الأربعاء: 13/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تلقيت الضربة الاولى من بسطار جندي اسفل الذقن: ملوح يروي تفاصيل الاحداث الدامية التي شهدها سجن عوفر

نشر بتاريخ: 08/12/2005 ( آخر تحديث: 08/12/2005 الساعة: 13:03 )
رام الله- معا - تمكن محامي نادي الاسير منذر ابو احمد من لقاء الاسير عبد الرحيم ملوح نائب أمين عام الجبهة الشعبية الذي نقل على اثر الاحداث الدامية من سجن عوفر الى سجن هداريم. وقد تحدث الاسير ملوح عن الاحداث التي دارت في معتقل عوفر قائلاً ان السجن يسوده جو من التوتر منذ نهاية شهر رمضان المبارك نتيجة للمواقف السلبية التي اتخذتها ادارة السجن بحق الاسرى ومحاولة المس بكرامتهم.

واضاف ملوح انه وقبل اسبوع من الاحداث كان هناك اسرى في محكمة عوفر وقد قام الجنود بتصرفات سيئة, حيث اعتدوا عليهم بضربهم وتم اخذ احد المعتدى عليهم واسمه "عبيدة" الى العيادة وبالمقابل تم نقل احد الجنود للعيادة أيضاً بعد اصابته نتيجة المقاومة.

على اثر ذلك، قام ممثل المعتقل عصام الفروخ بالاضافة الى لجنة الحوار بمراجعة الادارة وقالت له الادارة ان عبيدة سيبقى في الزنزانة مدة 24 ساعة. وبعد انتهاء المدة المذكورة قام ممثل الاسرى بسؤال الادارة عن مصير الاسير في الزنزانة وتمت اجابته انه سيبقى في الزنزانة لمدة اسبوع، وهنا بدأ الجدال واحتد النقاش بين ممثل الاسرى وادارة السجن.

و قام الاسرى في ذلك اليوم بارجاع وجبة الاكل وبالمقابل قامت الادارة باجراء العد بواسطة نائب الشاويش وليس الشاويش نفسه، وقبل نهاية مدة الاسبوع بيوم قام ممثل الاسرى بالسؤال عن الاسير المعزول في زنزانة انفرادية وكان رد الادارة ان الاسير نقل الى سجن مركزي، وهنا انفجرت الامور واحتد الجدال، وتم انذار الادارة انه سيتم اتخاذ اجراءات بسبب عدم احترام الاسرى ولجنة الحوار، وبدأ الاسرى برفع يافطات كتب عليها "كرامة الممثلين من كرامتنا" ولم تكن اليافطات تحتوي على أي اساءة مباشرة للادارة او غير مباشرة.

ويضيف ملوح انه وعند الساعة السادسة ارادت الادارة استفزاز الاسرى فقامت بتفتيش قسم 2، وعند التفتيش قاموا بتكسير الاشغال اليدوية والاعمال الفنية وتمزيق صور الاقصى رغم ان دخول هذه الاغراض الى القسم كان بصورة قانونية وشرعية وتم بموافقة الادارة.

وفي نفس اليوم توجهت الادارة الى اربع اسرى وقررت نقلهم دون سابق انذار وهم: عبد الرحيم ملوح, نضال ابو عكر, محمد القصاص, ويامن ظنيني.

وأضاف ملّوح أن الادارة طلبت نقلنا الى السجن المركزي دون أي سبب مقنع، وبعد ذلك اجتمعنا مع ممثل المعتقل وقررنا ان لا نخرج حيث لاحظنا ان هذا الاجراء ليس الا خلق مشكلة وعدم استقرار عند المعتقلين. اخذ ممثل المعتقل قرار بأن لا نخرج من السجن وعند الساعة التاسعة مساء عدنا الى القسم وفي تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً وصلتنا اخبارية انه يجب ان نترك عوفر والا فإن الجيش جاهز لاقتحام السجن.

في تمام الساعة الثانية صباحاً اقتحم الجيش قسم 2 وقاموا باطلاق الغاز المدمع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي المندفع بغزارة، واستخدموا خراطيم المياه ذات الضغط العالي، وكانوا يطلقون النار علينا من خلف الشباك وبدأت المناوشات، فقد كنا في الخيم وفي العراء ما بين السماء والارض ولم يكن لدينا أي وسيلة للمقاومة سوى تلقي الضربات، واستمر الهجوم احادي الجانب مدة 45 دقيقة كوننا ضعاف لا نملك أي سلاح للمقاومة.

جاء الي جندي واخذني باتجاه منطقة كراج السجن وانا مكبل للخلف وعند اقترابي للسلم تلقيت الضربة الاولى من (بسطار) جندي موجهة الى اسفل الذقن(7 غرز) وبعدها هجم علي 20 جندي واعتدوا عليّ بواسطة عدة ادوات وكان الدم ينزف مني بغزارة.

وواصل نائب أمين عام الجبهة الشعبية قصته : وعند وصولي للخارج جاء ضابط وادخلني الى الزنزانة واتى والطبيب وطلب نقلي الى المستشفى كون الجرح عميق جداً ويجب تصوير الفك، وهنا اخذت منشفة من احد المعتقلين وقام الاسرى بلف رأسي حيث كنت مكبل الايدي الى الخلف.

بعد ذلك تم نقلي الى مستشفى "شعار تسيدك" وفي المستشفى فكوا قيودي من الخلف الى الامام وتلقيت العلاج من الطبيبة المناوبة وتم بعدها نقلي بسيارة شرطة وليس بواسطة اسعاف الى سجن هداريم. بقيت في المستشفى حتى الساعة السابعة صباحاً ووصلت الى هداريم الساعة الرابعة عصراً ولم يكن معي أي اغراض من عوفر وبقيت كل ملابسي واغراضي هناك.

في يوم الخميس جلسنا مع الادارة وفوجئنا بانهم وجهوا الينا تهمة الاعتداء على جندي، ويوم الجمعة زارني الدكتور احمد الطيبي وهو نفس اليوم الذي تم فيه اخراجي من الزنازين.

وتحدث ملوح عن وضعه الصحي وقال اشعر بوجع في الفك الا ان الوضع افضل بقليل، استطيع الاكل واشعر بتحسن مستمر.