الحديث ذو شجون نابلس والخليل **بقلم - فايز نصار
نشر بتاريخ: 11/01/2009 ( آخر تحديث: 11/01/2009 الساعة: 18:25 )
الخليل - معا - أخيرا وصل قطار دوري الضفة التصنيفي إلى محطته الأخيرة ... وعلى عكس المتوقع جاء الختام صامتا ، لأنه تزامن مع سيل الدماء المهدورة ، في نصف القلب الفلسطيني ، في غزة الحبيبة ، التي تتعرض لهجمة ، تعزف على منوال الجرائم ، التي ارتكبت بحق اليهود أنفسهم ، في مجازر الهولكست ، وتلك التي نفذها نظام الميز العنصري ، في جنوب إفريقيا وروديسيا .
ولم تترك مجازر الاحتلال في غزة الفرصة لفريق واد النيص ، الذي ظفر بالتاج الغالي ، وتوج بلقب أول بطولة حقيقية بالمعنى التنافسي للاحتفال بانجازه غير المسبوق .. لأن الجائزة الكبرى كانت من حق لاعبي واد النيص ، الذين اجتهدوا فنجحوا ، وزرعوا فحصدوا ، فاستحقوا الاشادة كلها ، هم وطاقمهم الفني وجهازهم الإداري ، وجمهورهم الوفي .
ويبدو أن في مواصلة واد النيص الحضور في البطولات الكبرى أكثر من معنى ، وأكثر من عبرة ، يجب على الأندية الأخرى أن تتوقف عندها ، لان تجربة واد النيص الفتية تستحق الدراسة ، علت اعتبار انه لا حدود لطموحها ، ولا مكان للعوائق في طريقها ، هي باختصار تجربة فلسطينية خاصة ، ليست الإمكانيات البشرية والمادية أهم رساميلها .
وليس واد النيص وحده من يستحق الإشادة بعد هذا الدوري الشاق ، فالأندية الثمانية ، التي ضمنت لنفسها مكانا تحت شمس النخبة ،كلها تستحق الإشادة ، لان هذه الأندية نالت ثمرة عملها ، وتعب لاعبيها ومدربيها وإدارييها وجمهورها ، ممن وصلوا الليل بالنهار ، وقطعوا البلاد طولا وعرضا للمشاركة في نجاح المباريات.
ولم يقل تصنيفي الضفة أخر كلماته ، لان المركز العاشر ، بقي شاغرا ، في انتظار المعركة الكبرى بين ممثل نابلس جبل النار ، نادي عسكر ، وممثل المحافظة الكبرى ، العميد شباب الخليل ... والفريقان على موعد في غضون أيام لخوض غمار المنازلة الكبرى ، التي لا تستطيع القسمة على اثنين ، بمعنى أن مصير الفريقين معلق على هذه المباراة .
وبعيدا عن الحسابات العاطفية ، نرى أن في ذلك ظلما للفريقين ، لأن عسكر متفوق بحسابات فارق الأهداف ، وشباب الخليل متفوق بالحسابات الفنية ، على اعتبار أنه فاز على عسكر في موعد الدوري ، ومعنى ذلك أن لكل من الفريقين ميزة تقدم بها على الآخر .
والنتيجة بعد مباراة الفصل الكبرى ستكون ظلما لجهود العساكر أو تنكرا لجهود الشباب ، لان الفريق الذي سينزل إلى مجموعة الممتازة "ب" سيضيع كل شيء في مباراة واحدة ، وهذا ما لم نلحظه في المسابقات الكبرى ، التي تعتمد مداورة التنافس ذهابا وإيابا .
ولا يختلف اثنان على قيمة محافظتي الخليل ونابلس في رصيدنا الفلسطيني على كل الصعد ، وخاصة على الصعيد الرياضي ، حيث لعبت نابلس والخليل ، عبر التاريخ دورا طليعيا في تطور الحركة الرياضية الفلسطينية ، وخسارة عسكر ستحرم محافظة مؤثرة من التواجد في دوري النخبة ، تماما كما أن خسارة الشباب ستحرم مدينة الخليل من التواجد تحت الأضواء ، رغم أن البعض يقول بأن تواجد فريق غزلان الجنوب سيحل المشكلة ، والأصح أن المحافظة الكبرى جغرافيا وسكانيا ورياضيا ليس كثير عليها أن يكون لها ممثلان ضمن الدرجة الأعلى .
وقبل ذلك يعترف المتابعون بأن فرق مدينة الخليل لعبت الدوري بدون ملعب ، وكانت تتدرب على ملاعب بعيدة ، والأمر نفسه ينطبق على فرق نابلس ، بسب الأشغال في الملعبين ، والأمر يقتضي مبادرة تنصف ممثلي نابلس والخليل .
ولان اتحاد كرة القدم الجديد عودنا على تقاليد كروية ديمقراطية ، فإنني اسمح لنفسي أن أنقل هذا الاقتراح ، الذي حدثني عنه عدد من الرياضيين المخضرمين في المحافظتين ، وملخصه أن يرفع عدد أندية الدرجة الممتازة "ا" الى 12 فريقا ، فيضم الشباب وعسكر تلقائيا إلى النخبة ، ويتم التنافس على المركز الثاني عشر ، بين الأندية الأربعة التي احتلت المراكز التالية ، في مكافأة للفرق التي لعبت بجد حتى آخر صافرة .
وفي هذه المعادلة إنصاف لمحافظة نابلس ثلاث مرات ، لان عسكر سيبقى في الممتازة "ا" وبلاطة سيحظى بفرصة لأمل جديد في الصعود ، واتحاد نابلس سيبقى في الممتازة "ب" رفقة العربي ، لأننا لم نسمع في تاريخ التنافس الرياضي عن فريق سقط درجتين في موسم واحد ، إلا على خلفية مخالفات فنية وإدارية ومالية .
وفي المعادلة أيضا إنصاف للخليل لان الشباب سيكون ضمن النخبة ، وسيحظى الأهلي ويطا بفرصة لا تعوض في التنافس على المركز الثاني عشر .
انه مجرد اقتراح ، أتمنى أن يقرأه المعنيون بتأن ، وأملنا كبير في أن قبولهم أو معارضتهم له ، سيكون منسجم مع المصالح الرياضية العليا لهذا الوطن الكبير .
والحديث ذو شجون