السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دلال- استشهد أفراد عائلتها وبقيت شاهدة على المجزرة

نشر بتاريخ: 06/01/2009 ( آخر تحديث: 06/01/2009 الساعة: 22:39 )
غزة- معا- القدر وحده هو من أنجاها، للمصادفة فقط كانت دلال عامر ابو عيشة ستة أعوام برفقة جدتها بمكان ما ليس للهو بل لزيارة صغيرة اخرى استشهدت شرقي غزة.

من غرب غزة توجهت دلال حيث منزل عامر ابو عيشة " "47" عاما الكائن بشارع المخابرات إلى حي الزيتون شرقي غزة حيث منزل عمتها والدة الطفلة ربى ابو راس والتي استشهدت قبل يوم عندما كانت تبتاع ما يلهي طفولتها وينسيها خوفها، وهناك بقيت دلال ليلتها ولم تعلم ما يخبئه القدر فقد جاء الموت ليصطاد والدها عامر وأمها نهيل وأشقاءها محمد تسع سنوات وسيد 12 عاما وغيداء سبعة أعوام فقط وشقيقها من والدها أحمد ذي الأعوام الخمسة والذي استشهد محتضنا والدته صباح السوافيري.

الحاجة تركية ابو عيشة والدة عامر ومعها حفيدتها دلال توجهت لتشاطر ابنتها العزاء باستشهاد الطفلة ربى، لم تكن تعلم الحاجة تركية ذات الأعوام الخمسة والستين ان مجزرة أخرى ستنال من ابنها عامر واسرته تحت جنح الظلام.

تفاصيل المجزرة الرهيبة:

كل من هم في غزة وشمالها سمعوا القصف الليلي وانطلقت تسابيحهم ودعواتهم ترجو الله ألا يكون هناك ضحايا لهذا القصف حتى ان اهل غزة باتوا يعرفون دون ان يروا اذا ما كان القصف جويا او بريا أو بحريا.

حتى اللحظات الأخيرة لم يكن يعلم زوج سيرين أبو عيشة ان القصف نال من منزلهم الطابقين الارضي والعلوي، فقد كان صوت الانفجار قويا ولم يصدق أحدهم ان صاروخا دون سابق انذار سيأتي على عائلة شقيقه عامر وزوجتيه واطفالهم الاربعة.

ابو عيشة التي حاولت الهرب بأطفالها خشية القصف الاسرائيلي الجوي والبحري المتواصل استطاعت ان تنقذ اطفالها عندما مكثت في غرفة تحت الأرض" بدروم" كما استطاع شقيق زوجها صابر وعائلته فعل الأمر نفسه إلا أن الشقيق عامر الثالث لم يفعل ذلك ظنا أن منزلهم بعيد عن القصف ولن تطاله القذائف ولكن ما حدث كان عكس توقعات عامر.

تروي لنا ابو عيشة تفاصيل المجزرة: "قرأت سورتي ياسين والبقرة ونمت وفي تمام الثانية عشر منتصف الليل سمعنا صوت انفجار وانهالت علينا احدى اسوار المنزل، وبخوف وقوة ارادة رفعت الردم عن نفسي وانا احتضن اصغر ابنائي ثم رفعت الردم عن طفلين آخرين وعندما اضأت هاتفي الخليوي رأيت ان سورا آخرا انهال على طفلي عمرو وعمره خمس سنوات هناك تيقن زوجي ان طفله استشهد وأخذ ينقذ باقي العائلة، خرجنا من البدرم للهرب خوفا من انهيار المنزل بالكامل وجدنا ان السلم قد انهار علمنا ان الطابق العلوي كذلك ولكننا لم نسمع أي صوت ولم نر احدا".

وتتابع: "ظن زوجي ان شقيقه عامر وعائلته في مكان آخر حاولنا الاتصال ولكنه لم يجب وبعد ساعتين استطاع الجيران ان يشاهدوا بعض الأشلاء تحت الردم وقاموا بانتشال هذه الاشلاء وعلمنا أنها لعامر واطفاله وزوجتيه".

لد عامر بعد سبعة عشر عاما من زواجه بالسيدة صباح السوافيري لم يرزق بأطفال فتزوج بأخرى وهي نهيل ابو عيشة وبعد اعوام رزق من الأولى بالطفل أحمد، هذا الأحمد بقي معلقا بزوجته وفي احضانها الى ان استشهدا معا.

سيرين التي تعمل مدرسة في احدى مدارس القطاع لم تصدق في يوم انها ستتعرض لقصف يأتي على منزلها وأطفال عائلتها قالت لنا: "أرجوكم أن تخبروا العالم بأن ما يجري ليس حربا بل هو قتل جماعي للعائلات واستهداف لأطفالنا" واستمرت في بكائها، سيرين ابو عيشة التي استطاعت "بعناية الله" ان تنقذ نفسها وأطفالها من صاروخين استهدفا منزلهم واتيا على عائلة شقيق زوجها.