OCHA: الاوضاع الانسانية في غزة سيئة للغاية
نشر بتاريخ: 08/01/2009 ( آخر تحديث: 08/01/2009 الساعة: 14:50 )
بيت لحم - معا - اصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، تقريره حول الاوضاع في قطاع غزة حتى مساء امس الاربعاء الذي كان اليوم الـ 12 للعدوان على غزة.
واوضح المكتب في تقريره الذي تلقت "معا" نسخة منه، :" دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الثاني عشر فيما تستمر معاناة سكان غزة تحت وطأة هذا العنف. واستمرت القوات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية بمحاصرة المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة. وما زالت محافظتي غزة وشمالي غزة معزولتان عن بقية القطاع. وما زالت عملية التنقل الداخلية داخل القطاع تحيطها المخاطر. وقد تم تنسيق عملية وقف اطلاق نار على أساس انساني ما بين الساعة الواحدة ظهرا والرابعة عصرا اليوم من أجل تمكين السكان المدنيين من الحصول على اللوازم الاساسية والخدمات الطبية".
أزمة حادة في مجال الحماية:
لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة – لا يوجد أي ملاذ آمن، لا يوجد أي ملاجئ لتحمي السكان من القصف فيما الحدود مغلقة مما يجعل هذا النزاع نادرا من نوعه من حيث عدم تمكن السكان من الهروب الى أي مكان آمن. يوجد علامات واضحة على مباني الأونروا وقد تم توفير الاحداثيات الجغرافية لتلك المباني الى الجيش الاسرائيلي لكنها غير مهيئة لكي تتحمل القصف ومعظمها مدارس ومباني تضم مكاتب. الأعداد المتزايدة من الأطفال القتلى والجرحى تشكل مصدر قلق خاص حيث يشكل الأطفال ما يقرب من نصف السكان (يشكل الاطفال 56% من السكان)، وهم معرضون للاخطار المرتبطة بالقتال حولهم. قتل ما لا يقل عن 101 طفل فلسطيني وجرح ما يقرب من 1,000 طفل آخر وتعرض عشرات الآف من الاطفال الى الصدمة والرعب.
وقف اطلاق نار مؤقت:
هناك ترحيب بأية آلية تعمل على تسهيل توزيع المساعدات. لكن احتياجات الناس كبيرة جدا في الوقت الحالي لدرجة ان هناك حاجة للعمل على مدار الساعة. البرامج الانسانية تتطلب خط امدادات ثابت ومستدام الى غزة ضمن مستوى يلبي احتياجات السكان، بالاضافة الى البيئة المحيطة التي تسمح للسكان بالحصول على المساعدات والخدمات بشكل آمن، بما يتضمن حرية تحرك سيارات الاسعاف بشكل آمن لنقل الجرحى الى الخدمات الطبية واصلاح البنى التحتية الحيوية المدمرة. اضافة الى ذلك، يجب ان يسير بموازاة عمليات وقف اطلاق النار جهد للوصول الى وقف فوري للأعمال العدائية. وفي حال استمرت الأعمال العدائية، سيبقى السكان المدنيون بدون حماية مما سيؤدي الى مقتل وجرح آخرين.
حماية المدنيين:
استمرت الأعمال العدائية ليلا حيث استهدفت القوات الاسرائيلية المباني السكنية التي تعود الى اعضاء يشتبه بانتمائهم الى حماس والجهاد الاسلامي، بالاضافة الى استهداف الأنفاق على طول خط الحدود عند رفح. ما زالت محطات الاذاعة المحلية تبث نداءات من أناس عالقين، أو جرحى، أو قتلى تحت الركام لكن الطواقم الطبية وطواقم الدفاع المدني تواجه مخاطر عند الوصول الى تلك المناطق.
يوجد تزايد في عدد السكان العالقين في منازلهم. لا يستطيع السكان من اللجوء الى أماكن آمنة أو الحصول على الغذاء في بعض المناطق الشرقية من القطاع وبعض أجزاء من جنوبي مدينة غزة بالقرب من مستوطنة نيتساريم السابقة بسبب وجود القوات البرية الاسرائيلية في تلك المناطق. يوجد امدادات لديهم تكفي لعدة أيام فقط.
بالاضافة الى القاء المناشير على المناطق، بما يتضمن شمالي غزة، وكل الحدود الشرقية لغزة ورفح، يقوم الجيش الاسرائيلي ببث رسائل عبر محطات الاذاعة والتلفزة المحلية وعبر المكالمات الهاتفية في كافة أنحاء قطاع غزة يأمر فيها الناس بإخلاء منازلهم والهرب الى مناطق مدنية. ويقوم السكان المذعورون بالهرب تحت وطأة اطلاق النار والقصف.
طبقا لوزارة الصحة، مجموع الخسائر البشرية والاصابات لغاية الساعة الثانية ظهرا ارتفع الى ما لا يقل عن 683 قتيل فلسطيني وأكثر من 3,085 جريح منذ 27 كانون الأول. عدد الخسائر البشرية بفعل القصف على مدرسة الأونروا في جباليا وصل الى 43 قتيل وما يقرب من 100 جريح. وقد رفضت الأونروا الادعاءات الاسرائيلية التي قالت أن المدرسة كانت تستخدم لاطلاق قذائف الهاون باتجاه الجيش الاسرائيلي.
قتل جندي اسرائيلي هذا الصباح. وقد اطلق المسلحون الفلسطينيون ولغاية الساعة الرابعة مساء ما لا يقل عن 11 صاروخ باتجاه اسرائيل.
الملاجئ:
حتى صباح هذا اليوم، يقيم ما يقرب من 16,000 فلسطيني في 26 ملجأ للطوارئ. وقد تسلمت الاونروا تبرعات على شكل مواد غير غذائية من منظمات تعمل في غزة لكن هناك حاجة الى مزيد من المواد. قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير الى الاونروا 2,500 غطاء و500 فرشة و150 حقيبة اضافية للنظافة والصحة العامة مما يرفع عدد هذه الحقائب خلال اليومين الماضيين الى 500 حقيبة (ما يكفي الى 9,000 شخص لمدة 10 ايام).
الكهرباء:
ما زال عدد كبير من سكان القطاع يعيشون بدون كهرباء الا ان بعض أجزاء مدينة غزة (أقل من 50,000 مواطن) يستفيدون حاليا من الكهرباء لمدة 3-6 ساعات في اليوم.
تم البارحة 6 كانون الثاني, ايصال 215,000 لتر من الغاز الصناعي الذي تم ضخ بتاريخ 5 كانون الثاني الى محطة غزة للطاقة في غزة. لكن لم يتم تشغيل محطة غزة للطاقة بسبب عدم كفاية هذه الكمية : يجب أن تتسلم المحطة ما لا يقل عن 300,000 لتر من أجل اعادة تشغيلها. وهذا سيسمح بانتاج ما يقرب من 25 ميغاوات من الكهرباء خلال يومين: ويمثل هذا ربع الطاقة الضرورية الى مدينة غزة فقط.
تؤكد محطة غزة لتوزيع الكهرباء أن طواقمها تمكنت البارحة من اصلاح احدى الخطوط الكهربائية المدمرة بالقرب من كارني وتخطط لأن تصلح اربعة خطوط أخرى بتاريخ 7 كانون الثاني. الا انه لم يتم استخدام الخط الذي تم اصلاحه بسبب الحاجة لاصلاح الضرر المرتبط به. لغاية 7 كانون الثاني، ما زالت خمسة من أصل عشرة خطوط القادمة من اسرائيل لا تعمل.
بالرغم من هذه التحسينات الطفيفة، الا انه من غير المتوقع يتحسن وبشكل ملموس وضع الكهرباء وذلك بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالشبكة. التقييم الاولي من قبل محطة غزة لتوزيع الكهرباء يشير الى أن هناك حاجة ماسة الى 20 محول، 10 كم من الكوابل وما لا يقل عن 100 قاطع جهد متدن. تقديرات محطة غزة لتوزيع الكهرباء تشير الى الحاجة للعمل لأسابيع ولكمية كبيرة من قطع الغيار من أجل اصلاح الأضرار.
الصحة:
ما زالت المستشفيات تعمل بواسطة المولدات لليوم الخامس على التوالي. تقول المستشفيات حاليا ان احتياطي الوقود بدأ بالنفاذ: مستشفى غزة الاوروبي لديه احتياطي لمدة أسبوع؛ مستشفى الشفاء لديه احتياطي لمدة ثلاثة أيام؛ ومستشفى غزة للأطفال لديه احتياطي وقود لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام. المحول الرئيسي في مستشفى القدس التابع الى جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مدينة غزة والذي يوفر الطاقة للمعدات الطبية والآلات في قسم العناية المركزة توقف عن العمل بتاريخ 5 كانون الثاني. يستخدم المستشفى الآن محول احتياطي صغير الذي يمكن أن يوفر كهرباء تكفي لتشغيل قسم الرعاية المكثفة وغرفة العمليات.
وفي ظل شبه استحالة التنقل من مكان الى آخر في القطاع، لا يستطيع الاطباء والكثير من الممرضين من الوصول الى مكان العمل. بتاريخ 5 كانون الثاني, حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التنسيق لتوفير حرية المرور لحافلة تنقل 58 فرد من طواقم المستشفى لكن المحاولة باءت بالفشل بسبب الأوضاع الأمنية.
مستشفى الشفاء، وهو المستشفى الوحيد للخدمات التخصصية، ومركز الادوية المركزي للمنطقة يقعان في مدينة غزة. وبسبب فصل أنحاء من القطاع من قبل القوات الاسرائيلية، يصعب على ما يقرب من 680,000 مواطن من المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح الوصول الى مستشفى الشفاء ويصعب نقل الأدوية الى مختلف المناطق داخل القطاع.
المياه والصرف الصحي:
العديد من آبار المياه ومضخات الصرف الصحي لا تعمل بسبب نقص الكهرباء وتناقص كميات الوقود من أجل تشغيل المولدات الاحتياطية وبسبب نقص قطع الغيار. ولحين استئناف تزويد التيار الكهربائي، يجب توزيع الوقود الاحتياطي يوميا بسبب عدم وجود قدرة للمضخات والآبار لتخزين الوقود. بتاريخ 7 كانون الثاني، قامت مصلحة المياه بتوزيع 10,000 لتر من الوقود من الاحتياطي المتبقي (45,000 لتر) التي منحت من قبل الاونروا قبل عدة أيام الى الآبار في مدينة غزة وهذا يكفي لتشغيل الآبار لمدة يوم أو يومين. فبدون الكهرباء، لا يستطيع الناس من ضخ المياه الى الطوابق العليا وخزانات المياه على الأسطح بسبب عدم وجود ضغط كاف.
ان نقص مياه الشرب وتدفق مياه الصرف الصحي في المناطق السكنية بدأت تشكل مكرهة صحية. كثير من السكان يعتمدون على مصادرهم الخاصة من المياه مع عمليات بيع محدودة من قبل موزعين مياه من القطاع الخاص. في مدينة غزة، بعض الناس متواجدون في الشوارع حاملين قوارير كبيرة باحثين عن مياه للشرب. وتستمر المياه العادمة بالتدفق في كثير من المناطق في شمالي غزة، خاصة في بيت حانون وبيت لاهيا.
الغذاء:
قبل العملية الحالية، اعتمد ما يقرب من 80% من السكان في قطاع غزة على المساعدات الدولية و60% منهم اعتمدوا على الغذاء الموزع من قبل منظمات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى. تقديرات الامم المتحدة (الاونروا وبرنامج الأغذية العالمي) تشير الى انه في ظل الاوضاع الحالية يتوجب عليها زيادة التوزيع بنسبة لا تقل عن 11%.
يتم حاليا استخدام 50% فقط من السعة الاستيعابية للمخازن التابعة لبرنامج الأغذية العالمي (3,700 طن). هناك حاجة الى 4,000 طن اضافي من الغذاء (150 شاحنة) لضمان توفير الغذاء في الفترة القادمة.
معظم الخضار تأتي من خان يونس وجنوبي غزة لكن التقسيم الحاصل للمناطق أدى الى نقص الخضار في محافظتي غزة وشمالي غزة مما أدى ايضا الى زيادة في الأسعار.
المعابر:
بسبب الأوضاع الأمنية الحالية وتقسيم غزة، 27 من أصل 35 موظف من كيريم شالوم الذين يعيشون في مدينة غزة لا يستطيعون الوصول الى المعبر مما يعيق القدرة على التعامل مع المساعدات.
فتح اليوم معبر كيريم شالوم وخط أنابيب ناحال عوز. يتوقع وصول 50 شاحنة عبر معبر كيريم شالوم، و400,000 لتر من الغاز الصناعي عبر ناحال عوز. معبر رفح فتح اليوم بشكل جزئي لنقل اللوازم الطبية واخلاء الحالات الطبية. تم السماح بادخال شاحنتين عبر معبر رفح بتاريخ 6 كانون الثاني. اضافة الى ذلك، تم السماح بخروج 20 حالة طبية، ودخل 10 أشخاص الى غزة. الناقل الآلي على معبر كارني لنقل الحبوب بقي مغلقا.
الاحتياجات ذات الأولوية:
حماية المدنيين: يعاني السكان المدنيون، خاصة الأطفال الذين يشكلون ما يزيد عن نصف السكان في القطاع الذي يبلغ تعداد سكانه 1,5 مليون نسمة، تحت وطأة العنف. وبما ان القطاع يعتبر من أكثر المناطق اكتظاظا في العالم، فانه من الواضح ان مزيد من المدنيين سيقتلون وسيتم تدمير مزيد من المنازل والمباني والبنى التحتية في حال استمر النزاع. يتوجب على الأطراف احترام القانون الانساني الدولي، خاصة مبادئ التمييز بين المدنيين والمسلحين والتناسب في استخدام القوة.
حرية حركة سيارات الاسعاف وطواقم الانقاذ: يوجد عدد غير محدد من القتلى والجرحى والناس العالقين في منازلهم التي قصفت وفي المناطق التي تشهد الأعمال العدائية.
ما زالت محطات الاذاعة المحلية تبث نداءات الى خدمات الانقاذ. هوجمت مركبات الاسعاف والاطفاء من قبل وتخشى الآن من الذهاب الى تلك المناطق.
الكهرباء: ضروري لتشغيل الخدمات داخل قطاع غزة، خاصة الخدمات الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي. وهذا يتضمن اصلاح خطوط الكهرباء المعطلة وجلب المحولات الضرورية والسماح باصلاح خمسة محولات. لم يتم تصميم المحولات للعمل أكثر من 8 ساعات في اليوم ويجب عدم الاعتماد عليها للاستخدام المطول.
الوقود: الوقود الصناعي ضروري لتشغيل محطة غزة للطاقة التي اغلقت منذ 31 كانون الأول. هناك حاجة ماسة لاستبدال عشرة محولات التي تدمرت كليا، بالاضافة الى التنسيق للسماح للطواقم الفنية باصلاح الأضرار. يجب ابقاء معبر ناحال عوز مفتوحا لانه المعبر الوحيد الذي يمكن أن يسهل نقل كميات كافية من الوقود من أجل اعادة تشغيل عمليات محطة الطاقة واعادة تخزين كميات احتياطية من الوقود في قطاع غزة.
القمح: القمح ضرروي لتوفير الطحين الى المخابز المحلية وتوزيع الغذاء الى سكان غزة. الناقل الآلي على معبر كارني يعتبر الآلية الوحيدة لتسهيل استيراد كميات من القمح الى قطاع غزة. ما زال المعبر مغلقا.
السيولة النقدية: لم يتم ادخال اية سيولة نقدية الى غزة وهناك حاجة ماسة اليها، يما يتضمن الاموال الضرورية الى برنامج الأونروا لتوزيع المساعدات النقدية الى ما يقرب من 94,000 مستفيد، بالاضافة الى برنامج العمل من أجل الأموال، والرواتب الى طواقمها ودفعاتها الى المزودين.