لماذا الجمعة صباحا ؟ بداية تمرد صحافي اسرائيلي على الرقيب الحربي
نشر بتاريخ: 31/12/2008 ( آخر تحديث: 03/01/2009 الساعة: 12:25 )
بيت لحم - تقرير خاص بوكالة معا - لم يطق الاعلاميون والصحافيون الكبار في وسائل الاعلام الاسرائيلية البقاء صامتين او متلعثمين في أدوار هامشية لصالح المراسلين العسكريين الذين تألقوا و" أكلوا الاجواء " وحصدوا أعلى نسبة مشاهدة عند الجمهور والجبهة الداخلية الاسرائيلية.
ومع انتهاء اليوم الخامس من الحرب ، وتوالي سقوط الصواريخ على المدن العبرية مثل بئر السبع وعسقلان وغيرها بدأت تسري ململة وتسمع اصوات امتعاظ في اوساط الصحافيين الاسرائيليين في مختلف وسائل الاعلام العبرية، وبعكس توجيهات الرقابة العسكرية كتب عميت كوهين في صحيفة معاريف عن حجم قوة حماس وفصائل المقاومة في غزة والعقبات التي سيواجهها الجنود الاسرائيليون في الميدان، في حين كتب رون بن يشاي يحذر من وقف القصف لان حماس حينها ستظهر منتصرة.
وفي القناة الثانية ابتسم المحلل العسكري روني دانييل ورد على سؤال احدى المذيعات بالقول : اسمعي انا ممنوع من الحديث ولا استطيع ان افصح عن الحقيقة ولكنني مع ذلك ساجب على الاسئلة وانتم قرروا اذا كان يناسبكم هذه الاجابات ام لا ؟ ما جعل من موجات البث المباشر في اسرائيل مهزلة صحافية وابعد ما تكون عن الصحافة الحرة.
اما افيف دروكر وهو مقدم برنامج سياسي في القناة العاشرة فعبر عن غضبه بسؤال افتتح به البرنامج وقال : الا تخشون ان الطيارين وسواق الهيلوكبتر يتمردون على اوامر الجيش بقصف غزة لثرة سقوط الضحايا المدنيين.
وعلى كل حال ، وعند النشرة التاسعة من الليلة الماضية اعلنت القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية ان لديها خبرا عاجلا يتمثل في ان اوامر التحرك البري لقوات المشاة الاسرائيليين قد جرى تأجيلها الى صباح يوم الجمعة القادم ، ورفضت ان تفصح اذا كان الامر بسبب الاحوال الجوية او بسبب التحركات السياسية ( مشعل ولافروف وتركيا وقطر وروسيا ومصر والاردن والرباعية وجامعة الدول العربية والامم المتحدة ) لا سيما زيارة تسفي ليفني الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي حيث ستكون ثمرة الجهود الدوبلوماسية قد حسمت مساء الخميس.
ولم يتفق بعد على وصف لما يحدث ، فهل هو كذب الاعلام الحربي او التضليل او التهويم ؟ ومهما كان اسمه فانه لم يصمد كثيرا وسرعان ما اصبح الاسرائيليون انفسهم بحاجة الى الحقيقة مثلهم مثل اهل غزة تماما . والا فانهم سيكتشفون انهم ربما ربحوا معركة ولكنهم خسروا انفسهم وخسروا صحافتهم.