الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو عيشة جراح القلب العائد الى نابلس ينجح باجراء عملية جراحية لمريض من دير البلح فشلت المستشفيات الإسرائيلية بإجرائها

نشر بتاريخ: 24/12/2008 ( آخر تحديث: 24/12/2008 الساعة: 19:31 )
نابلس - معا - ما بين دير البلح ونابلس المحاصرتين كانت هناك رحلة من الألم والأمل حملت محمود المحيسن إلى محطته الأخيرة في رحلة علاجه المستمرة منذ عشر سنوات حيث كان المركز العربي لجراحة القلب/نابلس بارقة الأمل التي يتكيء عليها بعد ان رفضت المستشفيات الاسرائيلية وعربية ايضاً استقباله لإستكمال علاجه لحالته الحرجه والحساسة.

عامل الخياطة أبو نائل ذو الاثنين والستين عاماً والأب لثلاثة عشر طفلاً أقعده المرض منذ ان أصيب بالتهاب القلب الروماتزمي وتعطلت عنده صمامات القلب ليبدأ رحلته بإجراء عملية قلب مفتوح في إسرائيل تم خلالها تصحيح الصمام التاجي المتكلس في حين ترك الأطباء هناك الصمامات الأخرى على ما هي عليه من خلل.

وبدأت معاناة من نوع جديد بالبحث عن علاج يخفف عنه الام والعذاب فمن طبيب إلى طبيب ومن مستشفى الى اخر حتى تفاقم وضعه الصحي العام وضعف جسده.

ومما زاد الأمر صعوبة هو رفض المستشفى الإسرائيلي الذي أجرى العملية الاولى استقباله بحجة أن وضعه لا يحتمل أي عمليات معقدة ، خاصة أن الفحوصات دلت على الحاجة لاستبدال صمامين وترميم ثالث وزراعة برزخ بين الشريان الأبهر والتاجي.

وبدأت رحلة من نوع جديد لأبو نائل الذي وضع بالعناية المكثفة أكثر من 45 يوماً حتى عثرت له وزارة الصحة الفلسطينية على مشفى يقبل باجراء عمليته المعادة ولم يكن ذلك أبعد من نابلس المحاصرة ولم يكن جراح القلب الخبير سوى الفلسطيني العائد إلى وطنه البروفيسور نعمان أبو عيشة أخصائي جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية الحامل للبوردين الألمانيين بتخصصة وبتخصص الجراحة العامة إضافة للبورد الأوروبي في جراحة الصدر والذي عمل في ألمانيا لمدة 15 عاما كجراح في مستشفى جامعة بون كنائب لرئيس القسم وتنقل بين مدينة الحسين الطبية ومركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب في الأردن حيث التقت الامكانيات والخبرات الفلسطينية العالمية لتشكلان طوق النجاة بعد العناية الألهية .

ويقول البروفيسور أبو عيشة لم أتردد بقبول الحالة رغم صعوبتها وتعقيدها خاصة أن عمليات الإعادة غالباً ما تكون أصعب من العمليات للمرة الأولى حيث يصبح هناك التصاقات غشاء التموري للقلب وسطح القلب ذلك ان هذه الالتصاقات تزيد من خطورة الحالة ، وفعلاً لقد مكننا الله من اجراء العملية بنجاح وفي وقت قياسي وقمنا باستبدال الصمامين فيما تم ترميم الصمام الثالث دون استبدال وتمت زراعة حاجز ابهر تاجي والأن نستطيع القول أن العملية نجحت تماماً وسنبدأ تدريجياً في فصل المريض عن أجهزة التنفس والاسناد الأخرى.

وأشاد أبو عيشة بالامكانيات الرائعة والتجهيزات الحديثة الموجودة في المستشفى العربي وتحديداً في المركز العربي لجراحة للقلب.

وتحدث ابو نائل الذي بدت عليه علامات الضعف والمعاناة الممتدة منذ عشر سنوات (لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذه الحالة الطيبة وهذا فضل من الله وبفضل أطباء وطواقم المركز العربي لجراحة القلب الذين أحاطوني بكل رعاية وأدين بعد الله لجراح القلب الدكتور نعمان وأثمن له اهتمامه ورعايته الشخصية أيضاً لمرضاه" .

شقيق المريض بسام أبو أحمد الذي رافقة بأغلب محطات علاجه يقول "كانت لدينا الطمأنينة الداخلية منذ لحظة وصولنا للمستشفي العربي بأن أخي سيجد كل المساعدة والرعاية التي يحتاجها ليتغلب على مرضه وألمه وكنت متفائلاً بعد لقاء البروفيسور نعمان الذي شرح لنا بكلام مفهوم كل ما يحيط بالعملية ونتائجها والحمدلله وصلنا لنتائج أكثر من رائعة سواء على صعيد التحضير للعملية والعناية الحثيثة بعدها وخبرة الطبيب العالية".

وعقب الدكتور سمير الخياط المدير الطبي للمستشفى العربي /نابلس قائلا من اللحظة الاولى لنشأة المستشفى كنا نبحث دائماً عن التميز بكافة المجالات حتى حققنا أشياء غير مسبوقة لفلسطين بمجال زراعة الاعضاء وفي مجال القلب ووجود مراكز مؤهلة لأبعد من ذلك بالمستقبل القريب والجاهزية الأن متاحة تماماً لاستمرار زراعة الكلى، والدافع وراء ذلك هو تمكين المواطن من تلقي أفضل الخدمات وتوفيراً عليه بالجهد والسفر والتكاليف أيضاً وبإشراف أفضل الخبراء والاختصاصيين والذين أخرهم كان انضمام البروفيسور نعمان أبو عيشة لأسرة المركز العربي لجراحة القلب مما سيشكل نقلة نوعية إضافية للمركز وللمستشفى.