الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة بيرزيت تعقد جلسات اليوم الثاني من مؤتمر البحث الأكاديمي

نشر بتاريخ: 08/01/2009 ( آخر تحديث: 08/01/2009 الساعة: 18:04 )
بيرزيت-معا- أكد المشاركون أن التواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية بالحرية الأكاديمية والفكرية، محلياً وعربياً وعالمياً، هو أمر ضروري للتغلب على معيقات البحث الأكاديمي التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي عبر سياساته وممارساته المخالفة لكافة الشرائع الدولية، وليست الحواجز العسكرية، وجدار الفصل، وفرض الحصول على "التصاريح" للتنقل، وإعاقة حركة الباحثين ومنعهم من السفر، والقيود على إدخال الكتب، والأجهزة، والمواد البحثية، أو فرض شروط تعجيزية لإدخالها، وعدم تمكين الباحثين من العمل الحقلي (الميداني) الحر.

كما أوصوا بضرورة التواصل المباشر بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية في جغرافيات الوطن المختلفة ليس من باب الترف وتحسين العلاقات العامة، بل لغرض التشارك في وضع الأولويات والأجندات البحثية، والسجال حول السياسات البحثية، ولتوحيد الوطن من حيث الفكرة إن لم يكن توحيده من حيث الجغرافيا ممكنا، بما يتضمنه ذلك من تشبيك فعَّال، وتشكيل لجان تواصل، وتبادل خبرات، وإجراء أبحاث مشتركة، وغيرها الإجراءات التي تمكَّن هذه المؤسسات من أداء دورها الطليعي في تخليص شعبها، والآخرين، من شرور الاستعمار عبر رسم سياسات فعالة للمقاومة.

جاء ذلك خلال جلسات اليوم الثاني لمؤتمر "البحث الأكاديمي الفلسطيني- الإنجازات والمعيقات" الذي نظمته وحدة المساندة الأكاديمية في كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت اليوم الخميس، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات البحثية الفلسطينية الرائدة.

وتناولت الجلسة الرابعة من المؤتمر التي ترأسها أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د.وليد الشرفا مصادر البحث الفلسطيني بين الكفاءة والامكانيات المتاحة، وقدم مدير عام المركز الفلسطيني للتدريب الإحصائي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مجدي سمارة ورقة حول استخدام البيانات الإحصائية الخام في البحث العلمي في فلسطين و قام بتعريف هذه البيانات وما يمتلكه الجهاز منها واهمية استخدامها في البحث الأكاديمي، إلى جانب تقييم مدى وحجم استخدامها في هذا المجال، مقدماً مجموعة من التوصيات لتعزيز استخدام هذه البيانات لتطوير ورفع جودة الابحاث الاكاديمية في الجامعات الفلسطينية.

من جانبه تناول مدير مديرية الرياضة والشباب في نابلس فتحي خضر مكانة البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية، مستعرضاً التحديثات الأكاديمية في الجامعة، ومدى موأمتها مع حاجات المجتمع من خلال مقارنة مراحل التطور والتقدم الذي عاشته جامعة النجاح بشكل خاص والجامعات الفلسطينية بشكل عام. في حين تناول أمير قبج طالب الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت قضية غياب انتاج المعرفة في المنطقة العربية وتأثير ذلك على الوضع الفلسطيني محاولاً ربط هذا الغياب بالشرط الاستعماري وبمدى تأثره بممكنات التحول الديمقراطي.

واستعرضت الجلسة الرابعة التي ترأستها مديرة مركز الابحاث الأمريكي الفلسطيني "بارك"، أطروحات الدراسات العليا من حيث منهجية الكتابة ومعايير التقييم. واستعرضت المحاضرتان في جامعة القدس المفتوحة سلوى شرف، وغفران عودة عوائق البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، ونوعية الأبحاث التي تطرح والعلاقة بين نوعية الابحاث والعوائق، وأثر عدم وضوح استراتيجيات البحث العلمي وهجرة الادمغة وبروز العوائق. كما قدمت طالبة الماجستير في الاقتصاد في جامعة بيرزيت عبيدة صلاح المشاكل المتكررة في اعداد الرسائل الجامعية، وهدفت هذه الورقة إلى تعريف طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية بالأخطاء المتكررة التي وقع فيها الخريجون السابقون خلال التحضير لرسائل أو مشاريع التخرج، واقتراح الاساليب والطرق المثلى لتفادي هذه الأخطاء.

في حين قدم الاستاذ في دائرة العلوم السياسية في الجامعة محمد أبو الرب ورقة حول تقييم الرسائل الجامعية في جامعة بيرزيت، وضرورة الحاجة إلى تشكيل مكتب لتحرير الرسائل الجامعية، مستعرضاً فكرة تشكيل وحدة المساندة الاكاديمية في جامعة بيرزيت كأول مبادرة من نوعها تنفذ في الجامعات الفلسطينية لمساعدة طلبة الدراسات العليا سواء في القضايا البحثية والمنهجية أو على مستوى التواصل المجتمعي مع المؤسسات البحثية الفلسطينية.

وفي الجلسة السادسة التي ترأستها طالبة الدكتوراة في جامعة بيركلي نتالي خانقان تم مناقشة سياسات الاحتلال ومعيقات البحث الأكاديمي التي تواجهها المؤسسة الفلسطينية تحت الاحتلال، وقدمت طالبة الماجستير في الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت شيرين نجيب ورقة أعدتها منسقة حملة الحق في التعليم سيمين عالم حول حملة الحق في التعليم، التي جاءت فكرتها نتيجة للاغلاقات والمعيقات الإسرائيلية التي واجهت التعليم العالي في فلسطين خلال الانتفاضة الأولى، ونتيجة للعمل الطويل لجامعة بيرزيت في مجال حقوق الانسان سواء من تقديم الدعم والنصح القانوني اللازم، أو من خلال المحامي الموكل من قبل الجامعة للدفاع عن الطلبة والاساتذة والعاملين والمعتقلين والمحتجزين لدى سلطات الاحتلال، إضافة إلى اعلام الجهات العالمية المعنية بالممارسسات والخروقات القانونية الاسرائيلية ضد التعليم في فلسطين.

وأشار رئيس الجمعية الفلسطينية للتطوير الأكاديمي أيمن جمل إلى سياسات الاحتلال الاسرائيلي القمعية والتي تمارس ضد المؤسسات التعليمية وكذلك امام القطاع الاقتصادي الفلسطيني، مما ينعكس سلباً على المواطن الفلسطيني، خاصة بعد أن اظهرت نتائج الدراسة التي اعدها أن أكثر من 85% من المؤسسات الاقتصادية الفلسطينية ليس لديها أي علاقات اتصال أو تواصل مع المؤسسات التعليمية الفلسطينية، الأمر الذي يشير إلى غياب الوعي بالعلاقة بأهمية العلاقة التبادلية بين الاقتصاد والتعليم.

وفي الجلسة الختامية قدمت المؤسسات الراعية للمؤتمر المعيقات التي تواجهها وقصص نجاحها، وهي: المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار" ومعهد أبحاث الدراسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس"، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وبرنامج غزة للصحة النفسية، ومركز الأبحوث الامريكي الفلسطيني، والمركز الفلسطيني للدراسات المقدسية، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية "مواطن"، المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية "مدى الكرمل"، ومعهد الأبحاث التطبيقية "أريج".