الغزيون يواجهون الموت لوحدهم- قصف واشلاء ودماء وحصار يعيق العلاج
نشر بتاريخ: 28/12/2008 ( آخر تحديث: 28/12/2008 الساعة: 11:44 )
غزة - معا - انت محاصر، أنت تحت القصف، لا تجلس ولا تنم ولا تمش بالشارع ولا تفكر بإخلاء الجرحى من منزلك فالقصف يأتيك بين دقيقة واخرى.
في غزة لا يعرف المواطنون ما الحيلة وما الذي يجب عليهم القيام به، هذا والد اخذ طفله طلبا لمكان آمن حيث لا مكان، وهذه ام تلتصق بأطفالها طلبا للأمان كما يلتصقون بها وليالي القصف ترعبهم وتلتصق بأذهانهم صور الشهداء الممزقين والدماء وأصوات الغارات والانفجارات التي لم تبارح غزة ليومين متواصلين.
الاستهداف مباشر لكل ما هو متحرك وساكن في غزة، ام أحمد التصقت بأطفالها ليلا حيث رفضت ابنتها مرح ترك ذراعها وطالبتها بالبقاء بقربها حتى تزول الطائرات من الأجواء ولكن لا مناص.
المدرسة مريم من وسط القطاع قالت:" صراخ الأطفال يعلو مع كل غارة وزجاج المنزل يتطاير وبعضه ينتفخ بالهواء ثم يعود وفي كل دقيقة نتوقع ان يكون القصف القادم لمنزلك ولسيارتك أو لجارك".
وكما المواطن في منزله فإن الإعلامي الذي يواكب الأحداث أولا بأول يقع تحت هذا التهديد المباشر حتى ان بعض الفضائيات طلبت من مراسليها عدم الحركة بالشوارع خوفا من استهدافهم.
وقد أخلت بعض الإذاعات كما فضائية الأقصى مقارها ونزلت إلى الشارع خوفا من استهدف المباني حيث تبث معظم الفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية من الأبراج السكنية المرتفعة وبين الحين والآخر تتواصل مكالمات الأهالي للاطمئنان على أبنائهم الإعلاميين بعد كل قصف.
ورغم الخوف العارم الذي يكتنف المواطنين الا ان هناك صمودا وثباتا يمكن ان يلمسه الجميع فقد هرع المواطنون الى المنازل التي هددت بالقصف وجميعهم يؤكدون انهم صامدين داعين المقاومة الى تلقين الاحتلال دروسا لا ينساها.
ابو جمال من مخيم جباليا حيث يعد الاعلى كثافة بين مخيمات القطاع قال ان القصف لا يمكن له ان ينتزع المواقف من القيادة السياسية التي تمنى لها السلامة في ظل القصف المتواصل.
وزفي غزة يسير المواطنون على اقدامهم ويتنقلون بين خيمة عزاء وأخرى يحملون مواساتهم لذوي الشهداء كما يعودون الجرحى الذين يتواصل سقوطهم بين غارة وأخرى.