الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تل ابيب تسكر بنصر اولي والرقابة العسكرية تسيطر على التلفزيون الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 29/12/2008 ( آخر تحديث: 29/12/2008 الساعة: 19:40 )
بيت لحم - تقرير حصري معا - سكرت وسائل الاعلام العبرية بنصر " مبكر " على قطاع غزة ، وبدت اسرائيل طاؤوسية باسترداد جزء من كرامتها التي هدرت في ميرون الراس وعيثا الشعب بجنوب لبنان عام 2006 وبدت وكانها تريد ان تدفع غزة فاتورة خسارتها هناك .

ودرج التلفزيون الاسرائيلي على وصف قصف سلاح الجو الاسرائيلي لاهداف بغزة على انها ( الفا ) اي انها دقيقة بنسبة 98% وان هذا يشجع الطيارين على مواصلة القصف بنفس الطريقة ونفس الكثافة .

وامتنع التلفزيون الاسرائيلي عن استضافة اي شخصية تعارض الحرب وفتحت المجال لساعات وساعات في ضيافة رموز عسكرية وسياسية تدعو الى مواصلة الحرب حتى ان مقدمي البرامج التلفزيونية جاهروا وقالوا ( ان موجات البث المفتوحة خاضعة للرقابة العسكرية الاسرائيلية والمسماة " تسنزورا " ) .
وان كانت اسرائيل تدّعي انها استفادت من تجربة حرب لبنان الا انها تحاول الاستهانة بقوة الفصائل الفلسطينية وتتبجح في كل بث انها الاقوى وانها صاحبة قوة عسكرية عظيمة .

وقد تحوّلت مواد البث الاسرائيلي الى مادة كحولية شديدة الفاعلية فاسكرت الجمهور الاسرائيلي العطش الى فوز على العرب ، وقد تابعت وكالة معا ردود فعل القراء والمشاهدين على العدوان على غزة فلم تجد سوى المديح والثناء لايهود باراك والدعاوى الى المزيد من الضربات على غزة باعتبار ان غزة هي حماس حماس هي غزة .
وللمثال على ذلك هذه بعض ردود فعل الجمهور الاسرائيلي على عدوان غزة ( كل الاحترام يا باراك يا كبير - استمروا ونحن معكم - اضربوهم حتى يتوسلوا للتهدئة - جاء الوقت ليعرف العرب قوتنا - يعيش باراك اعطوه 19 مقعد في الكنيست فهو يستحقها الان - يا جيش لا تتوقف استمر - تحية لسلاح الجو ولتفهم ايران الرسالة - اضربوهم كمان وكمان وكمان - لنعلن باراك ملكا على اسرائيل - ونتانياهو فؤجئ ايضا مثل حماس - ما اجمل الحروب وصور القتل والدمار - اعدتم لنا ثقتنا بانفسنا - ايها الجنود رجاء حين تدخلوا غزة لا تبقوا حجرا على حجر - ومئات اخرى من التعليقات المشابهة ) التي تدل على العجرفة الاسرائيلية والسكر بانتصار مبكر في اول يومين من الحرب .

ومن خلال المتابعات للشؤون الاسرائيلية ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة يلفت انتباه المحررين النقاط التالية :

اولا : فوجئت اسرائيل من تدخل السيد حسن نصر الله بصورة مباشرة في الحرب الاعلامية فهي كانت تتوقع ان تخرج تظاهرات اعتيادية في بيروت اسوة بباقي العواصم لكنها لم تتوقع ان ينخرط السيد نصر الله شخصيا في هذا الامر .
ثانيا : اسرائيل لم تكترث للتظاهرات في العواصم العربية واعتبرتها مشكلة تخص حكومات العرب، ولكنها تخشى جدا من تظاهرات القدس والخط الاخضر التي اصيب خلالها 30 شرطيا اسرائيليا واعتقلت اسرائيل جراءها في القدس وحيفا 140 متظاهرا في يوم واحد .
ثالثا : امتنع التلفزيون الاسرائيلي عن الترجمة المباشرة لخطابات السيد حسن نصر الله واكتفت بالتقليل من قدرة حماس على تكرار تجربة حزب الله .

رابعا : حافظ رئيس اركان الاحتلال على صمته وترك ابواقه الاعلامية توزع صورا جوية لوسائل الاعلام الغربية لاقناعهم بحق اسرائيل في ضرب الاهداف بغزة .

خامسا : تهدد اسرائيل بقصف منازل قادة حماس ونشطائها في قطاع غزة وتهدد بحرب برية لا يعرف احد شكلها حيث تحافظ على سرية المعلومات لتبقى تملك عنصر المباغتة والمفاجئة .
سادسا : اعلنت اسرائيل تعطيل المدارس يوم الثلاثاء ما يلمح الى ان اسرائيل تخطط لتوسيع رقعة الحرب او انها تخشى ان الحرب قد توسع الحرب ضدها .