الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فاكهة الملاعب :ظريف الطول يصنع الفرجة في تشيلي ،وبصيص الأمل في النجاة يداعب المزيد من الأندية *** بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 23/12/2008 ( آخر تحديث: 23/12/2008 الساعة: 21:52 )
فاكهة الملاعب :
ظريف الطول يصنع الفرجة في تشيلي
وبصيص الأمل في النجاة يداعب المزيد من الأندية


بيت لحم - معا - بقلم : فايز نصار - أصداء النجاح الكبير لتنظيم دوري الكرة التصنيفي في الضفة ، وصلت الى مؤتمر اللجنة الاولمبية ، فكانت الإشادة بحسن التنظيم ، والمطالبة باقتفاء أثر اتحاد الجلد المنفوخ لسان حال معظم من حضروا المؤتمر الأولمبي الفلسطيني . . والأهم أن انجاز المشروع الكروي أثر على خيارات الناخبين لصالح ربان سفينة الكرة اللواء جبريل الرجوب ، الذي زاد حِمله ، وقد أصبح رئيسا للجنة الاولمبية ، التي تشكل المظلة الفنية ، لاثنين وعشرين اتحادا ، معظمها تنام في العسل ، وتحتاج إلى ثورة رياضية ، شبيهة بالثورة التي أحدثها الرجوب وصحبه في اتحاد الرياضة الأكثر شعبية !

ظريف الطول في تشيلي

كانت رام الله تحتضن المنتدى الاولمبي الفلسطيني يوم الجمعة ، ولكن قلوب كثير من الرياضيين الفلسطينيين اتجهت متم الأسبوع الماضي ، إلى الشريط الساحلي الذي ينتصب على حفاف المحيط الهادي ... هناك في تشيلي كانت ثمار عرق الثلة الفلسطينية المهاجرة قصرا من أرض الوطن تفرض على القاصي والداني رفع القبعات لأبناء فلسطين ، الذي أحسنوا اعداد نادي "بلاستينا" الذي كان عند حسن ظن الوطن ، فشرف الشعب المعذب ، ورفع الراية الفلسطينية خفاقة في الساحل الشيلي المتزلزل ، ورقص الربع هناك على أنغام العتابا والدلعونا ، وكان ظريف الطول فارس الميدان ، قاوم بضراوة الظروف الصعبة التي أحاطت بمباراتي الذهاب والإياب ، وتصدى ببسالة لإجحاف الحكم العبري ، الذي كانت قراراته ضربا فاتكا لمسار المواجهتين الفني ، فخرج فلسطينيو تشيلي مرفوعي الرأس ، شرفوا الوطن ، رغم خسارتهم مباراة الإياب بثلاثة أهداف لهدف ، لأنهم كانوا تعادلوا ذهابا .

تكريم بلاستينا

والآن وبعد تشريف لاعبي بلاستينا للوطن ، لا يكفي أن برق بالتهاني لشرفاء فلسطين في المهجر ، والمطلوب ان تنظم الاحتفالات من قبل اتحاد اللعبة ، لتكريم اللاعبين الذين حصلوا بجدارة على الوصافة ، حتى تساهم كرة القدم في توطيد أواصر العلاقة الحميمية ، بين الفلسطينيين ، المرابطين هنا ، والمهاجرين هناك ... وبعد ذلك يجب على اتحادنا أن يدرس سبل الإفادة من تجربة فلسطينيي تشيلي ، والفلسطينيين في كل أصقاع الأرض ، لأنهم يتحفزون للمشاركة في تشريف الوطن ، ولا ينتظرون ، إلا الإشارة ، ويجب أن تكون الإفادة بأسلوب أكثر واقعية ، من الأساليب التي اعتمدت في المرات الماضية ، فالاستفادة من خبرة هؤلاء في تكوين المدربين والحكام والفنيين في مختلف المواجهات ، يجب أن تتقدم على استقدام النجوم لتعزيز المنتخبات الوطنية ، وفي كل خيرا !

المصير المحتوم

كان فريق بلاستينا يرفع راياتنا خفاقة هناك ، وكانت أندية الدرجة ، التي سميت ممتازة ، تنافس في الجولة 18 من بطولة الدوري التصنيفي ، وجرت المباريات على إيقاع الإحساس بقرب إسدال الستارة ، ومواجهة المصير المحتوم ،لاثني عشر ناديا ، ستسقط عشرة أندية منها الى الممتازة "ب" ويسقط ناديان إلى دوري المساكين ، فكانت الأجواء حزينة في أروقة عدد من الأندية ، التي أدركت مبكرا مصيرها المحتوم .

رباطة الجأش

من اجل ذلك كان الوطيس حاميا في كثير من المباريات ، وحصلت بعض المشاكل ، التي لا مبرر لها ، والتي أساءت لسمعة الأندية ، التي يمثلها مرتكبو الأحداث غير المبررة ... والحق يقال : إن بعض الغضب من مناصري فرق يخشون على مصير فرقهم قد يكون مبررا ... وغير المبرر هنا أن يرتكب بعض مناصري الفرق ، التي تحقق فرقهم نتائج مشرفة مشاكل لا مبرر لها ، ولا داعي لها ، والأمل في أن يحافظ الجميع على رباطة جأشهم في الجولات الثلاث الباقية ، حتى نثبت للقاصي والداني أننا شعب يستحق أن يكون له مكان رياضي بين الأمم ، تحت شمس الملاعب .

الردّ على المحتلين

ويبدو أن الاحتلال الآثم لا تسره انجازاتنا في الملاعب ، لأن حاجز الكونتينر أصر على أن ينغص علينا فرحتنا الكروية ، وقام باحتجاز عدد من لاعبي الامعري ، مما أدى إلى تأجيل مباراة ال الامعري وصور باهر ، وكل الأمل في أن يكون ردّ شباب الوطن الغالي على إجراءات الاحتلال ، بمزيد من الانضباط والالتزام ، والشعور بالمسؤولية الوطنية ، من خلال تحويل مدرجات الملاعب إلى مواقع وطنية متقدمة ، وأن لا نسمح لأحد بأن يتسلل إلى مدرجاتنا ، لبث الغوغاء التي لا تشرف رياضتنا ، التي اختارها رجال الفيفا كأفضل رياضة متطورة في السنة الماضية !

انتصار الجميع

ولن أقوم هنا باستعراض النتائج التي حققتها الفرق في الجولة الماضية ، وأترك لمواقع الفرق على سبورة النتائج تشدو باسم الفرق ، التي أثبتت نفسها فوق الميدان ، وتلك التي عبست في وجهها الملاعب ، والتحية لهؤلاء وهؤلاء، لأن الحراك الرياضي ، الذي أحدثه الدوري يمثل مكافأة لكل الفرق التي شاركت في الدوري ، على اعتبار أن نجاح المشروع الوطني ، الذي يمثله الدوري العام تاجا على رؤوس جميع الفلسطينيين الخيرين !

حسابات البقاء

وتضم قائمة الصدارة ، مجموعة من الفرق التي ضمنت فعليا البقاء ضمن كوكبة النخبة ، والفرق التي ضمنت فعلا حتى اللحظة هي ،جبل المكبر والامعري والبيرة والمركز وواد النيص ، فيما تحتاج فرق الخضر والثقافي والظاهرية إلى مزيد من الجهود لضمان البقاء ، فعلامة الأمان حتى الآن هي 34 نقطة ، لان فرق بلاطة وعسكر تملك 25 نقطة ، وفوزها بالمباريات الثلاث القادمة سيرفع رصيدها إلى 33 نقطة ، فيما لا يستطيع شباب الخليل رفع رصيده الا إلى 32 نقطة إذا فاز في مبارياته الثلاث .. أما أندية يطا وهلال أريحا فلا تستطيع رفع رصيدها إلا إلى 31 نقطة ، فيما يحتاج الأهلي إلى انخفاض علامة النجاح إلى ثلاثين نقطة ، وأكثر الفرق أملا في النجاة هو هلال القدس الذي يملك 27 نقطة ، وله لقاء متأخر مع واد النيص ، ولا ننسى نادي سلوان ، الذي يستطيع رفع رصيده الى 34 نقطة إذا فاز في جميع مبارياته ، ولا يوجد مستحيل في قواميس المجتهدين .

بصيص الامل

ولن ندخل هنا في الحسابات ، لان العملية معقدة ، وكل الأندية التي ذكرتها تتمسك ببصيص من الأمل للنجاة ، وهذا ما سيرفع حدة التنافس في الجولات الباقية ... وهذا ما يقتضي مزيدا من الإعداد لهذه المباريات ، وخاصة من الناحية التنظيمية ، ومن حيث الأعداد اللازمة من رجال الأمن ، ومن حيث اختيار طواقم التحكيم ، حيث يجتهد الأستاذ ابو سرور في حسابات أكثر تعقيدا قبل اختيار الحكام لكل مباراة .

مباريات على البسطات

وحتى تسير المباريات القادمة بانسياب كما حصل في جميع الجولات ، يجب على اللجنة المشرفة تنظيم كل المباريات المتأخرة قبل انطلاق الجولتين الأخيرتين ، وهذا ما يبدو أن اللجنة قررته ، ويجب أن تعمد هذه اللجنة إلى حسن ترتيب جدول المباريات في الجولتين الأخيرتين ، وجدولة المباريات المتماثلة ، والتي تؤثر نتائجها على بعضها في الوقت نفسه ، حتى لا نقع في مطبات "إن ولكن" ولا تعرض المباريات للبيع على البسطات !

مصير الاتحاد والعربي

وحتى اللحظة لا يبدو أن فرق الاتحاد والعربي وجنين قادرة على البقاء في مجموعة النخبة ، بل يبدو أن فريقي الاتحاد والعربي قد سقطا فعلا للدرجة الأولى ، والخشية على جنين إذا واصل مسلسل نتائجه السلبية ، كما تبدو حظوظ ابو ديس وصور باهر والاسلامي غير واقعية في البقاء في الدرجة العليا ، ولكن لا خطر على هذه الفرق من السقوط للأولى ... أقول هذا لأن فوز ابو ديس -القادم بقوة في الجولات المتأخرة - بكل مبارياته سيرفع رصيده فقط الى28 نقطة .

قسوة الهدافين

ولن أذكر من الجولة السابقة إلا مباراة الاتحاد والبيرة ، حيث فازت البيرة بالعشرة ، لتكمل بيرة أبو العز سلسلة النتائج العريضة التي خسر بها الاتحاد أمام الامعري وواد النيص وجبل المكبر ، والأمر يعبر عن قسوة غير مفهومة ، لأن الهدافين أصبحوا يتخذون من الاتحاد حصان مرور لزيادة غلتهم التهديفية ، والأمر يقتضي مراجعة من الاتحاد الذي لا يجب أن يستسلم بهذه السهولة ، ومن الفرق التي تواجه الاتحاد ، والمطالبة بمراجعة الظروف الصعبة التي مرت بها نابلس جبل النار خلال السنوات الماضية ، ومنها على سبيل المثال منع المركبات من الدخول والخروج من والى نابلس ... لذلك نقول : كفاية .. حرام .. لكل الفرق التي تلاعب الاتحاد ، الذي سيعود يوما لتأكيد علو كعبه .

آخر الجولات

الفصل الأخير من حكاية الدوري التصنيفي ، الذي يحمل اسم العزيز الغالي شارف على نهايته ، ونتائج امتحان الدوري بدأت تظهر جليا ، في انتظار إعلان النتائج نهائيا ، بعد آخر صافرة لحكام الدوري ، وفرصة التدارك ما زالت قائمة لكثير من الأندية لان في الأفق ثلاث جلسات اختبار ، فليركز المختبرون ، لان مصيرهم بأيديهم لا بأيدي الآخرين .