المالكي يستقبل وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومونويلث البريطاني
نشر بتاريخ: 23/12/2008 ( آخر تحديث: 23/12/2008 الساعة: 14:04 )
رام الله- معا- استقبل د.رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية بمقر الوزارة في رام الله قبل ظهر هذا اليوم الثلاثاء وزير الدولة للشؤون الخارجية والكومونويلث البريطاني بيل راميل، بحضور عدد من المسؤولين من الطرفين على رأسهم من الجانب الفلسطيني د.أحمد صبح وكيل الوزارة، والقنصل البريطاني العام في القدس ريتشارد ماكبيس من الجانب البريطاني.
وأطلع المالكي ضيفه على آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية سياسياً وإقتصادياً وميدانياً، حيث وضعه بصورة الإجراءات الإسرائيلية الإحتلالية التي تعيق التقدم على كافة المسارات، خاصة المسار السياسي حيث تعيش إسرائيل فراغاً سياسياً هذه الفترة التي تسبق مرحلة الإنتخابات، وإقتصادياً حيث الصعوبات التي يقاصيها الإقتصاد الفلسطيني بسبب الإجراءات الإسرائيلية على الأرض والتي تمنع تقدمه وإزدهاره، وميدانياً حيث الإعتقالات المستمرة والإجتياحات لمناطق نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية تتزايد في نية منه لإحراج السلطة الوطنية أمام المواطن الفلسطينين وإفشال خطتها الأمنية في فرض الأمن وسلطة القانون وهيبة السلطة.
وتناول المالكي مع نظيره كافة الملفات التفاوضية مع الجانب الإسرائيلي وخاصةً قضايا الوضع النهائي، وهي القدس واللاجئين والحدود والإستيطان والمياه والأمن، إضافة الى قضيتي الأسرى والعلاقات المستقبلية، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ووضع حدٍ للنزاع الفلسطيني -الاسرائيلي من خلال وضع حدٍ للإحتلال وإنهائه.
وتطرق بإسهاب الى خطورة الأوضاع خاصةً قطاع غزة، والحصار الإسرائيلي له، ومنع المعونات المقدمة له فلسطينياً ودولياً من الوصول اليه، محذرا من خطورة تدهور الأوضاع بشكل دراماتيكي هناك إذا ما قام الإحتلال بأي عمليات حربية مما سيزيد وبلا شك من مفاقمة الأوضاع المتدهورة أصلاً، حيث لا يتوفر غذاء ولا دواء ولا كهرباء بسبب إنقطاع البترول المتعمد من قبل إسرائيل، مؤكدا أن القطاع يعيش كارثةً بكل المعاني وعلى كل المستويات.
وناقش المالكي مع ضيفه مسألة الإستيطان ووقوفه عقبة في طريق تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تجلت مظاهره في الإعتداءات على الفلسطينيين في كافة مناطق الضفة الغربية وخاصةً الخليل التي إستولى فيها المستوطنين وبحماية الجيش بيوت الفلسطينيين، وعندما تقرر إخراجهم إسرائيلياً قاموا بمهاجمة الفلسطينيين وإحراق بيوتهم وممتلكاتهم، تحت بصر وسمع الجيش الإسرائيلي، الذي لم يمنع المستوطنين من ممارسة اعتداءاتهم.
وشكر الحكومة البريطانية على مواقفها الواضحة من الإستيطان ومطالبتها بمنع إستيراد منتجات المستوطنات، والمطالبة بعدم الإستثمار من خلال شراء عقارات في المستوطنات الإسرائيلية.
كما تطرق المالكي للحوار الداخلي وشدد على أهمية إنجاحه، مبيناً أن الرئيس في القاهرة اليوم لوضع القيادة المصرية بآخر المستجدات والطلب منها بأن تعاود بذل الجهود من أجل البدء بالحوار الوطني وتحقيق المصالحة الداخلية.
وناقش الجانبان أيضاً الإنتخابات الإسرائيلية متمنين أن تأتي بمعسكر السلام نتيجة لوجود ظروف دولية مواتية لذلك.
ومن الجدير بالذكر أن بيل راميل قام بزيارة مدينة الخليل وإطلع بنفسه على معاناة المواطنين الفلسطينيين هناك، حيث دعا الى إزالة المستوطنات من الأرض الفلسطينية المحتلة طبقاً للقانون الدولي، كما نادى بتحقيق الحل القائم على أساس دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن،
وقال بيل: "لقد ذهبت الى الخليل وشاهدت بأم عيني تعسف المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين. ووعد بأن ينقل الى حكومته ما شاهده بعينه وما سمعه من تقارير حول معاناة الفلسطينين".