الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة علمية حول مرض سكري الأطفال:ما يزيد عن 26 ألف لاجئ في قطاع غزة مصابون بمرض السكري من بينهم ألف طفل

نشر بتاريخ: 20/12/2008 ( آخر تحديث: 20/12/2008 الساعة: 18:14 )
القدس - معا - أظهرت الإحصائيات الطبية خلال ندوة علمية للأطباء عقدت برعاية الجمعية الفلسطينية لأمراض السكري بالتعاون مع شركة نوفوا نوردسك تحت عنوان سكري الأطفال بأن هناك ما يقارب 26 ألف لاجئ ضمن مخيمات قطاع غزة مصابون بمرض السكري بنوعية الأول والثاني، ونسبة الأطفال من ذلك تصل إلى ألاف طفل تقريبا.

وقال الدكتور وهيب الداهوك استشاري الغدد الصماء وأمراض السكري لدى وكالة الغوث للاجئين في قطاع غزة الاحصائيات ان عدد اللاجئين في قطاع غزة يبلغ المليون وخمسين ألف مواطن ونسبة الأطفال ما دون 18 عشرة من تعداد اللاجئين تصل إلى 46.9%

وأكمل شرحه عبر إعطاء صورة إجمالية لانتشار مرض السكري عالميا ومحليا في قطاع اللاجئين في غزة، حيث قال "هناك ما يقارب 352 مليون مصاب في مرض السكري، وكل عام يزداد هذا الرقم بما يقارب السبعة مليون شخص جديدا أما بالنسبة للاجئين في القطاع فأن عدد المصابين يبلغ قرابة 26 ألف مواطن وهذا الرقم يزداد سنويا بمعدل 2500 حالة جديدة".

واضاف الداهوك"لا شك بان مرض السكري هو أحد الأمراض المزمنة والمكلفة ناهيك عن مضاعفاته الخطيرة سنويا هناك ما يقارب 3.8 مليون شخص يموتون بسبب مرض السكري، وكل عشر ثوان مريض جديد يموت في أنحاء المعمورة ، وفي قطاع غزة وتحديدا في شريحة اللاجئين فقد مات 165 شخص بمرض السكري عام 2006 و143 شخص في عام 2007 ونسبة الوفيات عندنا تبلغ ما يقارب 6 أشخاص لكل ألف مصاب بالمرض سنويا".

وقال الداهوك ان مرض السكري في الأطفال هو واحد من أكثر الأمراض المزمنة التي تؤثر على الأطفال فكل يوم يزداد عدد الأطفال المصابون عالميا بمرض السكري بما يقارب 200 طفل جديد يوميا وهذا المرض من الممكن أن يصيب الأطفال في أي سن حتى انه يصيب الرضع.

وعن نسبة المرض بين أطفال اللاجئين في القطاع أشار إلى أن الإحصائيات الطبية أظهرت بأن ما يقارب 819 طفل كانوا يحملون النوع الأول من المرض في نهاية 2007، وان أردنا أن نعرف نسبة الأطفال المرضى بالسكري بنوعيه حاليا فأنهم يقاربون 3.5% من مرضى السكري أو ما يقارب ألاف طفل تقريبا وهذا الرقم من المتوقع أن يزداد بمعدل 130 طفل سنويا سيصابون بالنوع الأول من المرض وفقا للإحصائيات.

وعن النوع الأول أو سكري الإحداث كما كان يطلق عليه، تحدث الدكتور سهيل شريف القيشاوي استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري ورئيس الجمعية الفلسطينية لأمراض السكري في قطاع غزة شارحا ماهية المرض حيث قال هو مرض من أمراض المناعة الذاتية يتميز بتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وبناء عليه فالأشخاص المصابون بالسكري من هذا النوع ينتجون كمية قليلة جدا من الأنسولين أو لا ينتجونه مطلقاً ويجب علاجهم بالأنسولين بواسطة الحقن أو مضخة الأنسولين للبقاء علي قيد الحياة. وقد كان هذا النوع من السكري يسمى بسكري الأحداث وهو الأكثر شيوعاً في الأطفال والمراهقين.

واشار القيشاوي الى ان السكري هو حالة مزمنة تنشأ عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من هرمون الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه، ويؤدي كل من فشل إنتاج الأنسولين أو فشله في العمل إلى رفع مستويات الجلوكوز في الدم الذي يرتبط على المدى البعيد بحدوث مضاعفات مزمنة، مسئولة عن فشل مختلف الأجهزة والأنسجة بالجسم.

وهنالك نوعان رئيسيان من السكري هما النوع الأول الذي تحدثنا عنه و النوع الثاني من السكري، والذي يتميز بوجود مقاومة لمفعول الأنسولين، فأجسام الناس المصابين بهذا النوع لا يمكنها استخدام الأنسولين الذي تنتجه على نحو فعال، وغالباً ما تعالج هذه الحالات عبر إجراء بعض التغييرات الحياتية مثل ممارسة الرياضة والغذاء الصحي، ولكن كثيراً ما يحتاج المريض إلى العلاج بالأدوية من الأقراص أولاً ثم الأنسولين لاحقاً، ويشكل النوع الثاني من السكري أكثر من 90 % من الحالات المصابة بالسكري أشار القيشاوي.

واوضح القيشاوي ان كلا النوعين خطير يمكن لأي منهما أن يصيب الأطفال، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في نسبة الأطفال الذين يشخصون بالسكري من النوع الثاني، حيث ويرتبط هذا بزيادة الوزن والبدانة في الأطفال والمراهقين، ولذلك فمن الضروري معرفة الأعراض المنذرة بحدوث السكري من اجل اتخاذ الإجراءات ألازمة للوقاية من المرض.

وجدير بذكره هنا بأن رعاية هذه الندوة من قبل شركة نوفوا نوردسك تأتي ضمن اهتمامات الشركة ورؤيتها إلى الأهمية القصوى والحاجة إلى تكثيف الجهود والعمل المشترك من اجل الوقاية والعلاج لمرض السكري، بالإضافة إلى دعم الجهود العالمية للتصدي لهذا المرض ورفع الشعار العالمي لعام 2008 والذي اقره الاتحاد العالمي للسكري وهو حق الأطفال بالحصول على أدنى مستويات العلاج على الأقل من اجل الحفاظ على صحتهم ونشأتهم خلال سن البلوغ.