الرئيس خلال زيارة للخليل: لن أقبل بالدخول في حرب أهلية ولا بد من الاحتكام إلى الشعب
نشر بتاريخ: 25/12/2008 ( آخر تحديث: 25/12/2008 الساعة: 18:16 )
الخليل - معا - أكد الرئيس محمود عباس أن السلطة الفلسطينية لا تريد الدخول في حرب أهلية وترفض الاحتكام إلى السلاح.
وقال سيادته، في كلمة أمام فعاليات الخليل في مقر البلدية، اليوم، "أعدكم أنني لن أقبل بأي حال من الأحوال الدخول في حرب أهلية... نريد الاحتكام للشعب وللديمقراطية وللعقل والضمير وإلى الله".
وأضاف الرئيس عباس "نريد الاحتكام إلى الشعب ودخول انتخابات حرة ونزيهة، كما كانت في البلديات والمجلس التشريعي والرئاسة وحتى في الجامعات، و هو الشيء الوحيد الذي نريده ولا نريد أكثر من ذلك."
وقال السيد الرئيس إن هذا البلد (الخليل) تقوده كوكبة ونخبة من الرجال الأحرار، منهم من قضى نحبه ومنهم من ما زال هنا، أمثال مصطفى النتشة رئيس بلدية الخليل السابق ،متمنياً له الشفاء العاجل والسريع من مرضه ، وكذلك فهد القواسمي رئيس البلدية الأسبق ، الذي استشهد دفاعا عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل.
وتطرق الرئيس لعملية اعتقال قاتل الشهيد القواسمى بعد 25 عاماً على استشهاده ، مشيراً الى ان القاتل سيخضع للمحاكمة لينال جزاءه .
كما وقدم الرئيس التحية للجنة اعمار الخليل وعلى رأسها الدكتور علي القواسمي رئيس اللجنة ، التي تقوم على دعم صمود المواطنين في الحرم وما خلف الحرم ، مستذكراً فوز اللجنة بجائزة ياسر عرفات للانجاز 2008 ، تقديراً لجهودها في مواجهات الهجمات الاستعمارية الاسرائيلية .
وفي موضوع المستوطنين الذين يحتلون وسط المدينة ، قال الرئيس " إننا لن نسمح للمستوطنين أن يبقوا عندنا، فمدينة الخليل لنا وعليهم أن يخرجوا منها إذا أرادت إسرائيل السلام، ونحن طلاب للسلام ونريد السلام."
وأكد أن السلطة الوطنية لن تقبل ولن تسمح بالاعتداء على السلطة الواحدة والشرعية الواحدة.
وطالب سيادته الاجهزة الامنية بعدم الاعتداء أو التعرض للمواطنين وحمايتهم ، وخاطبهم قائلا " عليكم بأن تحموا الناس وتحموا العائلات ، ولكن لا تعتدوا على أحد ، نحن نحترم الرأي والرأي الآخر ، ليقول الانسان ما يريد وفي حدود القانون ، و لكل واحد الحق في رأيه سواء كان مع السلطة أو ضد السلطة، وأن كل من يخترق النظام سيعاقب."
وناشد سيادته المجتمع الدولي أن يصد الاحتلال عن غزة، وألا يعود الدمار والطائرات والدبابات إلى غزة، ويكفي أهلها الحصار الذي يعيشونه، مؤكدا" أننا لا نريد الحرب والحصار على شعبنا".
وكان الرئيس عباس قد وصل إلى مدينة الخليل قادما من مدينة بيت لحم، يرافقه كل من الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، وحكمت زيد مستشار السيد الرئيس لشؤون المحافظات، والدكتور محمود الهباش وزير الشؤون الاجتماعية والزراعة، وكمال حسونة وزير الاقتصاد الوطني، وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وعقد سيادته فور وصوله إلى مقر المحافظة بالمدينة اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية، وأقاليم حركة فتح الأربعة بالمحافظة، حيث أطلعوه على سير الخطة الأمنية واحتياجات المحافظة.
وافتتح السيد الرئيس في أعقاب ذلك ، المبنى الجديد لجامعة القدس المفتوحة بحضور رئيس الجامعة يونس عمرو والمحافظ حسين الأعرج الى جانب عدد من المسؤولين والمحاضرين في الجامعة .
وأكد عمرو على دعم و وقوف الجامعة خلف الرئيس ، مثمناً دوره في عملية بناء الدولة من خلال دعم مؤسساتها .
وفي قاعة بلدية الخليل التقى الرئيس، مع فعاليات الخليل الوطنية وممثلي مؤسساتها الرسمية والشعبية، حيث استهل اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ألقاها قاريء الحرم الإبراهيمي الشريف الشيخ نايف ابو صبيح، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، والسلام الوطني الفلسطيني، وتخلله إلقاء العديد من الكلمات.
و رحب محافظ الخليل ، في كلمته باسم أهالي المحافظة وفعالياتها الوطنية بالسيد الرئيس وجدد مبايعته، مشددا على ان الخليل وبكل ما تتعرض له من اعتداءات وإرهاب على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين ستظل صامدة، وستظل نواة نضالية واقتصادية هامة نحو الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وثمن الأعرج حرص الرئيس على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني بعيدا عن المؤثرات الإقليمية والدولية، وشكر سيادته على توجيهاته للحكومة بتنفيذ رزمة من المشروعات التطويرية والحيوية الهامة في المحافظة، مشيرا الى حاجة المحافظة المترامية الأطراف الى مزيد من المشاريع.
وأشاد الاعرج بجهود سيادته بما تحقق في المحافظة من امن وأمان، وما شهدته من نقلة نوعية في الأمن والاستقرار الذي من شانه جلب الاستقرار والاستقلال والتنمية وجلب المشاريع الاستثمارية. وقال نحن مصرون على الاستمرار في تقوية وبسط الاستقرار حتى قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وأعلن الاعرج في ختام كلمته عن إطلاق برنامج تعزيز صمود أهالي الخليل الذي سوف يجسد خطة استراتيجية تتمثل في الصمود على كل شبر من أراضي المحافظة.
من جانبه، رحب رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي بالسيد الرئيس، في مدينة خليل الرحمن مهد الحضارات ومرقد جد الأنبياء "سيدنا ابراهيم عليه السلام".
وخاطب سيادته قائلا: إننا فى مدينة الخليل ساحة الأحرار المناضلين وساحة الشهداء الذي سقطوا في ميادين الشرف دفاعاَ عن وطنهم و قضيتهم نفخر بمقدمكم الكريم الى مدينتنا ونقدر عاليا مساعيكم و جهودكم الطيبة فى تحقيق الحرية و الاستقلال .
واضاف: إننا يا سيادة الرئيس لفخورين بما أرسيتموه من مباديء للديمقراطية القائمة على العمل المؤسساتي لتحقيق الأمن والرفاه والعيش الكريم لكافة أبناء الوطن، ونعاهدكم بان نكون جندكم الأوفياء من اجل تحقيق رؤيتكم القائمة على الحرية والاستقلال والتمسك بالثوابت الوطنية، حتى ينال شعبنا الفلسطيني حقه الشرعي في قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس" .
كما استعرض العسيلي المشروعات التي أنجزتها بلدية الخليل مطالبا بمزيد من الدعم لتعزيز صمود المواطنين، لا سيما حل مشكلة النقص الحاد في المدارس و توفير 1400 غرفة صفية، ودعم المشاريع الاقتصادية و تنفيذ مشروع المنطقة الصناعية من اجل الحد من مشكلة البطالة التي تزيد عن 40%في المحافظة ، والاستمرار في دعم صمود و حماية البلدة القديمة و محيطها ومناطق التماس مع المستوطنات الاسرائيلية وإيجاد آلية لتقديم الدعم المالي و المعنوي لهم. ودعم خدمات البنية التحتية التي تقدمها البلدية لما لها من اثر واضح فى تسهيل الحياة اليومية للمواطنين، والاستمرار في نهج تبني سيادة القانون و تفعيل دور القضاء و المحاكم في فض النزاعات و التعديات من قبل المواطنين على الحق العام. وقدم العسيلي في نهاية كلمته هدية رمزية لسيادة الرئيس عباس .
وعاهد عضو المجلس الوطني علي ياسين المخارزة في كلمته باسم أهالي الخليل، الرئيس على التمسك بالثوابت الوطنية والوقوف خلف القيادة الوطنية ودعمها .
وقال: اننا نبايعكم، ونعاهدكم ان نبقى أوفياء للرسالة الخالدة التي أورثنا إياها الزعيم الراحل ابو عمار نحو مستقبل مشرف ووطن حر. مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني ليس رهينة لأحد ، وليس للمتاجرة او البيع، بل رهينة لدماء الشهداء وعذابات الاسرى، وقال: "لن نسمح لأي طرف كان باستخدام عقولنا لمصلحة الغير".
وأعلن كفاح العويوي أمين سر حركة فتح في الخليل في كلمته باسم حركة "فتح" في محافظة الخليل ، عن جاهزية الحركة التامة لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية والغرف التجارية.
وقال " ان الخليل ستكون الرصيد المميز الذي سيقلب المعادلة في اية انتخابات قادمة "، مشيرا الى ان فتح والقوى الوطنية وأهالي الخليل سيظلون حماة القرار المستقل.