قد تُجرى في نيسان- عبد ربه يرجح إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في النصف الأول من 2009
نشر بتاريخ: 16/12/2008 ( آخر تحديث: 16/12/2008 الساعة: 11:07 )
بيت لحم- معا- أعلن ياسر عبد ربه، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، انه "على ضوء موقف حماس فقد اصبح من المؤكد أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق قانون التمثيل النسبي الكامل بما يشمل الضفة الغربية وغزة ستجري في النصف الاول من العام القادم".
وفي اشارة الى التصريحات التي اطلقها قادة حماس في الايام الماضية وتحديدا في مهرجان انطلاقة الحركة قال عبد ربه: "لا حل معهم على الاطلاق، على الاقل على المدى القريب، ولذلك فإن الدعوة لاجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية مطلع العام القادم اصبحت مؤكدة ويمكن أن يترافق مع ذلك عدد من الاجراءات لتعزيز اوضاع المؤسسات القيادية الفلسطينية على مستوياتها المختلفة بما فيها المؤسسة الحكومية وهيئات منظمة التحرير الفلسطينية".
ورفض عبد ربه في تصريح لـ "الأيام" الافصاح عن ماهية هذه الاجراءات الا ان مصادر مطلعة قالت: "إن اجتماعا للجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني سينعقد مطلع الشهر القادم حيث من المرجح ان تتخذ سلسلة من الاجراءات التي يجري التداول بشأنها حاليا".
من جانبها أفادت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم نقلاً عن مصادر فلسطينية موثوقة أن الرئيس محمود عباس يعتزم تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في نيسان (ابريل) المقبل، وانه سيعلن ذلك في مرسوم رئاسي يصدره قريباً.
وكشفت مصادر فلسطينية في غزة ان الرئيس عباس بحث في ملف الانتخابات وانتهاء فترة ولايته مع عدد من الزعماء والقادة العرب، بينهم الرئيس بشار الأسد، وقطع على نفسه عهداً بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية، مضيفة أنه يريد أن "يسلم الأمانة" الى الرئيس المنتخب الجديد.
واشارت الى أن عباس شكا كثيراً وبمرارة من الاتهامات التي توجه اليه من حركة حماس وغيرها، فضلاً عن تقدمه في السن، الأمر الذي لا يستطيع معه البقاء في سدة الرئاسة. وأوضحت أن دولاً مثل سورية نصحته بتنظيم الانتخابات في آب (اغسطس) أو ايلول (سبتمبر)، الا أنه قرر تنظيمها في نيسان، معتبرا نفسه ملزماً دستورياً وقانونياً بتنظيمها السنة 2009. ورجحت ان يصدر مرسوماً رئاسياً خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما اكده الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة أمس.
وكانت حماس اعلنت انها ترفض انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة مشددة على انها تصر على انتخابات رئاسية في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل واجراء الانتخابات التشريعية مطلع العام 2010 ملوحة بأنها لن تسمح باجراء الانتخابات في قطاع غزة في حال قيام الرئيس بالدعوة لانتخابات متزامنة مطلع العام المقبل، وفي مثل هذه الحالة فإنه قد يتعذر اجراء الانتخابات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
الا ان عبد ربه قال: "نظام التمثيل النسبي الكامل لا يتيح لاحد ان يعطل الانتخابات من خلال اجراءات قسرية في اي منطقة من مناطق الوطن وهذا هو نقطة ضعف مخطط حركة حماس التي اعتقدت انها اذا اختطفت جزءا من الوطن فإنه سيكون بمقدورها ان تفرض الشلل على الحياة الوطنية والسياسية بكاملها الى حين الاستجابة التامة لشروطها، تلك الشروط التي تتلخص بنقطة واحدة وهي اكمال الانقلاب ليشمل الوطن والسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية.. هذا هو برنامجها باختصار".
وكان الرئيس عباس أعلن في خطاب اخير له انه في حال عدم انطلاق الحوار الفلسطيني حتى مطلع العام المقبل فإنه سيصدر مرسوما رئاسيا بالدعوة الى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة مطلع العام.
وعلم ان ثمة اتصالات تجري في محاولة لتشكيل قائمة موحدة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات الوطنية والمستقلة لخوض الانتخابات القادمة.
وفي هذا الصدد قال عبد ربه: "هناك امكانية لقائمة وطنية واحدة تشمل فصائل منظمة التحرير والقوى والشخصيات الوطنية، والامكانية متاحة ايضا لاكثر من قائمة ولا مشكلة اذا حدث ذلك على الاطلاق لأنه ربما يكون من الافضل ان تعرض على الشعب الفلسطيني برامج متعددة ومختلفة وان تتعمق التقاليد الديمقراطية عبر عملية انتخاب حقيقية وتنافس بين البرامج باعتبار ان هذه التقاليد لا تزال هشة وضعيفة الى حد كبير في مجتمعنا نظرا لقصر المدة ولمسؤولية القوى والتيارات السياسية المختلفة عن ضعف الوعي الديمقراطي".
وجدد عبد ربه رفضه لحديث (حماس) عن انتهاء الولاية الرئاسية للرئيس عباس في التاسع من الشهر المقبل وقال "كل هذا التهريج الحمساوي حول موعد التاسع من كانون الثاني المقبل ليس الا محاولة لابعاد الانظار عن الحقيقة الراسخة في ان حركة حماس ليس عندها سوى مشروع واحد وهو الانفصال في امارة غزة ولكن قسم الولاء لحركة الاخوان المسلمين والسمع والطاعة لقيادتها كما حصل في مهرجان (حماس) انما يؤشر على ان قيادة هذه الحركة لم تعد تضمن الولاء الاعمى من جمهورها وقواعدها وبالتالي فليس عندها سوى اللجوء الى هذه الاساليب التي تشبه فقط الانظمة الفاشية والدكتاتورية التي تنتمي الى عالم اندثر وانتهى كليا قبل عقود".
واضاف: "ولكنني لا اعرف كيف ستعيش امارة غزة اعتمادا على الخطة الاقتصادية العبقرية لاسماعيل هنية التي تثبت ان الاقتصاد الاسلاموي ليس سوى كوميديا سوداء ولا تعرف شيئا عن الاقتصاد وعن العصر فهو يريد ان يبيع ما تبقى من الاراضي الحكومية التي ينبغي الحفاظ عليها لبناء مدارس ومستشفيات لشعب يزداد عدده باستمرار ويريد ان يقنعنا بأن سياسة الاحسان على الالاف من العائلات المحتاجة والطلاب هي حل اقتصادي عبقري".
وخلص عبد ربه الى القول: "هذه حركة لا برنامج وطنيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا عندها وبرنامجها الوحيد هو اقامة سلطة ظلامية والسعي بوعي لزيادة معاناة ابناء غزة بزيادة الاتجار بهذه المعاناة".