قاضي القضاة: اللجوء الى المحاكم الاسرائيلية بخصوص اعتداءات الاحتلال على القدس باطل
نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 11:06 )
القدس - معا - أكّد الدكتور الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي مجدداً أن اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية على اختلاف أنواعها ودرجاتها خطأ جسيم؛ لعدم جدواه وما يؤدي إليه من إضفاء الشرعية على الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، هذا بالإضافة إلى بطلان قراراتها لأنها محاكم احتلال بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية ؛ فما بني على باطل فهو باطل.
واضاف التميمي انه وعلاوة على ذلك فقد اعتدنا على خداع محاكم الاحتلال التي تصدر قراراتٍ أوَّليَّة يوهم ظاهرها بتحقيق إنجازات قضائية لمن لجأ إليها ؛ ثم تصدر بعد ذلك الأحكام النهائية التي تكرِّس الاحتلال وإجراءاته .
جاء تأكيد التميمي هذا تعقيباً على الالتماس الذي قُدِّمَ مؤخراً إلى محكمة الشؤون الإدارية لإلزام ما يسمى ببلدية القدس بوقف أعمال الحفر في مقبرة مأمن الله في القدس لأنها تنفَّذ دون ترخيص ساري المفعول، منوِّهاً بأنه في حالة اختيار الملاحقة القضائية فالقرار الأصوب والأحكم في هذه المسألة هو اللجوء إلى المحاكم الدولية كمحكمة العدل العليا في لاهاي ؛ فأحكامها أكثر إلزامية لسلطات الاحتلال، وتسهم في فضح ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة ؛ مما يجعلها عرضة للمساءلة والملاحقة الجزائية حسب المبادئ المعمول بها على مستوى العالم.
وأكد الدكتور التميمي أن مقبرة مأمن الله هي مقبرة إسلامية منذ الفتح الإسلامي ؛ تضم رفات عشرات الآلاف من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين والمجاهدين والقضاة والعلماء والفقهاء ومن استشهدوا في ساحات المسجد الأقصى المبارك وأموات العائلات المقدسية حتى احتلال الجزء الغربي من مدينة القدس التي تقع فيه المقبرة عام 1948 ، وهي وقف إسلامي إلى يوم الدين ، ولا تتغير عنها هذه الصفة بمرور الزمان أو وقوعها تحت الاحتلال.
وأشار إلى أن مواصلة العمل فيها رغم اكتشاف رفات موتاها قبل أكثر من عشرة أعوام يمثل انتهاكاً صارخاً للقيم والأعراف الدينية والأخلاقية والإنسانية ، واعتداء على حقوق الإنسان حياً وميتاً ، موضحاً أن الإسلام يحرِّم الاعتداء على الأموات ويعتبره كالاعتداء على الأحياء لقوله صلى الله عليه وسلم " كسر عظم الميت ككسره حياً " رواه أبو داود ؛ ومحملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن نتائج أفعالها .
وطالب قاضي قضاة فلسطين المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن واللجنة الرباعية ومنظمة اليونسكو التي تختص بالحفاظ على الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية في العالم إلى التدخل الفوري والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها واختطافها لمدينة القدس المحتلة ، مناشداً الأمة قادة وشعوباً القيام بواجبها في الدفاع عن مقدسات وأوقاف الأمة في أرض الإسراء والمعراج.