محطات من دورينا**بقلم :صادق الخضور
نشر بتاريخ: 10/01/2009 ( آخر تحديث: 10/01/2009 الساعة: 22:02 )
بيت لحم - معا - محطات من دورينا كتبها صادق الخضور
***نهاية المشوار ، تستحق الإشادة **
وها هو الدوري يحط رحاله ، و يكتمل ، ثمة ما اعتراه من منغصات أحيانا ، لكن العبرة بالخاتمة ، والدوري الذي ظللت أسابعه الثلاث الخيرة أحداث غزة سيظل ماثلا في الأذهان ، ليسجل الاتحاد الفلسطيني أنه وعد فأوفى ، عمل فأنجز ، وهناك الكثير مما يسجل للاتحاد ، وأول النقاط لتي تستحق الإشادة الضبط الذي جسده الاتحاد ، فالمواعيد ولتوقيت ظلت بمنأى عن منهجية التسويف والمماطلة ، كما أن وحدة مواقف أعضاء الاتحاد سمة غلفت فريق العمل فيه ، وظلت الرؤى كلها رافدة لطموح استكمال دورينا الذي مثّل استحقاقا وطنيا معبرا عن حالة استنهاض كروي غير مسبوقة أفادت من الدعم الرسمي والشعبي ودعم القطاع الخاص.
كما يسجل للاتحاد إفراده مساحة كبيرة للحيادية وقد كانت خطوة استقدام حكام من الأردن الشقيق في محلها ، إلا أن بعض الأندية أساءت للحكام ولأنفسها حين حاولت النيل منهم والتهجم عليهم وهنا نسجل على الاتحاد التلكؤ في الحسم أحيانا في بعض الأحداث مع أن قسما كبيرا منها كان واضحا لا لبس فيه وكان من الوضوح لدرجة لا يختلف عليها اثنان ولا تتناطح عليها عنزان.
كما أن تفعيل لجان الاتحاد كان يجب أن ينال الدرجة الكافية من الاهتمام بعد أن ظل عديد اللجان حبرا على ورق ، فلجنة الانضباط مثلا قلما تدخلت وأدلت بدلوها في قضايا من صلب عملها ، ويظل العذر أننا كنا أمام أول دوري ، ومع هذا لا يمكن أن فاعلية بعض الدوائر عكست ذاتها من خلالها إصدارات نوعية ومواكبة يومية للأحداث ، واهتمام بموقع الاتحاد..............
وعلى صعيد الفرق ، فإن الفرق التي رست مراكبها على شواطئ الأمان هي تلك التي تعاملت مع كل مباراة على أنها بطولة في حد ذاتها ، لذا كان من حقها أن تتمترس في المواقع الآمنة وتضمن البقاء ، وفي المقابل كانت هناك فرق ظلت تصارع للبقاء حتى الزفير الأخير ، وكانت الزحمة في الوسط مدعاة لتقولات لا أظنها لامست كبد الحقيقة ، ولو أن عدد الفرق الباقية كان 12 فريق لأرحنا أنفسنا من عناء التشكيك والردح ، ولكانت نهاية الدوري كما بديته التزام وانضباط بدلا من التمرد وفرض الرأي من قبل بعض الأندية التي رفعت لواء " لن نلعب ...حتى "، أما فريق الواد والأمعري ، فقد استحقا عن جدارة تسنم القمة ونيل الزعامة والوصافة ، ومن يراجع مسيرتهما يدرك تماما أنهما كانا محددين لوجهتما ، لكن في المحصلة اللقب لفريق واحد.
إعلاميا نشطت الحركة الإعلامية وبات لنا حضور رياضي في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ، وعيب على البعض الانحياز الواضح للأندية التي يناصرونها ، ومن هنا ، كانت بعض الصحف في زوايا تحليلها الأسبوعي منبرا لأندية على حساب غيرها ، ولا يمكن إغفال التحليل النوعي ، والدقة في النقل الوصفي ، والحرص على مقابلات مع ذوي لشأن تم تقديمها بشكل حرفي ، والخلاصة كانت حالة دائمة من التفاعل بين مكونات العمل الإعلامي، وأغرب ما في التغطية الإعلامية أن معظم المقابلات مع الإداريين واللعبين كانت من قبل إعلاميين غزيين رغم بعدهم ، وهذا ينم عن اهتمام إعلاميي غزة بإثبات وجودهم ، وتفاعل رياضيي الضفة مع هذا الاهتمام.
اللاعبون أدوا ما عليهم ، ولاعبو غزة تحديدا استحقوا الإشادة وبات يشار لهم بالبنان وهم الذين برزوا في الفرق الثلاث الأولى التي تقدمت الركب ، كما لا ننسى من برز منهم في صفوف الغزلان والعميد .
المقام لا يتسع وستكون لنا وقفات مع كل جزئية من دورينا ، وما هو مطلوب منا جميعا مباركة ما تحقق ، والمطالبة بأن يواصل الاتحاد مسيرته ليعالج جوانب تتعدى المسابقات ، فنحن بحاجة لدورات تأهيل للحكام ، وللمدربين ، وللإداريين ، وللإعلاميين.
أنجزنا الكثير والمطلوب أكثر ، ومع نهاية دوري الممتازة ستتوجه الأنظار لدوري الأولى الذي ما زالت قضية صعود فرق منه للممتازة مبهمة وغير واضحة ، فكيف ستهبط فرق من الممتازة للأولى ، وفي الوقت ذاته ستتجاوز فرق من الأولى الممتازة (ب) لتتمركز في الممتازة (أ) ، بصراحة هذا غير مفهوم ولا مهضوم ، فهل هناك من يستطيع الإيضاح والإفصاح !!!!، كما أن نيل ما يستحقه دوري الأولى من اهتمام شعبي وإعلامي يجب أن تتصدر الواجهة بعد أن زال عذر طغيان الممتازة على ما عداها.
دورينا انتهى- أو يكاد - ، وكل الأمل أن يأتي الدوري القادم وقد عاد لغزة بريقها لتواصل طريقها وتسجل حضورها .
دورينا ينتهي ، والأجدى أن يبدأ الدوري القادم مطلع تموز حتى يكون هناك متسع من الوقت لاستيعاب أية طوارئ ، لا سيما وأننا سنكون مع دوري من نمط جديد ، ذهاب وإياب مما سيضمن العدالة في الفرص، كما أن شهر آذار يبدو موعدا منطقيا لإطلاق بطولة الكأس مع التأكيد على ضرورة التسريع في دوري الأولى بحيث يشهد انتظاما أسبوعيا للمجموعات كلها بدلا من الإبقاء على مبدأ التناوب كل أسبوعين مما يعني اكتمال الدوري منتصف شباط .
ختاما ، ها هو الاتحداد يطفئ الشمعة الأولى من دوري الممتازة ، وهو بالمناسبة دوري تصنيف قبل أن يكون دوري تنافس ، ولهذا يمكن تقبل كل ما حفل به حتى ولو كان في نظر البعض سلبيا أو غير ذي قيمة .