أم طلال على سرير الشفاء : سقط سقف المنزل فاستشهدت طفلتها وزوجة ابنها
نشر بتاريخ: 30/12/2008 ( آخر تحديث: 31/12/2008 الساعة: 00:45 )
غزة - معا - رغم أنها سيدة تبلغ من العمر الخمسين عاما، كسر حوضها وساقها وبعض الشظايا في رأسها وعيونها منتفخة زرقاء إلا أن صباح كشكو "أم طلال" تصر على أن الشعب باق وصامد فوق أرضه ومتشبث بحقوقه ولن يتنازل عنها.
ام طلال كشكو من حي الزيتون جنوب شرق غزة دمر الاحتلال منزلها فوق رأسها ورأس أبنائها دون سابق إنذار فقتلت طفلتها ابتهال ذات الأعوام الثمانية وزوجة ابنها ميساء وقد تركت خلفها طفلتان دون الأعوام الثلاثة، قالت لـ "معا" على سرير الشفاء في مشفى الشفاء بغزة:" صامدين وصابرين أنا وأبنائي وبناتي وأحفادي كلنا فداء للأقصى وفلسطين ولن نلين وان شاء الله منتصرين".
ولكن ما الذي حدث في منزلها تقول:" كنا نصنع الشاي على النار في فناء المنزل فقد نفد لدينا الغاز وفجأة بعد أذان العشاء وعودة زوجي من المسجد سمعنا صوت انفجار هائل كان في منزلنا الذي دمر فوق رؤوسنا دون سابق إنذار وتيقنت أن ابنتي الصغيرة وزوجة ابني اللتين كانتا في الطابق الثاني قد قتلتا وجميعنا أصيب وانتشلونا من أسفل الركام".
في ذات المكان وعلى سريرين متجاورين جلست السيدة منور عبد اللطيف ابو عمرة وابنتها منصورة تحاولان استجماع ما بقي من قواهما رغم اصاباتهما العديدة في الجسد للسؤال عن ابنها يحيى وزوجها خالد اللذين وصفت جراحهما بالخطيرة بعد ان انهار سقف منزلهما فوق رأسهما جراء قصف مجمع الوزارات.
سألت ابو عمرة شقيقة زوجها الزائرة :" امانة أقسمت عليك بالله هل ابني يحيى بخير" قالت لها:" لا تقلقي هو بخير والله" ودارت دمعتان سقطتا غدرا.
"وهل زوجي بخير؟ عاودت الزوجة السؤال لتأتي الاجابة نعم لقد تحدث الي وهو بخير ويحاول الاطمئنان عليك انت وباقي الاطفال، فحمدت الأم المصابة الله وقالت:" الحمد لله لقد علمت ان ابني الصغير مالك بخير وارسل الى خالته لترعاه في غيابي".
هذا ما يعيشه المصابون الذين تمتلئ بهم اسرة المشافي في قطاع غزة، في غرفة مجاورة لم تكن يوما للعناية المركزة حولت الى غرفة عناية مكثفة وواكب احد الممرضين عن كثب حالات الجرحى الذي دخل جميعهم في غيبوبة متواصلة الكثير منهم أطفال لم يسمح لنا بتصوير أجسادهم النحيلة الممتلئة بالمحاليل والأجهزة الطبية.
أم طلال كشكو التي لم تشهد عزاء طفلتها وزوجة ابنها تخشى أن يكون قادة العرب على علاقة بمقتل طفلتها وزوجة ابنها وتتساءل :" هل حقا شاهدوا حصارنا وعلموا أننا نفتقد لأدنى مقومات الحياة ".
ام محمد حملت طفلتها امينة وعمرها خمس اعوام ووقفتا تنظران الى مجمع الوزارات الذي استهدف بعشرين صاروخا مساء امس، كانت ام محمد هاربة مع اطفالها إلى منزل ذويها ليس بعيدا عن المكان وجاءت صباحا لتجد ان شقتها السكنية وقد لحق بها اضرار بالغة.
بعض العائلات التي تقطن برج النور السكني فرت الى اماكن أخرى آمنة تحمل معها بعض ما تيسر حمله على أمل العودة بعد حين متيقنين ان الاحتلال سيعود لقصف مجمع الوزارات الذي بقيت بعض مبانيه قائمة رغم القصف المتتالي باتجاهه.