الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكابينيت يقرر مواصلة العدوان على غزة -حمد:وقف اطلاق نار خلال اسبوع

نشر بتاريخ: 07/01/2009 ( آخر تحديث: 09/01/2009 الساعة: 09:37 )
بيت لحم- تقرير وكالة معا- قالت مصادر سياسية ان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن أرجأ التصويت على اصدار امر للقوات المسلحة بدخول المراكز السكانية في قطاع غزة لكنه ايّد استمرار الهجوم البري والجوي والبحري .

وقال المجلس الوزراي المصغر ان اسرائيل تعتقد أن الأهداف المحددة لعملية غزة لم تتحقق بعد لذلك فان الجيش سيواصل هجماته البرية بدعم من القوات الجوية والبحرية.

وكان الدكتور غازي حمد القيادي الفلسطيني والناطق بلسان الحكومة الثانية عشر: قال "إن اسرائيل تهدم عشرات منازل السكان في رفح بحجة هدم الانفاق".

وقال د. حمد في مكالمة هاتفية مع وكالة "معا": "إن الصواريخ الاسرائيلية تهدم منازل السكان قرب الحدود وتجعل من المنطقة حقل تجارب للصواريخ".

سياسياً، قدّر الدكتور حمد أن الاجواء ايجابية باتجاه تهدئة ووقف اطلاق نار في معارك غزة، كما لفت الانتباه الى جهود كبيرة من جانب مصر وتركيا وفرنسا للتوصل لاتفاق وقف اطلاق نار.

وردا على اسئلة "معا" اذا كان بالامكان اليوم تحقيق وقف اطلاق نار؟... قال د.غازي حمد: "يمكن القول بأنه وخلال الاسبوع يمكن تحقيق ذلك وان الفرصة مهيأة لنجاح الجهود الدبلوماسية.

ونقلت وكالات الانباء العالمية عن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق قوله "إن الحركة تدرس اقتراحات مصرية وسورية وفرنسية وتركية لوقف اطلاق النار".

وأكد ابو مرزوق بان حماس لن تدخل في في مفاوضات تتعلق بوقف دائم لوقف اطلاق النار طالما بقي الاحتلال قائماً ومستمراً.

وفي لقاء مع موقع اخبار تابع للمتدينين اليهود يعود لحزب شاس اليهودي المتدين قال الوزير الاسرائيلي زعيم شاس في الكنيست ايلي يشاي (يجب مسح غزة عن الارض وعلى الجيش تخريبها وهدم الاف المنازل فيها).

ايلي يشاي عضو كابينيت اسرائيلي ويجتمع اليوم مع قادة اسرائيل الآخرين للقرار بشان التهدئة المصرية الفرنسية المقترحة، ولكن اقواله هذه تعتبر من اشد التصريحات الاسرائيلية واكثرها لؤما وشراسة ضد غزة.

وفي اللقاء الذي نشره موقع اخباري يهودي متدين يدعى (اخبار 24) قال يشاي: يجب تسوية غزة بالارض فلا يعود بالامكان اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل، ونقل عن الموقع ان يشاي سيقول هذا الكلام امام الكابينيت الاسرائيلي بحضور اولمرت وقادة اسرائيل الاخرين.

وبرر يشاي ريته بالقول "لدينا هذه الايام رغبة عارمة في المواجهة وصمود عند الجبهة الداخلية الاسرائيلية وتأييد ضخم لم نحصل عليه منذ عشرات السنين وعلينا أن نظهر لهم كم نحن اقوياء واننا قادرون على اسقاط حكم حماس في غزة".

وقالت المصادر الاسرائيلية انه من المقرر أن يتخذ المجلس قرارات تتعلق بالمرحلة الثالثة من العملية العسكرية البرية، باعتبار أن المرحلة الاولى كانت القصف الجوي وأن المرحلة الثانية كانت التوغل الجزئي برفح وخان يونس وجباليا والشجاعية وحي الزيتون.

ويأتي اجتماع الكابينيت الاسرائيلي على خلفية المبادرات الدولية لوقف القتال في قطاع غزة، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في سياق اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أن فرنسا تنتظر رد إسرائيل على الخطة التي صاغها الرئيسان الفرنسي والمصري نيكولا ساركوزي وحسني مبارك لوقف فوري لإطلاق النار، وتجنبت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة غافريئيلا شاليف الإشارة إلى قبول إسرائيل الخطة المصرية الفرنسية الآنفة الذكر من عدمه لكنها أكدت أن إسرائيل تنظر فيها بجدية. على حد قول الاذاعة الاسرائيلية.

وأعربت شاليف في سياق حديث إذاعي صباح اليوم عن أملها في أن يعتمد مجلس الأمن مشروع قرار متوازناً يأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس إن واشنطن تؤيد المبادرة المصرية الفرنسية لوقف القتال لكنها أكدت ضرورة تضمين خطة وقف إطلاق النار خطوات لن تسمح بإعادة تسلح حماس.

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فحض مجلس الأمن على اعتماد مشروع قرار فوري يدعو إلى وقف لإطلاق النار، وكان الرئيس المصري قد دعا إسرائيل إلى إرسال وفد عنها إلى القاهرة لمناقشة التدابير الأمنية الواجب اتخاذها على حدود مصر مع قطاع غزة، وجاءت دعوته خلال مؤتمر صحفي عقده في شرم الشيخ مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، في سياق متصل أعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أنه سيقوم الأسبوع المقبل بزيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ضمن جولة شرق أوسطية.

ويخشى مراقبون فلسطينيون ان يكون توقف اسرائيل الجزئي عن القصف على قطاع غزة مجرد برهة تشبه تلك التي اعقبت مجزرة قانا بجنوب لبنان عام 2006 وان اسرائيل قد تواصل عدوانها بشراسة.

ولاسترضاء الغرور العسكري الاسرائيلي قال مصدر أمني في تل ابيب (ان قيادة حماس تدفع سرا للتوصل السريع لاتفاق وقف اطلاق نار وان تنظيم حماس يعيش لحظات صعبة وان قياداته تختبئ تحت الارض فيما يقاتل المقاتلون البسطاء في مواجهة الجيش) على حد زعمه.

ولكن اسرائيل تعاود القول في تناقض واضح: انها كانت تتمنى لو ان وقف اطلاق النار يتم فيما حماس ضعيفة وقدرتها على اطلاق الصواريخ واهنة لذلك سيطلب باراك يومين آخرين من القتال حتى يقرر اذا كان يوقف اطلاق النار او يواصل الحرب عن طريق خنق غزة بالحصار او احتلال جزئي او احتلال كلي للقطاع.

ونقل عن مقربين من باراك ان اسرائيل لن تقبل باي وقف لاطلاق النار لا يضمن وقف اطلاق الصواريخ بالكامل ووقف تهريب السلاح للقطاع، وقالوا: من جانبنا لا تزال كل الامكانيات مفتوحة وقوات الاحتياط تنتظر الاوامر للتنفيذ وتوسيع المعارك.

وحتى يومين يعكف جنود الاحتياط على تعلم دروس هامة عن منطقة قطاع غزة وعن طبيعة القتال فيها وانهم يجري تدريبهم على كل السيناريوهات المحتملة وكيف يمكن لحماس ان تتصرف في كل سيناريو.

وكشف الموقع الالكتروني الاخباري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية انه ورغم أن الكابينيت سيجتمع نهار اليوم الا انه اجتمع فعلياً الليلة الماضية في مقر وزارة الجيش بمنطقة كريوت بتل ابيب وان رغبتهم تميل الى مواصلة الحرب وتوسيعها، وانه قد اتخذ القرار حيث كان يتواجد في الاجتماع اولمرت وباراك وليفني وهم الترويكا الثلاثي الاسرائيلي المسؤول عن الحرب. ولا يعرف اذا ما كان سيعلن هذا القرار اليوم أم لا، علما ان اجتماع اليوم سيكون لتقديم وعرض تقارير عن المعارك للوزراء الاسرائيليين.

ومما تسرب حتى الآن قول عضو الكابينيت الوزير فؤاد بن اليعيزر: اذا لم يقدم لاسرائيل اتفاق سياسي لوقف اطلاق النار يقنع الجمهور الاسرائيلي بتغيير الاوضاع ووقف مطلق للصواريخ فانه سيرفع يده ويصوت لصالح تنفيذ المرحلة الثالثة من الحرب- اي اجتياح قطاع غزة.