خلال لقاء لكوادره في رفح- حزب الشعب يحذر من مخاطر تصعيد إسرائيلي في ظل حالة الانقسام
نشر بتاريخ: 19/12/2008 ( آخر تحديث: 19/12/2008 الساعة: 19:15 )
رفح -معا- حذر حزب الشعب الفلسطيني، من مخاطر تصعيد إسرائيلي محتمل في ظل حالة الانقسام التي يشهدها شعبنا الفلسطيني, معتبرا أن انتهاء موعد التهدئة سيضع شعبنا أمام تحديات جديدة, وفي مقدمتها تصعيد وتيرة العدوان بأشكال مختلفة, مؤكدا بان العدوان الإسرائيلي لم يتوقف طوال الفترة السابقة, حيث عمليات القتل والاجتياح ومواصلة فرض الحصار على قطاع غزة.
واعتبر الحزب ان حالة الانقسام القائمة ستشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في سياسته الإجرامية دون أي رادع قد يواجهه من المجتمع الدولي.
جاء ذلك في اجتماع نظمه الحزب في محافظة رفح، ضم قيادات وكوادر الحزب, وبمشاركة أعضاء المكتب السياسي طلعت الصفدي، ووليد العوض، ونافذ غنيم, وعضو اللجنة المركزية تيسير ابو خضرة.
وفي مداخلته حذر الصفدي من المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني بسبب حالة الانقسام التي وصفها بأنها أخذة في التعمق يوما اثر يوم, بسبب التراخي في التوجه الجاد للحوار الوطني, بهدف وضع حد لهذا التدهور وإنهاء هذه الحالة الشاذة, وإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني ولمؤسساته الرسمية, مشيرا الى مخاطر تواصل العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية, واصفا هجمات المستوطنين بالعنصرية والمنسقة مع الجيش الإسرائيلي الذي يحميهم ويدافع عنهم.
وأوضح الصفدي بان الحالة الصعبة التي يواجها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الحصار تستوجب من الجميع التعامل بمسؤولية وبحس وطني متقدم بعيدا عن المزايدات والمجازفات, وعن قضية الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية الفلسطينية, قال الصفدي " البعض يعتبر بان ما يجري هو معالجة لمشكلة الحصار, لكنه في حقيقة الأمر يعمق من المشكلة القائمة برغم تهريب بعض البضائع, فالأنفاق تطيل أمد الحصار, وتعفي الاحتلال من تحمل المسؤولية عن جرائمه, كما تلحق الأذى بالاقتصاد الوطني رغم ضعفه, بالإضافة الى ما ينتج عنها من مخاطر اجتماعية متعددة الجوانب، داعيا الى امتثال الجميع للمسؤولية الوطنية, وبذل الجهود باتجاه الحوار الوطني بدلا من إضاعتها في مجالات لن تخدم شعبنا ولا مستقبله الوطني والاجتماعي .
من ناحيته استعرض العوض الحالة الدولية والعربية, وانعكاساتها على القضية الفلسطينية وتأثيراتها في حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني, معتبرا ان انتظار البعض ومراهنته على فوز الرئيس الأمريكي اوباما, ونتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة والتطورات الإقليمية, هو إضاعة للوقت والإسهام في تحميل شعبنا أعباء إضافية ومخاطر جديدة, داعيا كافة الأطراف للتوقف عن سياسية المراوغة وتجميع الأوراق, والتوجه فورا الى حوار وطني شامل ينطلق من حيث وصلت إليه الجهود المصرية الأخيرة, ولمساعدة الأشقاء المصرين في استكمال مساعيهم لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية.
وعن التهدئة قال العوض" ان حقيقة الأمور تشير الى أن ما تم هو تهدئة شكلية, فعمليات القتل لم تتوقف, وكذلك الاجتياحات الحدودية, والاهم استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة, وما نجم عنه من نتائج كارثية, وموعد انتهاء التهدئة المزعومة يجب ان يعطي الجميع حافزا للتوجه إلى إنهاء الانقسام فورا, فالأولية يجب ان تكون للتفاهم والتهدئة الداخلية فلسطينيا قبل ان تكون مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم".
وعن دور الحزب أشار غنيم إلى أن التطورات القادمة لا تنذر بخير خاصة في حال استمرار الانقسام الداخلي, مشيرا الى التصعيد الإسرائيلي المحتمل خلال الأيام القادمة, والى ما تنتجه حالة الانقسام من وقائع كارثية تعانيها قطاعات الشعب المختلفة على مختلف المستويات, مضيفا بأن هذه التقديرات تستدعي من الحزب ان يهيئ كافة أعضائه وهيئاته لهذه التطورات, والتي تحتاج الى جهود إضافية يجب ان يبادر إليها الحزب على المستويين السياسي والاجتماعي, لأجل شرح مواقفه والتفاعل الجاد مع قضايا الجماهير في مختلف الميادين.
وطالب غنيم الهيئات القيادية في الحزب بترتيب أوضاعها الداخلية ورفع وتيرة التواصل مع كافة الأعضاء, وتعزيز العلاقة مع مختلف الأوساط الشعبية, كما دعا منظمة الحزب لان تلعب دورا فاعلا ومبادرا في أوساط هيئة العمل الوطني وكذلك في جبهة اليسار, معتبرا ان دور الحزب وتأثيره لا يمكن أن يحقق نتائج ملموسة على الأرض بمعزل عن تعزيز وضعه الداخلي, وتفعيل ائتلافاته الوطنية وتمكينها من التفاعل الشجاع في التصدي لكافة الانتهاكات التي تواجه أبناء شعبنا .