أعمال تجريف عشوائية في محيط تل السلطان والبلدية تتهم دائرة الآثار العامة بعرقلة مشروع تطوير نبع عين السلطان
نشر بتاريخ: 23/12/2008 ( آخر تحديث: 23/12/2008 الساعة: 16:38 )
اريحا- تقرير معا- اثارت أعمال الحفريات العشوائية التي ينفذها احد المواطنين في محيط تل السلطان الأثري بأريحا من الجهة الغربية والذي يبعد عن موقع مديرية السياحة والآثار اقل من مائة متر، واشتراطات دائرة الآثار العامة التي تعرقل تنفيذ مشروع تأهيل موقع نبع عين السلطان الواقع شرق تل السلطان.تساؤلات المواطنين حول الموقف المزدوج من القضيتين المختلفتين من حيث خصائصهما وأهدافها والجهات المنفذة لها.
ويتساءل المواطنون عن سبب رفض دائرة الآثار العامة السماح لبلدية أريحا بتنفيذ المشروع والممول من الجانب الإيطالي، وكذلك قيام جرافات كبيرة على مدار أسابيع بعمليات تجريف أسفل تل السلطان الأثري، حيث تشاهد الأحجار والأتربة الناجمة عن عمليات التجريف.
حمامرة: الاثار ستلاحق المعتدين
وقال مدير دائرة السياحة والآثار وائل حمامرة لـ"معا": "لقد قامت الدائرة بإخطار المواطن المذكور بعدم الاستمرار في الحفر وطالبنا من الجهات المختصة وقف هذة الأعمال غير القانونية والتي يمكن ان تعرض التل للخطر"، مضيفا ان المديرية ستتتابع هذة القضية مع المحافظ وكافة الجهات ذات العلاقة لمنع التعديات والحفريات.
وحول المسافة الواجب الالتزام بها خلال عمليات الحفر قرب المواقع الأثرية أشار حمامرة ان القانون المعمول به بخصوص المواقع الأثرية هو القانون الأردني لسنة 1966، مما يتطلب قانون جديد يحدد ذلك مما يوفر الحماية للمواقع الأثرية المختلفة.
وعن موقف المديرية من مشروع تطوير موقع نبع عين السلطان قال حمامرة: "انه بعد مشاورات عدة مع البلدية أعلنا أنه لامانع لدينا من قيام البلدية بعملية التطوير وفق القانون وبما يحمي الموقع والذي هو جزء من تل عين السلطان الأثري، وأنه يتوجب على البلدية عدم القيام بأعمال إنشاءات، والتقييد بتنفيذ أعمال سطحية غير ثابتة قابلة للإزالة مع إنشاء ممرات ووضع يافطات إرشادية في المكان".
المشروع معطل:
أما رئيس بلدية اريحا المحامي حسن صالح فقد أوضح بان المشروع يأتي في إطار مشاريع مماثلة تستهدف تطوير البنية التحتية لمختلف المواقع الأثرية كما حدث في موقع قصر هشام الأثري مؤخرا بالتعاون بين البلدية ووزارة السياحة والآثار والجهات الداعمة، تماشيا مع إستراتجية السلطة الوطنية والحكومة الهادفة لاستقطاب السياح الأجانب وتفعيل السياحة الداخلية مما سينعكس على الوضع الاقتصادي في المحافظة، مع التأكيد على حاجة المواقع الأثرية المختلفة للتطوير وتوفير الخدمات.
وبخصوص مشروع تأهيل وتطوير موقع نبع عين السلطان أوضح صالح بان البلدية تقدمت بالخرائط الهندسية والتي أعدت من خلال مكتب متخصص وبإطلاع كافة الجهات بما فيها وزارة السياحة والآثار مع دفع كافة الرسوم المطلوبة.
وأكد صالح ان مشروع التطوير راعى وضع النبع كمصدر مائي وحيد للمدينة ومصدر لري مزارعها وبساتينها، لكن حالة الإهمال التي كان يعاني منها النبع هي الدافع لتنفيذ المشروع والممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة التعاون الإيطالي وبلدية السندريا الإيطالية، حيث استغرقت الإجراءات اشهر عدة ولازال المشروع معطل، مما اضطرت البلدية للتوجه لوزيرة السياحة والآثار ومحافظ أريحا والأغوار للتدخل لدى دائرة الآثار العامة للمباشرة في تنفيذ المشروع.
وأوضح صالح ان البلدية ومن خلال مشروع أريحا عشرة ألاف عام تسعى لتوفير الطرق والخدمات الأساسية لكافة المواقع الأثرية في المدينة بما يليق بتاريخ وحضارة الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان البلدية بانتظار موافقة دائرة الآثار.
وعلى ضوء ماتقدم نتوجة لدائرة الآثار العامة إلى ضرورة تنفيذ القانون دون محاباة وعدم غض النظر عن كافة الانتهاكات والأعمال التي تعرض مواقعنا الأثرية للخطر والدمار والوقوف اتجاة القضيتين موقف حيادي ومتزن وبما يحقق المصلحة العامة، ويحمي تراثنا الحضاري والتاريخي الذي نتباهى به أمام الشعوب والأمم.