الأحد: 01/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قطاع غزة يحتفل بالعام الجديد على وقع الصواريخ واستغاثة الجرحى

نشر بتاريخ: 01/01/2009 ( آخر تحديث: 02/01/2009 الساعة: 02:24 )
غزة - معا - يتسابق سكان المعمورة في هذه الأثناء بتبادل عبارات التهنئة عبر هواتفهم النقالة بحلول العام الجديد متمنين لبعضهم عاما سعيدا، إلا أن الفلسطينيون خاصة في قطاع غزة تسابقوا مع اشراقة أول أيام العام الجديد في التقاط هواتفهم النقالة للاطمئنان على ذويهم وأحبائهم خاصة مع مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي والزوارق الحربية الإسرائيلية والمدفعية قصفها لمناطق وأهداف متفرقة منذ الليلة الماضية وفجر اليوم على طول قطاع غزة.

ففي الوقت الذي تعلقت فيه عيون المحتفلون برأس السنة في كافة أرجاء العالم بعقارب الساعة، متابعين العد التنازلي إيذاناً بحلول العام الجديد، لتنطلق الهتافات والتصفيق الحار وتتزين السماء بالألعاب النارية، ترحيبا بالضيف الجديد، تزينت سماء قطاع غزة في تلك اللحظات بالطائرات التي نشرت الموت على أرضه لتسقط أربعة شهداء في أول أيام العام الجديد وعدد من الإصابات في قصف طال مساجد ومباني ومؤسسات رسمية طوال الليلة الماضية، ليحتفل كل فريق بتلك المناسبة بطريقته الخاصة

الأب مانويل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة أبدى غضبه الشديد مما تعرض له قطاع غزة في ليلة رأس السنة الميلادية، لافتا إلى أن مسيحيي قطاع غزة لم يتمكنوا من إقامة صلاة راس السنة منتصف الليلة الماضية، مشيرا إلى أن كافة مظاهر الاحتفال غابت عن الطائفة المسيحية في قطاع غزة، قائلا"لم يتوجه أي مسيحيي للكنيسة ولم يحتفلوا بالعيد مع بعضهم البعض بل لازموا منازلهم التي تعرضت لضرر جراء القصف".

وقال الأب مسلم "ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة جريمة حرب بكل المقاييس ضد مسلميي ومسيحيي العالم" داعيا مسيحيي العالم والكنائس إلى إقامة الصلوات والضغط على حكوماتهم للجم العدوان الإسرائيلي.

المواطن إبراهيم محمد 40 عاما أبدى استيائه الشديد مما يتعرض له قطاع غزة مع أول أيام العام الجديد، قائلا ": في الوقت الذي احتفل فيه العالم بالعام الجديد، وسط الأضواء والشموع، احتفلنا نحن على وقع القصف والقتل وتساقط الشهداء والجرحى"، مؤكدا بأن حجم الدمار الذي خلفته إسرائيل على مدار الأيام الماضية ارجع قطاع غزة سنين عدة إلى الوراء، مضيفا بأنه لا يستبشر خيرا بحلول العام الجديد الذي بحسب رأيه سيحمل مزيدا من الدمار للشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل.

أما الشاب أحمد يوسف 28 عاما أبدى خشية وقلق مما سيحمله العام الجديد للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن ما ينتظر الفلسطينيين أشد وأقسى في ظل الصمت العربي والدولي المريب حيال ما يتعرض له قطاع غزة من جريمة ممنهجة، مبديا استغرابه من المجتمع الدولي الذي احتفل بالعام الجديد وتراقص على دماء أهالي قطاع غزة.

هذا وبدت شوارع قطاع غزة لليوم السادس على التوالي منذ بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة خالية من سكانها تماما حيث انعدمت كافة مظاهر الحياة فيها لتبدو مدينة أشباح لا تمت إلى العالم المحتفل بحلول العام الجديد بصلة ليكون وحيدا في مواجهة آلة الحرب التي حصدت حتى الآن 400 شهيد و2000 جريح.