ألو حالكم باهي- الاتصالات العشوائية تسعد مواطني غزة وتثير شكوكهم
نشر بتاريخ: 13/01/2009 ( آخر تحديث: 13/01/2009 الساعة: 16:53 )
غزة- تقرير معا- " ألو حالكم باهي انتو من غزة طمنونا عليكم انتو في أي منطقة عندكم قصف؟" هكذا يرن جرس الهاتف الأرضي أو رقم الجوال على أي مواطن في قطاع غزة تحت القصف وفجأة يصرخ أخر بعد اتصاله على احد المنازل ما بعد منتصف الليل "أنا من السعودية ايش حالكم وأخباركم عندكم رقم حساب أرسل كم فلوس على الويستر يونيون".
مراسل "معا" في غزة احمد عودة تابع الامر ويقول: "المشكلة هنا ان التلفون والجوال خطان على خط الحرب الاسرائيلية الدائرة في غزة، فالجيش الإسرائيلي يباغت المواطنين في الاتصال متوعداً ومحذراً ومهدداً والاتصالات العشوائية من الدول العربية للتضامن وللحصول على رقم الحساب، والاتصالات غير معروفة المصدر لا تعرف التوقيت ولا الظروف في القطاع ما يثر خوف الناس البسطاء او المقاتلين، فالمواطنون الهاربون من القصف أو الذين تحت القصف يتفاجأون باتصالات ما بعد منتصف الليل.
"أبو محمد" يحترم جداً هذه الاتصالات العربية لكنه يخشى أن تكون من الاسرائيليين ومن كثرة هذه الاتصالات ويقول (يهبط قلبي مع كل رنين من الهاتف لان الاتصال لا يأتي بخير في مثل هذه الظروف إما يكون الاتصال يحمل خبر سيئ عن احد أقاربي أو يكون اتصال من الجيش).
أما ناهض الذي يسكن بالقرب من مجمع السرايا فقال: بينما البيت يرتعد من القصف وكأن زلزال يصيب الحي واذا باتصال من احد العرب يطالبني بإعطائه رقم الحساب في أي بنك. فخشيت ان تكون لعبة من الاحتلال.
وأبو السعيد قال: ان طبيعة الأسئلة غير مطمئنه لان المتصل يسال نحن في أي منطقة وهل لدينا اشتباكات مبديا تخوفا كبيرا ان تكون هذه الاتصالات من الموساد الإسرائيلي!!
الحاجة سميحة قالت أنها تستيقظ بالليل على جرس الهاتف ( قلبي يهبط ويقول الله يستر ما يكون صار للأولاد أيشي ولكن نلاحظ ان الاتصال هو من العرب يتضامنون مع غزة فاعود وابتهج لان لنا اخوة يسألون عنا)، ولكن الحاجة سميحة تستدرك ان ما يقلق في هذه الاتصالات ان الجيش الإسرائيلي يتصل كمان فيحذرنا.
مصطفى يقول لا يمر يوما الا ونتلقى أكثر من خمسة اتصالات على هاتف منزلنا معظمها من دولة ليبيا الشقيقة، يسألوننا عن أحوالنا وكيف نعيش في ظل العدوان الإسرائيلي، ويعبرون عن مدى تضامنهم معنا والألم الذي يشعرون به لما يشاهدونه على التلفاز من مجازر ترتكب بحقنا ويبدي المتصلون رغبتهم بالقدوم الى غزة للتضامن معنا. وهو شئ يرفع المعنويات ولكننا خائفون.
واضاف: "في بداية الاتصالات كنا متأكدين بدون شكوك ان من يتصل هو المخابرات الإسرائيلية ولكن أجرينا عدة اتصالات مع أقرباء لنا في ليبيا والسعودية وأكدوا لنا ان دولهم فتحت لهم خطوط الاتصالات مجانيا للاتصال مع غزة بعد ضرب الرقم عشوائيا فشعرنا بالارتياح وزال القلق".