الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز شباب بلاطة. .. أسطورة الماضي وحقيقة الحاضر بقلم : فريد مسيمي

نشر بتاريخ: 22/12/2008 ( آخر تحديث: 22/12/2008 الساعة: 17:08 )
بيت لحم - معا - مركز شباب بلاطة رمز للعراقة والإبداع .. باع طويل ومشوار حافل في البطولات الرياضية منذ الستينات .. أحبته جماهير الكرة من شمال فلسطين إلى جنوبها .. لم يعرف مركز شباب بلاطة سوى التقدم والانجاز في مختلف الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم معشوقة الجماهير .. سجل فريق مركز شباب بلاطة تقدما واضحا وملموسا في الدوري التصنيفي الممتاز حيث بدأ يتلمس طريق النجاح منذ انطلاقة الدوري الممتاز في الضفة الغربية ليبدأ مشوار التميز والإبداع الكروي وصفها المحللون الرياضيون والمتابعون للدوري الممتاز بأنها صحوة , ولكنها بالحقيقة تجديد وتحديث للانطلاقة التي بدأها فريق مركز شباب بلاطة أيام العز .. والمتابع لهذا الفريق العريق يدرك حجم المعاناة التي مر بها مخيم بلاطة خلال سنوات الانتفاضتين وما أثر ذلك على الحركة الرياضية في الوطن بشكل عام ومخيم بلاطة بشكل خاص ، ولكن بجهود المخلصين من أبناء مخيم بلاطة وبجهود كل من أحب مركز شباب بلاطة وكل من ساهم بتضميد جراح هذا العملاق كانت الانطلاقة والتعملق في الملاعب ومازال الفريق يسجل الانتصار تلو الانتصار ويثبت بأنه قادر على وأد الألم الذي عانى منه سنوات طويلة ، وما يميز فريق بلاطة الدماء الشابة التي يرى الكثير بأنها تسير نحو الثبات أكثر فأكثر بما ستكتسبه من خبرة خاصة وأنهم مصرون على إعادة فريقهم إلى مصاف المتقدمين فمنذ مباراة الفريق مع مركز طولكرم على ملعب جنين أثبت الجدعان أنهم يستحقون الفوز فقد امتازوا باللعب الجميل الممتع طيلة وقت المباراة ، وأثبت جمهور بلاطة بأنه على قدر عال من المسؤولية الرياضية والأخلاقية ويتقبل الهزيمة مثلما يتقبل الفوز ، والمتابع لمشواره في الدوري التصنيفي وخاصة في المباريات أمام الثقافي وعسكر وسلوان يرى بأن هناك فجوة يجب على الطاقم التدريبي والفني تخطيها بقليل من إعادة ترتيب الأوراق ليحصل على نتائج مصاحبة للأداء المتميز .

أما الروعة وجمال الأداء فكانت لبلاطة ووادي النيص وجماهيرهم في استاد أريحا الدولي فقد لعبا فأبدعا وأمتعا..

فمن قلب بلاطة ومن عمق الآهات المنطلقة من حناجر جماهير الكرة .. نطير آيات المحبة والاحترام لهذا الفريق المبدع إدارة وجماهير ولاعبين ، من عمق ألم السنين ومن شوق المهاجمين للهدف ومن صلابة المدافعين وبسالتهم ومن تمترس العملاق المميز مصطفى زيادة حامي العرين البلاطي خلف الجدعان واحتضانه لكرة السباغي المتألق ، نطلق المزيد المزيد من المحبة وعربون الأخوة لهذا الفريق الرائع ومن خلفه جمهورا خلوقا أمتع جمهورنا واتحد معه على نغمات حاديهم بشبابته الفلسطينية القادمة من عمق وأصالة التراث الفلسطيني مع المنذر الحشاش وصحبه وعقال أبو نايف وحرارة أبو مسلم لنعيش لحظات من التجلي كما تجلينا على صلابة سلامة وحمودة وابراهيم ولمسات الحويطي وبهاء وشراسة زياد ومحاسنة والعقاب وسيم والجوادالأدهم وتواقيع التكروري وابو العند وحسام ، نعم لقد شهد استاد أريحا الدولي مباراة هي الأجمل والأرقى من بين مباريات الدوري التصنيفي ، كان لفريقي بلاطة ووادي النيص شرف التألق المتبادل والروعة في الأداء بما يمتلكانه من عناصر شابة قوية في أدائها ، فقد تمتع الجمهور بحق ولكنه كان متشوقا للأهداف فالمباراة مهمة للطرفين من حيث أن وادي النيص يسعى للتربع على القمة وبلاطة يسعى لدخول المنطقة الدافئة ، ولكن بالنتيجة فقد كانت نهايتها منصفة للجدعان وأبطال الواد ، فكل التحية من جماهير بلاطة إلى فريقهم المبدع الذي يثبت يوما بعد يوم بأنه فريق متألق مخلص لجماهيره ومحبيه ، رغم قلة الفوز ولكن جمال الأداء والإبداع في التعبير وامتلاك الكرة وسم هذا الفريق بسمة الفنان الذي رسم فأجاد وأخرج فأمتع ، لكم من جماهيركم ومحبيكم الوفاء ومزيدا من التقدم والعطاء فأنتم تستحقون بلا منازع البقاء بين فرق الدرجة الممتازة أ وتستحقون التقدم والصدارة فقد زاد عشقنا لكم ، نتابعكم بكل جوارحنا ونتلمس أخباركم في كل الملاعب وعلى شاشات شبكة تلفزيون العرب ART والمحطات المحلية.من لحظة صعود الجبل (جبل النسور ) إلى الترجل عبر الوادي (وادي النيص ) كان قسم الجدعان وعهدهم .