تقرير اممي: 70% من سكان القطاع لايوجد لديهم مياه.. ومستشفيات غزة تنهار
نشر بتاريخ: 04/01/2009 ( آخر تحديث: 05/01/2009 الساعة: 10:32 )
بيت لحم -معا- اصدر مكتب تنسيق الشؤون الأنسانيه في الاراضي الفلسطينية المحتلة OCHA ، تقريرا عن أوضاع الأزمة الإنسانية 5 كانون الثاني 2009 – لغاية الساعة الخامسة عصرًا في قطاع غزة.
وقال المكتب في تقريره الذي وصل معا نسخة منه ان العملية العسكرية الإسرائيلية والقصف العنيف على قطاع غزة دخل يومه التاسع مع بدء العملية العسكرية البرية التي بدأت رسميا حوالي الساعة الثامنة مساء يوم السبت الموافق 3 كانون الثاني. وقد سبق العملية البرية قصف مكثف على طول الحدود داخل قطاع غزة. وتم نشر القوات الإسرائيلية الآن في مناطق مختلفة من قطاع غزة وترافق ذلك مع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمسلحين. وقد تحدثت التقارير عن تدمير طرق وبنى تحتية ومباني، بما فيه تدمير مرفق كبير لتخزين الغاز.
واضاف التقرير إن الاجتياح العسكري يفاقم من الأزمة الإنسانية بعد أسبوع من القصف وبعد 18 شهرا من الحصار على الأراضي في قطاع غزة. يوجد مخاطر متزايدة تجاه المدنيين بسبب القتال في المناطق المدنية المكتظة بالسكان. وما زالت المستشفيات تعاني من أعباء تفوق قدراتها بسبب الأعداد الكبيرة من الإصابات التي تراكمت منذ بدء الهجمات الإسرائيلية، وتواجه مركبات الإسعاف والطواقم الطبية مصاعب في الوصول إلى الجرحى والمصابين. وتوقفت عمليات توفير الكهرباء والاتصالات في معظم أنحاء القطاع. تم تعليق عمليات توزيع الغذاء وأغلقت كافة المعابر.
العنف
وقال التقرير : منذ بدء العملية البرية، قتل ما لا يقل عن 25 فلسطينيا (معظمهم من المدنيين بما فيه النساء والأطفال) في مختلف أنحاء القطاع. ويتوقع أن يرتفع الرقم ليتضمن الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات. وقد قصفت هذا الصباح مركبة إسعاف تابعة لمستشفى العودة في شمالي غزة مما أدى إلى إصابة أربعة أفراد من الطاقم الطبي بجراح خطرة. وقصف أيضا دوار فلسطين في وسط مدينة غزة مما أدى طبقا للتقارير إلى مقتل خمسة مدنيين وجرح 40 شخصا آخرا. وقبل الاجتياح البري، قتل 15 فلسطينيا وجرح أكثر من 25 آخرين عندما قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مسجد إبراهيم المقادمة في بيت لاهيا.
ولغاية هذا المساء، أشارت تقارير وزارة الصحة إلى أن عدد الخسائر البشرية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 27 كانون الأول وصل إلى 491 شهيدا وما يقرب من 2,400 جريح، منهم 20% على الأقل من الوفيات و40% من الاصابات من النساء والأطفال.
واستمر المسلحون الفلسطينيون بإطلاق الصواريخ باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية وباتجاه القوات البرية المتقدمة. ولغاية صباح يوم الثالث من كانون الثاني، نقل عن نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية إصابة 46 اسرائيليا بجراح طفيفة (5 إصابات متوسطة و4 إصابات خطيرة) و4 وفيات خلال الأسبوع الماضي.
الوقود / الكهرباء / الاتصالات :
تعاني محافظات غزة، وشمالي غزة والمنطقة الوسطى وخان يونس من ظلام شبه دامس. معظم شبكة الهواتف (الخطوط الأرضية والهواتف المحمولة) في غزة لا تعمل لأنها تعتمد على المولدات الاحتياطية التي تعاني من مستويات احتياطي وقود غير ثابتة.
الصحة:
عانت كافة مستشفيات مدينة غزة من انقطاع التيار الكهربائي لمدة 48 ساعة متواصلة مما اضطرها الاعتماد بشكل كامل على المولدات الاحتياطية. وتحذر المستشفيات من انهيار وشيك للمولدات الاحتياطية. ففي مستشفى الشفاء، فان انهيار المولدات الاحتياطية سيؤدي إلى نتائج فورية فيما يتعلق بالمرضى البالغ عددهم سبعين مريضا في قسم العناية المركزة، بما يتضمن 30 طفلا حديثي الولادة في العناية المكثفة. ويوجد ضغط غير اعتيادي على أقسام العناية المكثفة في قطاع غزة. والوضع الأمني يمنع أيضا الطواقم الطبية من الوصول إلى المستشفيات.
وتواجه مركبات الإسعاف أيضا مصاعب لدى محاولتها الوصول إلى الجرحى بسبب إطلاق النار المستمر. وما زالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعمل بدون توقف من أجل توفير المساعدة إلى السكان. فقد قامت مركبات الإسعاف التابعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنقل 78 جريحا إلى المستشفيات بين يوم الجمعة وساعات ظهر يوم السبت. وتم نقل أيضا 15 جثة.
واضطرت الاونروا اليوم إلى إغلاق 4 من أصل 18 مركز صحي بسبب الأعمال العدائية في الجوار. ولليوم الثاني على التوالي، تقوم السلطات الإسرائيلية بمنع الطواقم الطبية التابعة للصليب الأحمر من الدخول إلى قطاع غزة لمساعدة الطواقم الطبية في مستشفى الشفاء.
وتم افتتاح غرفة عمليات للطوارئ من قبل وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة الدولية من أجل متابعة الوضع الصحي في غزة. وستوفر هذه الغرفة تقييم للمتطلبات (الأدوية، المستهلكات، المعدات وقطع الغيار) ومتابعة استجابة المجتمع الدولي والتعامل مع عمليات تحويل الجرحى والمرضى الآخرين.
الملاجئ :
تشير تقديرات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أحداث أضرار لآلاف المنازل حيث ازداد عدد السكان الذين لا يستطيعون البقاء في منازلهم المتضررة في ظل الطقس البارد. ما قبل العملية البرية للجيش الإسرائيلي، كانت قد قدرت مصادر تحالف إنقاذ الطفل ومركز الميزان لحقوق الإنسان أن ما يزيد عن 13,000 شخص (2,000 أسرة) شردوا من منازلهم في قطاع غزة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم بعد بدء العملية البرية. وقد توجهت معظم الأسر لإيجاد ملجأ عند أقاربهم وجيرانهم في حين يوجد ما يقرب من 12,000 شخص يقيمون حاليا في خمس ملاجئ طارئة تعمل على إدارتها الأونروا.
الغذاء :
تم إلغاء عملية توزيع المساعدات الغذائية من قبل الأونروا اليوم بسبب النشاطات العسكرية الإسرائيلية، باستثناء منطقة جنوبي غزة حيث الوضع أكثر هدوءا. وتشير تقارير الأونروا إلى أنها تواجه مصاعب كبيرة في الحصول على الغذاء لعمليات التوزيع لان معظم المخابز مغلقة والتنقل خطر للغاية. وتمكن برنامج الأغذية العالمي من توزيع الخبز إلى 13 مستشفى في مختلف أنحاء القطاع اليوم. قامت مؤسسة الإسكان التعاوني الدولي، وهي إحدى المؤسسات المنفذة الشريكة لبرنامج الأغذية العالمي، بتوزيع الغذاء البارحة في شمالي غزة لكنها لم تتمكن من التوزيع اليوم في خان يونس لأسباب أمنية وبسبب القيود على الحركة.
وبسبب نقص غاز الطهي، اقفل ما مجموعه 23 مخبزا. وعدد المخابز العاملة حاليا هبط إلى عشرة مخابز. يوجد 14 مخبزا تعمل بشكل جزئي اعتمادا على توفر التيار الكهربائي.
المياه والصرف الصحي:
طبقا لمصلحة مياه البلديات الساحلية، ما يقرب من 70% من سكان قطاع غزة لا يوجد لديهم مياه، خاصة مدينة غزة وشمالي غزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود للمولدات الاحتياطية. وتخشى مصلحة مياه البلديات الساحلية أن استمرار القصف بالقرب من محطة معالجة المياه العادمة في بيت لاهيا يمكن أن يصيب بركة المياه العادمة التي تحتوي على 3 مليون متر مكعب من المياه العادمة. وفي حال حصل ذلك، سيحصل فيضان لهذه المياه في جزء كبير من بيت لاهيا.
وقامت الاونروا بتوفير 75,000 لتر من الوقود إلى مصلحة مياه البلديات الساحلية، لكن تم توزيع 35,000 لتر فقط بسبب التخوف من نقل شاحنات الوقود في ظل الأوضاع الأمنية الحالية. ويبقى الوضع خطرا: في شمالي غزة على سبيل المثال يوجد وقود كاف لشبكات المياه والصرف الصحي للاستمرار في عملياتها لمدة 2-3 أيام فقط.
المعابر :
كافة معابر غزة مع إسرائيل مغلقة اليوم. ولم يتم السماح بإدخال أي وقود أو إمدادات أو أية سلع أخرى إلى قطاع غزة اليوم. كان معبرا ايريز ورفح مغلقان اليوم بمعنى انه لم يتم إدخال أية لوازم طبية ولم يتم إخلاء أي جرحى من والى غزة. وتقول منظمة الصحة الدولية أنه تم نقل 105 مرضى عبر معبر رفح للعلاج خارج غزة منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 27 كانون الأول.
التمويل:
قامت عدة جهات مانحة بالتعهد بمساهمات إلى صندوق الاستجابة الإنسانية الطارئة في الأيام الأخيرة. ويتم حاليا صرف الأموال للمشاريع الطارئة في قطاع غزة، بما يتضمن 250,000 دولار أمريكي إلى منظمة الصحة الدولية لشراء حقائب جراحية للمستشفيات، وتوفير 200,000 دولار أمريكي إلى الإغاثة الإسلامية لشراء وتوفير أغطية وغذاء إلى ثمان مستشفيات، ومبلغ 130,000 دولار أمريكي إلى لجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية لتوفير مصابيح يدوية وبطاريات والأغذية الجافة إلى المحتاجين.
الاحتياجات ذات الأولوية:
الوقود: الوقود الصناعي ضروري لتشغيل محطة غزة للطاقة التي اغلقت منذ 30 كانون الأول. وهناك حاجة ماسة لاستبدال عشرة محولات التي تدمرت كليا وذلك من اجل توفير الكهرباء مرة أخرى الى 250,000 نسمة في المنطقة الوسطى وشمالي غزة. وتضررت كافة شبكات المياه والصرف الصحي والمرافق الاخرى التي توفر خدمات أساسية الى السكان، بالاضافة الى المستشفيات والسكان الذين تضرروا ايضا من انقطاع التيار, تعاني بعض المناطق من انقطاع التيار لفترات وصلت الى 48 ساعة. يمكن لمعبر ناحال عوز الذي يعتبر الممر الوحيد لتسهيل نقل كميات كافية من الوقود من أجل اعادة تشغيل عمليات محطة الطاقة واعادة تخزين كميات احتياطية من الوقود في قطاع غزة. ما زال المعبر مغلقا.
القمح: القمح ضرروي لتوفير الطحين الى المخابز المحلية وتوزيع الغذاء الى سكان غزة. والناقل الآلي على معبر كارني الذي يعتبر الآلية الوحيدة لتسهيل استيراد كميات من القمح الى قطاع غزة. ما زال المعبر مغلقا.
السيولة النقدية: لم يتم ادخال اية سيولة نقدية الى غزة وهناك حاجة ماسة اليها، يما يتضمن الاموال الضرورية الى برنامج الأونروا لتوزيع المساعدات النقدية الى ما يقرب من 94,000 مستفيد، بالاضافة الى برنامج العمل من أجل الأموال.