلات مع البيرة والشباب وجبل المكبر ، ومثله فعل الظاهرية ، الذي جمع ست نقاط ، ولكن من فوزين أمام يطا وهلال أريحا ، وخسارتين أمام الخضر والمركز .
نتائج متذبذة
في المركز العاشر للمباريات الأربع الأواخر يقف الأهلي بخمس نقاط من فوز بالتخصص على سلوان ، وتعادلين مع المركز وهلال أريحا ، وخسارة أمام الصور المقدسي ، وجمع ابو ديس خمس نقاط من فوز غير منتظر على الفرسان السمر وتعادلين مع صور باهر والثقافي ، وخسارة أمام الجار السلواني ، كما أن بلاطة جمع الرصيد نفسه من فوز على الصور وتعادلين أمام سلوان وعسكر ، وخسارة أمام الثقافي .
العميد في خطر
ونجحت ست فرق في جمع أربع نقاط ، وهذه الفرق هي المركز بأربع نقاط ( من 3 مباريات ) بفوز على الظاهرية وتعادل مع الأهلي وخسارة أمام ابو ديس ،والثقافي الخاسر أمام الواد وعسكر ، والفائز على بلاطة ، والمتعادل أمام ابو ديس ، ويبدو أن العنابي يعيش وقتا حير المدرب الصباح ، الذي يرى ان الفريق يعيش مرحلة انتقالية تشهد تناوبا على تشريف الفريق .. والرصيد نفسه جمعه شباب الخليل من فوز على الاتحاد في الرمق الأخير ، وخسارة في الرمق الأخير أيضا أمام واد النيص وأخرى غير متوقعة أمام العربي ، وتعادل مع الهلال ، وقد أصبح موقف العميد حرجا ، يتطلب مزيدا من الجهود لإصلاح العطب الذب أصاب مراكب شيخ الأندية .
مصير سلوان بيد ابنائه
ونال هلال أريحا أربع نقاط في الحسبة نفسها بفوز على جنين ، وتعادل مع الأهلي ، وخسارتين مع الامعري والظاهرية ، كما نال سلوان أربع نقاط من فوز على ابو ديس وتعادل مع بلاطة وخسارة أمام الأهلي في انتظار بت الاتحاد في مباراته أمام الامعري ، وإجراء مباراته المتأخرة أمام الواد النيصي ، فيما خرج صور باهر بنتائج محيرة ، ففاز على الأهلي ، وتعادل مع ابو ديس وخسر مع عسكر وبلاطة .
ترهل دفاع الاتحاد
أما العربي فحقق فوزا فريدا أمام الشباب ، وخسر ثلاث مواقع مع البيرة ويطا والمكبر ، فيما خسرت أندية جنين والإسلامي والاتحاد المباريات الأربع ، فخسر جنين أمام كل من البيرة ويطا والخضر وهلال أريحا ، وخسر الإسلامي أمام كل من جبل المكبر والبيرة ويطا والخضر، وخسر الاتحاد أمام كل من الهلال وواد النيص والشباب وجبل المكبر ، والغريب أن الفريق النابلسي يتلقى 32 هدفا بالتمام والكمال في المباريات الأربع ، مما جعله يتحول إلى حصان مرور ، وعلامة تميز بين الهدافين ، الذين استغلوا وهن خط الاتحاد الخلفي لتعزيز رصيدهم على قائمة الهدافين ، كما فعل العلان المقدسي ، الذي سجل رقما قياسيا قوامه ثمانية أهداف حسوما ، قد يدخل بها كتاب غينتس للأرقام القياسية .
رقم علان القياسي
وقد ابتعد العلان كثيرا عن صادق ، بعد جمع علان 21 هدفا ، فيما يستحق نجم الأهلي خلدون الحلمان الإشادة بأهدافه ال 12 التي يزاحم بها هداف المنتخب كشكش ( لم يلعب مباراة الامعري والاتحاد ) والإشادة معقودة لهداف النيصة الفتى الغزي سعيد السباخي ، الذي أصبح في رصيده 12 هدفا في نصف مباريات الدوري ، ومثله فعل هداف الشباب علي عايش ، الذي تقدم إلى كوكبة جلادي الحراس ، برصيد 11 هدفا رغم أنه لم يلعب جميع المباريات .
مجموعة المنطقة الخضراء
المهم أن الجولات الأربع الأخيرة ، فتحت أفاق التوقعات للجولات الأربع الأكثر حسما ، في التنافس على الجبهات الثلاث ، للفوز باللقب الغالي ، أو ضمان البقاء في الدرجة الممتازة "ا" ، أو البقاء في الممتازة "ب" بالنسبة لحملة المصباح الأحمر ... ويبدو أن المجموعة الأولى ، التي ترابط في المنطقة الخضراء يتزعمها المعري ب 35 نقطة ، قبل البت في مصير مباراة سلوان ، ولعب اللقاء المتأخر مع المركز ، وفي المنطقة الخضراء مع الأمعري ، أندية جبل المكبر وواد النيص ، قبل لعبه المباراتين المتأخرتين أمام الهلال وسلوان ، والبيرة والمركز والظاهرية والخضر والثقافي ، وهذه الأندية ضمنت على الورق البقاء ضمن النخبة ، وهي تمتلك حظوظا متفاوتة في التنافس على اللقب .
فرق تنافس على مقعدين
ويحتاج الهلال المقدسي ، الذي يملك 26 نقطة الى الفوز في لقائه المتأخر على الواد ، في خطوة قد تضمن له النجاة ، ويتصدر الهلال المنطقة البرتقالية شبه الخضراء ، ومعه عسكر وبلاطة ، وكلاهما بحاجة للفوز بثلاث مباريات لضمان البقاء ، مع انتظار نتائج الفرق الأخرى ، شباب الخليل بدوره يملك مصيره بيده ، ولا حل أمامه إلا الفوز بثلاث مباريات ، وانتظار نتائج الفرق الأخرى ، وسيجد الشباب صعوبة في مواجهاته القادمة أمام المكبر والبرية ويطا والخضر ، إلا إذا استعاد الشباب ثوب الأبطال وانتفض خلال جميع مواجهاته القادمة ، أمام ممثلي الخليل الأهلي ويطا ، فلا حل لهما إلا الفوز في جميع المباريات القادمة ، وفوز الأهلي في مباراتي بلاطة وعسكر له أهمية خاصة في إنقاص حظوظ ممثلي نابلس لصالح ممثلي الخليل .
حملة المصباح الأحمر
أما المنطقة الحمراء فيتزعم فرقها الهلال الريحاوي ، الذي استفاق متأخرا بفوز على جنين ، والهلال يملك بصيص أمل اذا فاز بمبارياته أمام الإسلامي والعربي والهلال والاتحاد ، شريطة تعثر الفرق الأخرى جماعيا ، فيما قد يقتصر دور ابو ديس وسلوان وصور باهر والإسلامي على البقاء في الممتازة "ب " فيما على نادي جنين ان يشد الأحزمة ، لان الخمس نقاط التي تفصله عن العربي والاتحاد ، ليست خط آمان إذا واصل ممثل عاصمة القسام التقهقر ، واستفاقة جنين ستعقد أكثر مصير العربي والاتحاد ، الذين يبدو أنهما حجزا مبكرا في الدرجة الأولى .
شغب في العيد
وتبقى النقطة السوداء في الجولات التي لعبت في رحاب العيد أجواء عدم التسامح ، التي لا تليق بالمعيدين ، والتي ظهرت بأبشع صورها في مباراة الامعري وسلوان ، بشغب غير مبرر ، وبتصرفات غير لائقة ، والأخطر ما نسمعه في بعض الملاعب من هتافات تبدو أكثر فظاظة ، من قبل جماهير بعض الأندية التي تفوز بحيوية لاعبيها ومهاراتهم ، ولذلك لا داعي لنسبة هذا التألق لل "خاوة " ولا داعي لبعض الهتافات ، التي تميز قطاعا من الشعب عن غيره ، لأن وحدتنا العضوية رياضيا اعز ما نملك ، ويجب أن لا نسمح بالهتافات ، التي تموت فرقا كانت منارات لكرتنا ، لان الحياة التي بعثها الدوري في شراييننا مفخرة يتباهى بها الجميع ، أيا كان موقع الفريق الذي يشجعه على قائمة الترتيب .