نشر بتاريخ: 11/01/2009 ( آخر تحديث: 11/01/2009 الساعة: 18:26 )
رام الله - معا - وصل قطار دوري الراحل محمود درويش لفرق الدرجة الممتازة إلى محطته الأخيرة ، وتوج أمس الأول فريق وادي النيص بجدارة واستحقاق على عرش البطولة الأغلى على صعيد كرتنا المحلية بعد أن غابت تلك البطولة سنوات عديدة ولظروف مختلفة أهمها غياب التخطيط والتنظيم السليم وصولا إلى مرحلة التراخي وفقدان الثقة ما بين الاتحادات السابقة من جهة وما بين الفرق والمؤسسات الرياضية من جهة أخرى .
وبعد تولى اللواء جبريل الرجوب رئاسة اتحاد كرة القدم الذي مر على عمره سبعة شهور بالتمام والكمال فإن هذا المشروع الوطني والمتعلق ببطولة الدوري هو نجاح لرئيس الاتحاد الذي حمل راية العمل دون كلل أو ملل , فواصل الليل بالنهار من أجل رفع شأن كرة القدم الفلسطينية وإيصال رسالتها النبيلة إلى العالم أجمع , وكما هو نجاح للرئيس فإنه أيضا نجاح ينسب لأعضاء اتحاد الكرة ولجانه المتعددة والى قضاة الملاعب الذين تحملوا عبئا كبيرا رغم الإمكانات المحدودة , والى كل من تحمل المسؤولية لإنجاح هذا الحدث الكبير .
إن المعوقات والإشكاليات التي مر بها قطار الدوري يجب أن يقف عندها الجميع ابتداء من اتحاد كرة القدم وانتهاء بأصغر مشجع عشق الساحرة المستديرة من خلال مشاهدته للدوري الممتاز من اجل دراسة وتصحيح العمل في الفترة القادمة وصولا إلى عملية تقييم مثمرة ومفيدة , ويجب علينا أيضا أن نستخلص العبر والاستفادة من تعزيز النواحي الايجابية وتلاشي الأمور السلبية التي واكبت بطولة الدوري الممتاز.
والحديث عن إقامة بطولة قادمة لفرق الممتازة في صيف عام 2009م أصبح أمرا حتميا ، وان تاريخ الحادي والعشرين من آب القادم سيكون تاريخا مقدسا لانطلاق دوري جديد , وأجزم أنه سيكون أفضل من سابقه , لأن وجود فرق في مصاف الدرجة الممتازة "أ" ومثيلتها في الممتازة "ب" سيعطي زخما كرويا وسيقربنا من الإستراتيجية التي ستصل بنا إلى المحطة الأخيرة , ومن ثم التحضير للبطولات على الأصعدة العربية والقارية والدولية , هذا إذا ما اعتبرنا ان العام الماضي هو عام فرز لفرق أندية الدرجة الممتازة , ونأمل أن يتمكن العام 2009م من حمل التصنيف الصحيح لتلك الأندية , وعلى جميع الفرق والأندية والمؤسسات المعنية بكرة القدم الفلسطينية العمل بتواصل وتعاون من أجل استقرار كرة القدم في موسمها الثالث وذلك وصولا لتسمية الدرجات الأربع , ونطمح أن يقدم الوسط الكروي تجربة الاحتراف الحقيقية في العام الرابع من عمر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم .
ومع انتهاء البطولة الرسمية الاولى بجهد الاتحاد هذا الموسم وفي زمن قياسي وبمجهود غير مسبوق فإنه على العديد من الرياضيين تحمل مسؤولية رعاية أسرة كرة القدم بكافة مراحلها السنية ومشجعيها لأن تعاون الجميع وتلاحمهم حول أهداف تطوير اللعبة هو المغزى الحقيقي لكرة قدم واعدة .
ولابد هنا من أن نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا العمل الرياضي الكبير ، من مؤسسات رياضية وإداريين ولاعبين وجماهير وصولا الى الجنود المجهولين من أصحاب الأقلام الحرة والشريفة والمصورين للقنوات الفضائية وعلى الأخص قناة راديو وتلفزيون العربart , ومن معشر الإعلاميين الرياضيين ومؤسسات رعاية الفرق من القطاع الخاص , من أصحاب مدرسة التفاؤل والوطن , ولا شك في أن نؤكد أن البطولة حملت شعار الانتقال بالرياضة من العبثية إلى مشروع وطني يعنى بالشباب كقوة خلاقة تصنع لنا تاريخ انتظرناه طويلا , وهذا رد للقابعين خلف الكواليس والمتاريس على أن الدوري كان حلما وقد تحقق , ورد آخر لكل من سطر كلمات لا تصب في خانة النقد البناء الأمر الذي جعل كلماتهم تذهب أدراج الرياح .
وقبل أن أنهي كلمتي أود أن أسجل اعتزازي بصمود شعبنا في قطاع غزة الحبيب , الذي يواجه العدوان الغاشم ... ندعو الله له بالنصر المؤزر المبين ولشهدائنا الأبرار الرحمة والمغفرة ولجرحانا الشفاء العاجل بإذن الله.
ونقول لكل أصحاب الهمم العالية كل عام وانتم بخير , آملا أن نعمل جميعا للحفاظ على هذا الحراك الرياضي وفق رؤية وطنية بعيدة عن الأجندات الشخصية أو التجاذبات السياسية وفقكم الله والى اللقاء .
[email protected]