مركز "معًا" يحث المزارعين على اتخاذ إجراءات وقائية تحسباً لموجة صقيع
نشر بتاريخ: 30/12/2008 ( آخر تحديث: 30/12/2008 الساعة: 16:02 )
جنين- معا- دعا مركز العمل التنموي "معا" المزارعين لاتخاذ أقصى درجات الوقاية والحذر للتعاطي مع الكتلة الهوائية القطبية الجافة الوشيكة، ولحماية ما يمكن حمايته من محاصيل ومزروعات.
وقال المركز في بيان وصل "معا" إن الموجة التي أعلنت عنها مواقع الرصد الجوي في المنطقة، يتوقع أن تضرب محافظات الوطن اعتباراً من ليل غد الأربعاء، وقد تتواصل على مدار خمسة أيام، وسيرافقها وفق خبراء الرصد الجوي درجات حرارة متدنية ستتراوح بين 4 و5 درجات مئوية نهاراً، ودرجتين وثلاث درجات مئوية تحت الصفر ليلاً.
وأشار منسق معًا في جنين، المهندس الزراعي حسن أبو الرب إلى أن الصقيع هو حالة جوية يتم خلالها انخفاض درجة حرارة التربة أو الهواء المحيط بالنبات إلى مادون الصفر المئوي، أو انه عبارة عن تلك الطبقة الدقيقة من البلورات الثلجية التي تترسب على سطح التربة او سطح النبات نتيجة انخفاض درجات الحرارة حيث يبدأ حدوث انجماد المياه داخل خلايا النبات وبالتالي زيادة حجم الماء الموجود في المسافات البينية داخل الخلايا بسبب تجمد الماء وبالتالي انفجار هذه الخلايا وتمزقها وهذا يؤدي إلى حدوث موت للخلايا وحرقها فتظهر النباتات كأنها محروقا بفعل النار.
وأضاف: تؤدي هذه الحالة إلى حدوث خسائر جسيمة وفادحة للمزارعين وخاصة على محاصيل الخيار والبندورة والكوسا وغيرها من المحاصيل والشجريات مثل الموز ويعرف الصقيع عند المزارعين بالحورة او ضربة البرد.
وتابع أبو الرب إن لطبوغرافية الأرض (الانحدار والارتفاع )ونوع التربة ورطوبتها تأثير مباشر وكبير على حدوث الصقيع إذ تزداد احتمالية حدوث الصقيع في المناطق المنخفضة وفي مجاري الأودية وكذلك في المناطق ذات الترب الجافة أكثر منا في المناطق ذات الترب الرطبة، حيث أن رطوبة التربة تعمل على توصيل الحرارة عند الاستيعاب وعند الانطلاق او الفقد.
ونوه إلى ثلاثة أنواع من الصقيع: المتحرك (الشتوي )، ويحدث هذا النوع من الصقيع نتيجة اندفاع جبهة هوائية باردة تصاحبها رياح شرقية أو شمالية شرقية شديدة البرودة إلى المنطقة الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة وبالتالي حدوث الصقيع.
إلى جانب الصقيع الإشعاعي (الربيعي )، يحدث في الليالي الصافية الخالية من الغيوم والساكنة الرياح حيث يزداد فقدان الأرض للإشعاع ليلا (دائما الأرض في الليل تفقد الحرارة والأشعة التي اكتسبتها في النهار ) فتنخفض درجات حرارة سطح التربة إلى مستوى كبير , ويحدث هذا النوع من الصقيع غالبا في المناطق المنخفضة وفي فصل الربيع لذلك يطلق علية بالصقيع الربيعي ويحدث هذا النوع من الصقيع في نهاية شهر شباط ولغاية نهاية شهر نيسان.
بالإضافة إلى الصقيع الإشعاعي (المتحرك )، الذي يحدث عندما تندفع جبهة هوائية باردة في أوقات تخلو السماء فيها من الغيوم حيث تعمل زيادة فقدان سطح الأرض للإشعاع, ويعتبر هذا النوع من اشد أنواع الصقيع خطر على المزروعات.
وشرح أبو الرب بعض التدابير التي يتم أخذها للتخفيف من ضرر الصقيع وأثره، كاختيار موقع المزرعة في المناطق التي لا تتعرض لخطر الصقيع مثل الأودية والمناطق المنخفضة، وانتقاء الأصناف المتحملة للانخفاض في درجات الحرارة والمتأخرة في الإزهار نسبيا في أثناء الربيع، واستخدام مصدات الرياح لمنع تسرب الهواء البارد إلى المزرعة، وإجراء العمليات الزراعية المناسبة للحد من ضرر الصقيع مثل قص الإعشاب تحث الأشجار وتسوية الأرض وعدم حراثتها أو دحلها بعد الحراثة بهدف تسهيل انتقال الحرارة من طبقات التربة العميقة، عدا عن ري النباتات قبل حدوث الصقيع وعند انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوض سواء بواسطة الري بالتنقيط او الرشاشات ولكن يجب الانتباه إلى انه في حالة استخدام الري بالرشاشات يجب أن يكون بوقت متأخر من الليل وليس في أول الليل خوفا من أن تبقى قطرات من الماء على الأوراق فتتجمد عند انخفاض درجات الحرارة مما يزيد من الضرر وليس تقليله، وكذلك وخاصة فالبيوت البلاستيكية يتم تركيب رشاشات صغيرة(الري الضبابي ) في سقف البيت البلاستيكي يتم تشغيلها عند انخفاض درجات الحرارة .
وتحدث أبو الرب عن إجراءات تغطية النباتات بالمواد والأغطية البلاستيكية أو بالقش أو بالشاش حيث أن هذه الأغطية تعمل على تخفيف من أضرار الصقيع وخاصة في بعض اشتال الشجريات مثل الحمضيات وبعض الخضراوات مثل الكوسا.