الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عــلــى هــامــش الــدوري الـممـتاز شمـاعـات الفـشل فــي الأنـديــة!!!!!! بقلم : مـنــذر قــريــع- نــادي ابو ديس

نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 12:52 )
بيت لحم - معا - مسيرة قطار الدوري الممتاز شارفت على الوصول للمحطة النهائية وبقي مسيرة ثلاث جولات تتضح بعدها هوية الكبار العشرة ومثلهم الأقل كبرا في حين سيغادر كبيران دوري الأضواء للعيش ضمن دوري وفرق المظاليم ونحن نتحدث عن هذا التقسيم بناء على الآلية التي وضعها الاتحاد منذ المحطة الأولى لقطار الدوري وكلنا أمل أن لا تتدخل يد السلطان أو ألأيدي الخفية كما كان في العهد السابق وتهدم كل ما تم بناؤه.
تحدثت في السابق على أن مسيرة هذا الدوري ووصوله إلى المحطة النهائية هو انجاز غير مسبوق لاتحاد كرة قدم وتحديدا للرئيس جبريل الرجوب الذي أعتقد جازما وغيري كثر أن غيره عاجز عن انجاز ما تم تحقيقه لأسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها كونها معروفة للقاصي والداني والتجارب السابقة لإقامة دوري تصنيفي خير دليل على ما أقول.
لقد سقطت ورقة التوت عن العديد من الفرق وعن المجد الذي كانت تتغنى به منذ قديم الزمان وأصبحت ألان في مهب الريح على الرغم من الدعم المادي والزحف الجماهيري والجاه والسلطان والأذرع الممتدة إلى أعلى وأسفل ولكن هيهات هيهات !!! وان وصول هذه الفرق إلى ما وصلت أليه ألان نابع عن مجموعة من شماعات الفشل التي اعتمدت عليها إدارات هذه الأندية خلال مسيرة الدوري وما قبله ونسجت لنفسها أضغاث أحلام وظنت كل الظن أنها ستقهر الجيوش وهي نائمة في السرير ،وكغيري من أولئك الذين حملوا مسؤولية أنديتهم سواء من الكبار العشرة أو من هم دونهم وكصحفي رياضي عشق قلمه الرياضي حتى الثمالة ارتأيت أن اكتب ما حصل مع الأندية ومع الإدارات لتكون لي ولغيري نبراسا نستنير به في المرحلة المقبلة.

الشماعة الأولى: عدم إمكانية إقامة دوري وتوقفه في إحدى المحطات بصورة نهائية:

كما سبق وأسلفت فان التجارب السابقة ولدت لدى إدارات الأندية الثقة الكاملة بان مسيرة الدوري ستتوقف في إحدى المحطات وهذا نابع من المشاكل التي ستعمد بعض الفرق المهددة بالهبوط إلى افتعالها من اجل توقف الدوري والعودة إلى المربع الأول "وقف الدوري والبحث عن آلية جديدة" تضمن بقاء الفريق ضمن مصاف الفرق الكبيرة ، والقرارات الجريئة التي اتخذت بحق الأندية وبالسرعة القصوى ودون ترحيل للقرارات أدى إلى قناعة لدى الجميع بعدم فعالية وجدوى هذه الشماعة.

الشماعة الثانية:عدم توفر الموارد المالية لمصاريف الدوري:

يعتبر نادي ابوديس النادي الوحيد الذي لم يتسلم مخصصاته الكاملة من الجهة الراعية على عكس باقي الأندية والتي حصل بعضها على أضعاف المبلغ المخصص من الجهة الراعية والداعمة، علما أن مصاريف الأندية فاقت ذلك المبلغ بأضعاف وهي على استعداد إلى دفع مبالغ أخرى في مقابل البقاء ضمن دوري الأضواء وان كانت معظم المبالغ ذهبت إلى لاعبي التعزيز والإعارة والمواصلات والعلاج وهذا ما أرهق ميزانيات الأندية بشكل أساسي خلال مسيرة النادي في الدوري واثر على النشاطات الأخرى في الأندية كون كرة القدم الأكثر شعبية.

الشماعة الثالثة:عدم توفر الطواقم التحكيمية المؤهلة:

تعتبر الطواقم التحكيمية الحلقة الأضعف في مسيرة الدوري الممتاز ودوري المظاليم أيضا وهذا ليس ذنبهم وانأ لا أدافع عنهم كون فريقي أول من جلد منهم ولكن الحق يقال ما هو المطلوب من حكام عاشوا في سبات منذ أكثر من عشر سنوات بعيدين عن ميادين التحكيم في البطولات الرسمية ؟؟!! محرومين من ابسط الحقوق والمتمثلة في الأجر والمواصلات وعدم الأمان وبطش الجماهير وكأنه مجرد المشاعر والأحاسيس ؟!! والبعض اعتقد أن دورة الإنعاش التي خضعت لها بعض الطواقم التحكيمية في الأردن قادرة أن تعود بقضاة الملاعب إلى عصر التحكيم الذهبي والى البعد الكامل عن الأخطاء،فهذه إحدى الشماعات التي أخذها البعض لنفسه لتبرير ما وصل إليه.

الشماعة الرابعة:التقسيم والتمييز الجغرافي بين الأندية:

لترفع القبعات إلى الشقيقين اتحاد نابلس والعربي الصفافي فعلى الرغم من التراجع الحاد في مستوى كلا الناديين ألا أنهما يلعبان دون الحديث على ان هناك تمييز ضدهما للقناعة أن هذا هو حال الفريق مع أن عراقة كلا الناديين لا تقل عن الفرق العشرين الأخرى ،ولقد طالعتنا الصحف والمقالات والمواقع الالكترونية في كثير من المناسبات على أن هناك تمييز ضد بعض الأندية ويتم التعامل معهم بوحشية بسبب الموقع الجغرافي والانتماء الوطني أو الهوية والعنوان وان قرارات التحكيم نابعة من هذا الاتجاه وعملت بعض الإدارات في عدد من الأندية على تسويق هذه الخرافات وأقنعت بها لاعبيها وجماهيرها مما اثر على علاقات الأندية مع بعضها وعلى مستوى الفريق ومسيرة النادي خلال الدوري.

الشماعة الخامسة:تغيير الطواقم الفنية للأندية:

منذ الأسابيع الأولى لمسيرة الدوري عمدت غالبية الأندية إلى تغيير الجهاز التدريبي للفريق والبعض غير المدرب أكثر من مرة بسبب الفشل في تحقيق الانتصارات المرجوة وهذا بحد ذاته هو الفشل بعينه وأن تجديد الثقة بالمدرب - الكفء ذو السمعة الطيبة - أطول مدة من الزمن هو من أساسيات النجاح للوصول إلى حالة الانسجام بين أعضاء الفريق الواحد علما أن الخلل قد يكون من قبل اللاعبين أنفسهم من خلال عدم الالتزام بساعات وأيام التدريب التي يحددها المدرب وكذلك الخطط المرسومة وفي غالب الأحيان لا يتحمل المدرب واللاعب المسؤولية حيث أن كثرة الاحتكاك من خلال المباريات ورفع المعنويات لدى اللاعبين وتفهمهم أعباء المسؤولية الملقاة على عاتقهم وزيادة الخبرة والثبات على التشكيلة الأساسية هو مفتاح الانتصارات لأي ناد ولنا في الشقيق الثقافي ألكرمي خير عبرة مع الأستاذ محمد الصباح.

الشماعة السادسة:عدم مشاركة لاعبي التعزيز من المحافظات الجنوبية:

تعاقدت غالبية الأندية في المحافظات الشمالية مع لاعبي تعزيز من أندية المحافظات الجنوبية أو عرب الداخل أو الأجانب لكن غالبية اللاعبين المتعاقد معهم من المحافظات الجنوبية لم يصلوا إلى أنديتهم الثانية إلا من رحم ربي وكان له باع وذراع ، وظهر الفرق واضح بين الأندية قبل وبعد وصول لاعبي التعزيز وخصوصا من الناحية المعنوية والذي اثر على نتائج الأندية ، ألا أن المتتبع لحقيقة الأمر يجد أن هناك تقاربا كبيرا بين مستوى الأندية وتدل على ذلك النتائج والمفاجآت فيها وهناك العديد من الفرق التي اعتمدت على الفرق المساندة لديها وتمكنت من الوصول إلى تشكيلة استطاعت مجاراة الفرق المعززة والتفوق عليها واكتسبت فريقا بأقل الإثمان يدوم لأطول الأزمان ، علما أن موجة التعزيز ستنتهي مع نهاية الدوري مخلفة وراءها خزائن خاوية وديونا متراكمة وصراعات داخلية محمومة .

الشماعة السابعة: الاعتماد على الجيل القديم والخوف من الجيل الجديد:

ظهر وبشكل جلي أن غالبية الأندية لا تولي أي اهتمام للفرق المساندة ويثبت ذلك السعي المحموم وراء شراء لاعبين من كافة المحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لطلب ود احد اللاعبين ذو الموهبة المتواضعة وأصبحنا على أبواب بورصة خاصة باللاعبين وتنقلاتهم بين الأندية أسوة بالفرق العالمية وكما سبق واسلفت فقد أرهقت ظاهرة اللاعب المحترف ميزانيات الأندية وأصبحت تغوص في الديون ، فلو تم إعداد فرق مساندة والاهتمام بهم كما يجب لما عانى أي نادي من عجز في الكوادر البشرية لديه وستكون تكلفة بناء جيل لأي ناد اقل بكثير من استقدام لاعبي تعزيز للأندية مع ضرورة منحهم الوقت الكافي لاكتساب الخبرة والتجربة في المباريات ليكون جاهزا كاسرا لحاجز الخوف من المباريات الرسمية وسيكون هذا اللاعب مخلصا لنادية شاعرا بحجم المسؤولية الملقاة علية ،مع ضرورة الاحتفاظ بعدد من لاعبي الخبرة لصقل ونقل خبراتهم إلى الجيل الناشئ بعيدا عن الاعتقاد بمبدأ الإحلال ولأخذ مكانة اللاعب المخضرم.

الشماعة الثامنة:آلية الدوري المعتمدة:

لقد طبق اتحاد كرة القدم المثل الشعبي القائل "شاور من هم اكبر واصغر منك واترك القرار لنفسك" ويثبت ذلك ورشات العمل والاجتماعات التي عقدت لهذه الغاية وعندما تم إقرار آلية الدوري لم نسمع أي اعتراض أو امتعاض من الأندية وهذا يبرهن على أن هناك ثقة لدى الجميع أنهم سيكونون من ضمن الكبار العشر الآن وقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة بدأت بعض الأندية مرحلة البحث عن مخرج من خلال المطالبة بزيادة عدد فرق الدرجة الممتازة أ وهو ما سيجعل اتحاد كرة القدم على المحك.

الشماعة التاسعة: الكولسات داخل أروقة الأندية:

حالم وواهم كل من يعتقد أن هذه الظاهرة ستنتهي واعتقد جازما أنها أصبحت عادة وعرف في الرياضة الفلسطينية وأصبحت مرض مزمن معضل لا شفاء منه تعاني منه الرياضة وهذا المرض تمارسه المجالس الإدارية واللجان الإشرافية والرياضية وحتى اللاعبين أنفسهم وان هذا المرض أوصل أندية إلى حافة الهاوية وان معظم الأندية الغير موفقة أو التي لم تتوفق في البداية كانت تعاني من هذا المرض بعض الأندية أخذت العلاج وعادت إلى المسار الصحيح ولكن بعد فوات الأوان والبعض الأخر ما زال تحت العلاج والقسيم الأخير يرفض جسمه العلاج.

في الختام أقول: نبارك مقدما للفريق الذي سيتوج بطلا لأول دوري حقيقي يجري في فلسطين وكذلك لاتحاد كرة القدم على هذا الانجاز ونؤكد على أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يمكن أن يخطئ ونبارك لجميع الأندية المشاركة في هذا العرس الرياضي الذي يفتخر به كل فلسطيني في الوطن والشتات ،وانه على الأندية طي صفحة الدوري الحالي والاقتناع بالترتيب المنصف الذي وصلت أليه وضرورة ترتيب أوراقها من جديد والاستعداد إلى المرحلة المقبلة والدوري القادم من خلال البحث عن أسباب الإخفاق للذي لم يقتنع بالشماعات التسع التي ذكرتها سابقا وعدم البكاء على الأطلال والاهتمام بالفرق المساندة وتجهيزها وخرطها لتكون الدعائم الأساسية للنادي ،كذلك الجميع مدعو إلى الالتفاف حول اتحاد كرة القدم من اجل الاستمرار في إقامة البطولات الرسمية وعدم التوقف بعد نهاية الدوري وإعداد أجندة سنوية للنشاطات الرياضية لتكون عرفا لدى الأوساط الرياضة أسوة بدول العالم المتحضر ،و حتى يتم إفساح المجال أمام الجميع للعودة إلى دوري الأضواء وخصوصا الذين تم فرزهم على الدرجات الدنيا ومن اجل حصر عدد الأندية للدرجات المختلفة بحيث لا يتعدى عدد الأندية الرسمية الخمسين ناديا يتم إحاطتهم بالرعاية من قبل الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة وتوفير الدعم المالي والمعنوي لهم.