الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وقفة مع المنشطات * بقلم د. بهجت أبو طامع

نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 16:24 )
بيت لحم - معا - بقلم د. بهجت أبو طامع/ دكتوراه الفلسفة في التربية البدنية والرياضة/.قسم التربية الرياضية- جامعة خضوري الحكومية-

تعريف المنشطات: أن كلمة النشطات والتي عرفت بـِ Doping تعني إعطاء أو تناول أية مادة غريبة عن الجسم، أو أخذ أي مادة طبيعية بكميات غير طبيعية بواسطة طرق غير معتادة لرفع مستوى اللياقة البدنية أو القابلية الجسمية بشكل طبيعي. وهو بصفة أخرى استعمال أي مادة طبية أو كيميائية لرفع درجة اللياقة البدنية للجسم.

لمحة تاريخية: إن استخدام الإنسان للمنشطات لرفع اللياقة البدنية وقوته الجسمانية قديم جداً فكثير من الطرق التي تعتبر الآن من المنشطات المحرمة كانت قد استخدمت في السباقات الاولمبية في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد كما يذكر ذلك "فلسترايتوس" و"كالن"، كما استخدمها الكهنة في مصر القديمة قبل ستة آلاف سنة، واستخدمها الصينيون ودونوها في حضاراتهم منذ ثلاثة آلاف سنه، وقد تم استخدام المنشطات وبشكل واضح لا يدع مجالاً للشك في النصف الثاني من القرن التاسع.

لأول مرة اثبت تناول المخدرات من قبل الرياضيين سنة 1915 في النمسا، فقد استغرب المشرفون على سباقات الخيل من نتائج لسباقات غير متوقعة ولذلك استدعوا رئيس الكيميائيين الروس "بكوفاسيف" والذي اكتشف وجود مادة القلويات في لعاب الخيول المتسابقة.

المنشطات والألعاب الاولمبية: فقط بعد سنة 1950 زادت نسبة استخدام المنشطات في الألعاب الأولمبية، فمن الحوادث المشهورة ما حدث لمتسابق الدرجات الهوائية "جنسن" في دورة الألعاب الاولمبية في روما 1960 بعد أن تناول كمية قاتلة من الأمفتامين. وكذلك حادثة اللاعب "ديك هواردز" الثالث في سباق 400م موانع في اولمبياد روما 1960 حيث أثبتت الفحوصات تسممه بالهيروين، وكما حدثت وفاة المتسابق الإنجليزي "سمسن" نتيجة تعاطيه الأمفتامين، وكذلك وفاة الملاكم الألماني "جوب الزه" نتيجة استعماله المنشطات. وبهذا فُتحت الحرب على استخدام المنشطات.

أنواع المنشطات:

1. العقاقير الطبية.

2. الوسائل الصناعية.

أولا: العقاقير الطبية

قد يتبادر الى الذهن أن المنشطات هي عقاقير منشطة والعقاقير ليست كلها منشطة، فالعقاقير المهدئة في رياضات تحتاج إلى الهدوء تعد من المنشطات، كما أن العقاقير التي تقلل الألم في الجلد تعد أيضا من المنشطات كما في الملاكمة. والعقاقير الطبية تشمل:

أ‌. العقاقير المنبهة للجهاز العصبي المركزي:

من أشهر هذه العقاقير "الأمفتامين، وكذلك "الكوكائين" وتعمل هذه العقاقير على تنبيه الجهاز العصبي المركزي والنشاط المتزايد غير الاعتيادي والشعور بالفرح والسعادة وقلة النوم وعدم الشعور بالتعب، كما أنها في الوقت نفسه تعمل على رفع ضغط الدم والنبض، وليست لهذه العقاقير تأثير على القوى العقلية إذا استخدمت ضمن الحدود المعقولة، إلا إن استخدامها لفترة طويلة يؤدي إلى لانهيار العصبي وقلة التركيز ورؤية الأحلام المزعجة، فضلاً عن الأضرار التي تلحقها بالجهاز الدوري "القلب والأوعية الدموية" وهذه تؤدي إلى أن يتعود الجسم عليها مما يجعل الشخص في حالة إدمان كامل.

ب‌. العقاقير المهدئة للجهاز العصبي:

تشمل أنواع المهدئات كافة مثل - الهروين والمروفين والبندين- وكذلك الكحول بمختلف أنواعها، وتستخدم هذه العقاقير في رياضة الملاكمة والرماية لتقلل الإحساس بالألم وتعمل هذه العقاقير على إزالة النرفزة العصبية والتقليل من الشد العضلي، ولكنها في نفس الوقت تؤدي إلى الإدمان عليها وفي حالات أخرى تؤدي إلى الإغماء.

ج. العقاقير التي ترفع كفاءة الجهاز الدوري:

تستخدم مثل هذه العقاقير عادة لعلاج القصور في عمل الشرايين خاصة المغذية للقلب ومعالجة الذبحة الصدرية، فتوسع الشرايين وتزيد من كمية الدم الوارد للقلب وبالتالي تزيد من كفاءته، فتزيد من قوة انقباضه ودفعه للدم المؤكسد -الحامل للأكسجين- للعضلات فتزداد الكفاءة البدنية، ومن أمثلة ذلك عقار "الانجسيد".

د. المنشطات الهرمونية:

إن الهرمونات هي خلاصة إفراز الغدد الصماء بالجسم فكل منها تفرز نوعاً أو أنوعا من الهرمونات تسير في الدم وتؤثر في النمو الطبيعي لأجزاء الجسم، ومن أهم الهرمونات المستخدمة بوصفها منشطات في المجال الرياضي:

1. الهرمونات الذكرية:

يكون تأثيرها في اتجاهين الأول بناء أنسجة الجسم، والثاني يُعطي قوة عضلية وبناء عضلي أسرع، وقد أُستخدم من قبل النساء لأنه يُعطي المرأة صفات ذكريه أهمها: ازدياد القوة والكتلة العضلية، ولكن في الوقت نفسه يعمل على ضمور الصدر عند الأنثى، واضطراب الدورة الشهرية، وظهور الشعر في الوجه وباقي الجسم، وخشونة الصوت.

2. هرمونات الغدة فوق الكلى "الكظرية":

من أهم هذه الهرمونات هو "الكورتيزون" ويؤدي استخدامه إلى زيادة في التمثيل الغذائي ومن ثم يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم وفقدان مناعة الجسم ومقاومته للأمراض وظهور الشعر في أماكن غير متوقعة، وانهيار عمل الغدة فوق الكلى، وقد يؤدي إلى الوفاة أحيانا.

3. هرمون الأدرينالين:

يعمل هذا الهرمون على زيادة عدد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ويزيد من قابلية الجسم على التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، حيث يعمل على تحليل الجلايكوجين الموجود في الكبد والعضلات إلى سكر الكلوكوز البسيط الذي يستخدم مباشرة لإنتاج الطاقة، ولكن هذا الهرمون ذو تأثير مباشر على القلب وقد يؤدي إلى توقفه في حالة إعطائه بكميات أكبر من المعتاد.

ثانياً: الوسائل الصناعية

هناك عدة وسائل صناعية استخدمت وتدخل تحت بند المنشطات المحرمة ومنها:

أ‌. وسيلة نقل الدم:

استخدمت لأول مرة في دورة الألعاب الاولمبية في مونتريال في كندا 1976، بواسطة عداء فاز بإحدى المراكز الأولى في الجري لمسافات طويلة ولم تكشف تلك الطريقة وعرفت بعد أن اعترف العداء نفسه، وتستند هذه الطريقة إلى قاعدة علميو، حيث أنه في حالة زيادة كمية الدم المؤكسد للعضلات بواسطة زيادة عد كريات الدم الحمراء يؤدي إلى زيادة نسبة احتراق المواد الغذائية الذي يؤدي إلى إنتاج طاقة اكبر من الاعتيادي ومن ثم إلى زيادة كفاءة اللاعب.

ب‌. التنبيه الكهربائي للعضلات:

يتم قبل الاشتراك في المنافسات حيث يعمل على تنبيه الأعصاب المغذية للعضلات بطريقة تزيد من كفاءة الجهاز العصبي، لا يعتبر البعض هذه الطريقة من الطرق المنشطة المحرم استخدامها.

مساوئ استخدام المنشطات:

1. إن من خواص المواد المنشطة رفع اللياقة البدنية للاعب فترة وجيزة حيث يحدث بعدها هبوط مفاجىء في القابلية الجسمية فيشكل خطراً على حياة اللاعب وتؤدي إلى زيادة فترة آلامه.

2. تعود وإدمان الرياضي على المنشطات يؤدي إلى زيادة كمية المنشط في كل مرة إلى أن يصل إلى حالات سامه.

3. إهمال التحضير للسباق وحتى التمرين والاعتماد على المنشط.

4. سوء الحالة الخلقية والاجتماعية والنفسية للرياضي.

5. التأثيرات السلبية على الجسم، كارتفاع ضغط الدم والنبض وزيادة التقلص العضلي والنرفزة.

6. الموت المفاجئ نتيجة تعاطي كميات كبيرة من المنشط المعتاد.