الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فاكهة الملاعب ***متابعة وتحليل / فايز نصار

نشر بتاريخ: 06/01/2009 ( آخر تحديث: 06/01/2009 الساعة: 19:24 )
بيت لحم - معا - منذ احد عشر يوما يواصل المحتلون محرقتهم المشهودة ، ويواصل الغزيون صمودهم المعمد بالدم الزكي .. في انتظار تحرك الضمائر الحرة في هذه الدنيا ، للضغط على دولة الاحتلال ، حتى توقف حمام الدم ، الذي لا يرحم الكبير و الصغير ، ولا المقمط في السرير !

تضامن دولي

وفي خضم هذه الحرب غير المتكافئة ، تترى الأخبار من هنا وهناك ، حاملة أخبار التفاعل الرياضي ، فلسطينيا وعربيا ودوليا ، حيث يصطف نجوم الألعاب المختلفة في الخندق الإنساني ، المطالب بوقف المحرقة ، وردع الآلة العدوانية لإسرائيل ، من خلال مواقف رياضية ضاغطة ، تحول الملاعب إلى ساحات احتجاج ، وفعاليات تسمع من لا يسمع أنات البراءة في غزة !

محرقة مشهودة

وتشهد المعركة غير المتكافئة ازدحاما لوسائل الإعلام ، التي حشدت طاقاتها العتادية والبشرية ، فأصبحت المحرقة مشهودة ، ومنقولة على الهواء مباشرة ، مؤكدة لكل الناس – عدا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس مهندس مشروع بيرس الرياضي- ان هناك أطفال يدفعون الضريبة الأغلى في هذا العدوان .

وقد نجحت الفضائيات في إدخال معالم المجزرة إلى كل البيوت ، ويؤخذ على بعض الفضائيات الإفراط في التوغل في الجرح الفلسطيني والعربي النازف ، مستغلة مشاهد الجريمة ، لتأجيج الخلافات الفلسطينية ، الداخلية ، والعربية العربية .

اللعب على الأعصاب

قبل يومين حاور احد الصحفيين الأخ نبيل عمرو ، سفيرنا في مصر ، وحاول السائل اللعب اللعب على وتر الاختلاف بين القيادة العربية والشارع في التعاطي مع آثار العدوان .. وحاول الصحفي استدراج ابي طارق إلى تصريحات لم نتعودها من خبير مثل الأستاذ نبيل عمرو .

هنا التقف المذيع كلمة قالها أبو طارق " في رأيي " وا{اد التوقف عندها ... ولكن الأستاذ عمرو استدرك قائلا : أنا أُمثل الرأي الفلسطيني ، لأنني أعمل سفيرا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية ، والتي تعمل جاهدة لوقف العدوان ، وتُقدم استحقاق وقف الجريمة على كل الاستحقاقات الأخرى .

المصالح العليا

ذكرت هذه القصة للرد على الزملاء الأكارم ممن اتصلوا ، مبدين معارضتهم لما كتبت حول الدوري ، والاختلاف الذي خيم على المنتديات الرياضية ، بين مؤيد للاستمرار ، ومعارض لذلك ، على خلفية أن صوت الدماء يجب أن يعلو على كل الأصوات والعاليات .

والرد - يا جماعة الخير – أن الإعلامي المحترف يميز بين رأيه الشخصي ، والرأي الذي تقتضيه مصالح الوطن العليا ، ومن يتشرف بحمل رسالة السلطة الرابعة ، يجب عليه أن يتجرد من أفكاره الشخصية ، والانخراط في الأفكار ، التي تعمل على تحقيق المشاريع الوطنية ، بعيدا عن الصخب والذاتية .

التضامن الخلاق

صحيح أن للوطن علينا دين ، ولكن يجب علينا اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب ، والآليات المناسبة لخدمة هذا الوطن ، تماما كما الدواء ، الذي يجب أن يوصفه المختصون ، ويستخدمه المرضى تبعا لتعليمات الأطباء ، وليس تبعا لما تعود عليه الناس ، والقصة يا جماعة تقتضي أن نفكر جيدا فيما نستطيع ، لا فيما نريد ونحلم ، كما قال الدكتور صائب عريقات .. ومعنى ذلك أن الحانوت الذي يفتح أبوابه لخدمة الناس ، يستطيع أن يطلب من كل زبون أن يدعو بالخلاص لأهالي غزة أو ان يوزع قائمة بأسماء الشهداء ، أكثر من الحانوت الذي يغلق أبوابه ، ويتجه صاحبه للعب النرد ، والتلذذ بالنرجيلة ، وان السائق ، الذي ينقل الأطفال للمدارس ، لمواصلة رسالة المعرفة ، والترعف على وطنه وصديقه وعدوه، أفضل من ذلك الذي ينهض من النوم منتصف النهار ، مدعيا انه يتضامن مع غزة !

المحطة الأخيرة

من هذا المنطلق رأى اتحاد الكرة ضرورة مواصلة الدوري ، فوصل القطار إلى المحطة الأخيرة ، في انتظار التعرف في غضون أيام على هوية البطل ، والأندية التي ستأخذها المقادير العاثرة إلى مصاف المظاليم ، في الدرجة الممتازة "ب"،بعد تعرفنا على فريقي الاتحاد والعربي ، الذين سقطا درجتين في موسم واحد ، ومن خلال منافسة واحدة ، مبارياتها لعبت ذهابا فقط !

الواد أوفر حظا

والحق يقال : إن الأمور أصحبت شبه واضحة ، حيث انحصر التنافس على اللقب الغالي بين ثلاثة اندية هي واد النيص والأمعري وجبل المكبر ، مع بصيص ضئيل من الأمل لمركز طولكرم ، ويبدو الواد التلحمي في الرواق الأفضل للتنافس على لقب الدوري ، لأنه يلعب مباراتين أمام ابو ديس والبيرة ، وكلاهما لا ناقة له ولا جمل في استحقاقات المنافسة ، لان الأول قبل مصيره المحتوم ضمن الدرجة الثانية من النخبة ، فيما الثاني ضمن بقاءه ضمن الدرجة العليا منذ أسابيع ، ولكن ذلك قد لا يمنع ابوديس من مواصلة محاولاته لإثبات الذات والإطاحة بالكبار ، تماما كما أن الأمر قد لا يكون سهلا أمام البيرة ، التي يريد مدربها ناصر سليم تأكيد أن فريقه ينافس بشرف حتى آخر دقيقة من هذا الدوري .

نتيجة العمل الجاد

وتبدو الكرة بين أقدام لاعبي الواد ، وفوزهم في المباراتين سيزف التاج الأغلى ، ويتوج الجهود التي بذلت منذ سنوات ، حيث تواصل عمل أبناء الواد ، عندما كان الآخرون ينامون في العسل ، وسيصل الرصيد النيصي إلى 49 إذا فاز الفريق بالمباراتين ، وهذا الحاصل لا يستطيع أي فريق آخر الوصول إليه .

زلة الأمعري

وقد منيت مساعي الأمعري في السعي للقب البطولة بانتكاسة مؤلمة ، بعد خسارته أمام عساكر نابلس ، فأصبح الفريق يحتاج إلى الفوز في مباراته الصعبة أمام بلاطة ، وضمان الفوز في لقاء متأخر أمام صور باهر ، وتأكيد الفوز عند تكملة مباراة سلوان ، وحصول الامعري على تسع نقاط من المباريات الثلاث لن يرفع رصيده الا الى 48 نقطة ، بما يعني انه ينتظر تعثر واد النيص ولو بتعادل للفوز بالدوري ، إضافة الى تحقيقه الفوز في كل المباريات .

فتور في الجبل

أما جبل المكبر فيبدو أن حماسته للفوز في اللقب قد فترت بعد خسارته في المباراة الجدلية أمام ابرز المرشحين واد النيص ، ويحتاج الجبل الذي أحسن المنازلة في كل المباريات الى الفوز على يطا والبيرة ، للوصول إلى رصيد 46 نقطة ، ولن ينفعه هذا الرصيد الا إذا تعثر المنافسين واد النيص والأمعري .

معادلة صعبة

ويستطيع الفرسان السمر الوصول إلى رصيد 45 نقطة بالفوز على العربي وهلال القدس ، ولكن من يضمن تعثر الفرق الثلاثة الساعية للقب في جميع المباريات ، تبدو المعادلة معقدة ، ولكن في كرة القدم ، يجب أن تحسب حساب كل الاحتمالات ، فمن مأمنه يؤتى الحذر !

أندية في إجازة

وقد أصبحت مباريات الخضر والبيرة والهلال العاصمي والظاهرية والثقافي ، بمثابة تحصيل حاصل ، لأنها ضمنت أن تكون في مراكب النخبة ، ولأنها غير معنية بهموم وشجون اللقب ، وتستحق هذه الفرق إقامة الأفراح والليالي الملاح ، لأنها حققت تطلعات جماهيرها بالبقاء مع الممتازة "أ" وهي بذلك أفضل حظا من الفرق التي ما زالت لم تضمن البقاء .

تدارك الهلال والخضر

ويجب أن تتجه الإشادة هنا الى إدارات هذه الأندية التي عملت في الظروف الصعبة ، وتحت ضغط النتائج المتناقضة ، وكل هذه الأندية مرت في ظروف صعبة ، وخاصة الخضر الذي كانت بدايته متعثرة ، فنجحت إدارة النادي في التدارك مبكرا ، ووضع الفريق على السكة الصحيحة ، والأمر نفسه نطبق على هلال العاصمة ، الذي استعان في الوقت المناسب بالمدرب "الشجاعي " نعيم السويركي ، فنجح الرجل في قيادة الفريق إلى شواطئ الأمان عن جدارة واقتدار .

نصف الصيد

أما فريق البيرة ، فكانت نتائجه محيرة ،حيث أضاع اللاعبون مباريات كانت في متناولهم ... وإلا لكن التنافس على اللقب غير بعيد عنهم ...ولكن لا بأس فان نصف الصيد خير من العودة بخفي حنين .. والكلام هذا ينسحب على الثقافي الكرمي ، الذي حير محبيه بنتائج متناقضة ، وخسارات غير مبررة ، لان الفريق الكرمي ، بعناصره الحالية قادر على المنافسة ، ومركزه الحالي لا يعكس قدراته الحقيقية .

همة الغزلان

ويستحق فريق غزلان الجنوب المزيد من الإشادة ، لأنه ضمن البقاء مع مجموعة النخبة ، والشكر كل الشكر لجماهير النادي الوفية ، التي رافقته في حله وترحاله ، والشكر موصول لكل لاعبي الفريق ، وخاصة نجوم التعزيز من غزة الأبية ، ومن النقب الفلسطيني الحر ، وقبل ذلك لا بدّ من الإشادة بالعمل الجبار لإدارة النادي ، برئاسة الدمث واكد العقبي ، أحد النجوم الذين تخرجوا من ملاعبنا ، حيث استطاع ابو احمد أن يوظف خبرته ، ورصيده لدى الناس ، فجمع كل أهالي المدينة الجنوبية حول الفريق ، فجاء القطاف الطيب .

معارك محتدمة

وتحتدم المعارك على المركز العاشر ، المؤهل لقائمة النخبة بين أربعة فرق، وتشتد المنافسة أكثر بين شباب الخليل وعسكر ، وبدرجة أقل بين بلاطة ويطا ، والفرق الأربعة تحتفظ بحظوظ متفاوتة للظفر بالصيد الذي أصبحت قيمته تعدل الفوز بتاج الدوري .

طموح العساكر

وقد ساهم في احتدام المنافسة الفوز الغالي للعساكر على الأمعري ، فأصبح في رصيدهم 29 نقطة ، وسيضمن لهم الفوز على الظاهرية الظفر بالمركز العاشر ، إذا أتتهم الهدية من شباب الخضر ، حيث أن أمال العساكر مرتبطة بما سيفعله الخضر أمام شباب الخليل في اللقاء الأخير بينهما .

وآمال العميد

وينتظر العميد قرار الاتحاد بخصوص لقاء شقيقه شباب يطا ، ويأمل محبو شيخ الأندية في ان يمنح الفريق النقاط الثلاث ، بما سيرفع رصيد الفريق الى 29 نقطة ، بما يعني أن البقاء مع نخبة الأقوياء يقتضي فقط الفوز على الخضر ، ويمني العميد النفس في أن يقدم الغزلان له خدمة العمر بتحقيق ولو التعادل مع عسكر ، كما فعل الأهلي ، الذي اقتنص أربع نقاط من أبرز منافسي الشباب بلاطة وعسكر .. أما اذا فاز الشباب وعسكر على الخضر والظاهرية ، فالأمر يقتضي فض الاشتباك بينهما ، بمباراة فاصلة ، تعيد غالى الأذهان لقاءهما في الدوري ، الذي شهد فوز الشباب .

حلم يطا وبلاطة

اما اذا تعثر الشباب وعسكر سويا ، فالأمر سيعيد الأمل لمركز بلاطة ، شريطة تمكنه من الفوز على الأمعري في لقاء يبدو شاقا ، لأنه من الصعب أن يلدغ الامعري من في مقتل من المركزين ، وينتظر شباب يطا ما سيقرره الاتحاد بخصوص مباراته مع الشباب ، التي توقفت قبل ربع ساعة من نهايتها ، وسيتضاعف طموح الفريق اذا تقرر استكمال ما تبقى من وقتها ، املا ان يغير لاعبوه النتيجة ، وتحقيق الفوز على جبل المكبر ، في انتظار تعثر عسكر وبلاطة ، والمعادلة

كما تلاحظون مركبة ، وتتداخل فيها عدة أطراف .

تحسين مواقع

وستكون مامورية أندية هلال اريحا والأهلي وسلوان وابو ديس والإسلامي وصور باهر وجنين مقتصرة على تحسين المواقع لا أكثر ولا اقل ، لأن هذه الأندية صنفت فعلا مع مجموعة المظاليم ، وستحاول ترضية لاعبيها الذين لم يكن بالإمكان الاعتماد عليهم في المباريات الصعبة ، لعل هؤلاء يقدمون مستوى مقنع ، للاعتماد عليهم في منافسات الصعود القادمة .

حزن الاتحاد والعربي

اما اتحاد نابلس فعيه أن يبدأ الرحلة من جديد لتدارك الكارثة التي تعرض لها مع العربي الصفافي ، وكلاهما سيلعب مع أندية الدرجة الممتازة ، حيث التنافس اشد ضراوة ن والاندفاع البدني أكثر حضورا ، والحرص على الفوز سيد الموقف .



ويأمل الخيرون أن تنتهي المباريات القادمة ضمن مثل الروح الرياضية ، وبالتنافس الشريف ، الذي يحتم على جميع الأندية اللعب حتى آخر صافرة ، لقطع الطريق على من يتهمون أندية بذاتها بالتراخي في بعض المباريات ، ولانجاح عرسنا الكروي .

والأمل أيضا في ان تلعب جميع المباريات التي ترتبط نتائجها ببعضها البعض ، في وقت واحد ، وقبل ذلك لا بد من البت في ملفات جميع المباريات التي أثير الجدل حولها ، حتى تلعب الأندية الجولة الأخيرة ، وهي على نور !