الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحزاب الاسرائيلية تفضّل الصحافيين والاكاديميين على الجنرالات.. ورجال الاعمال على الايديولوجيين في الانتخابات

نشر بتاريخ: 12/12/2005 ( آخر تحديث: 12/12/2005 الساعة: 19:49 )
معا - تثبت الاجواء الانتخابية السارية في الدولة العبرية ونتائج الانتخابات الداخلية في بعض الاحزاب الاسرائيلية ان عصر سيادة الجنرالات على هذه الاحزاب اخذ يندحر وان الجمهور الناخب هذه الايام يبحث عن اصحاب مهن اخرى لتولي القيادة .

ويعتبر الجنرال العسكري هذه الايام من الصنف الثاني او حتى الثالث في لعبة الانتخابات بعد ان كان يتصدر لوائح القوائم الترشيح لمدة اربعين سنة مثل اسحق رابين وموشيه دايان ورحبعام زئيفي وميخائيل ايتان او من بقي على قيد الحياة مثل ايهود باراك و فؤاد بن اليعيزر وعمرام متسناع واسحق مردخاي ومتان فيلنائي وشاؤول موفاز، فقد قفز مكانهم في التحضيرات لانخابات العام 2006 الصحافيون والاكاديميون ورجال الاعمال .

وبنظرة اشمل على قوائم الاحزاب الحالية نجد ان دخول الصحافية التلفزيونية شيلي ايخاموفيتش في حزب العمل احدث اهتماما بالغا عند اعضاء الحزب اكثر من وجود الجنرال ايهود باراك نفسه ، وقد وازنت الصحافة الاسرائيلية بين خروج شمعون بيريس من الحزب في نفس اليوم وبين دخولها مكانه بل ان المراقبين والمحللين الاسرائيليين مثل امنون رابينوفيتش اعتبروا وجود الصحافية الجريئة في قائمة الحزب اكثر استقطابا من وجود بيريس نفسه لان الصحافيين محبوبون واذكياء ولا يمكن ان تنطلي عليهم الاعيب السياسة .

قوة دفع جديدة للاحزاب الاسرائيلية هم رجال الاعمال ، والاثرياء الاغنياء واصحاب المليارات الذين " نجحوا في حياتهم " وربما يستطيعون تعليم الاحزاب ان تنجح في ادارة الدولة ، فشاهدنا دخول الملياردير افي شكيد الى حزب العمل دفعة هائلة للحزب امام الليكود وشارون الذي فاخر بوجود الملياردير دودي ابيل من ورائه ، فالجمهور الاسرائيلي الذي خضع لنظريات وزير المالية السابق بنيامين نتانياهو والتي قامت على اساس الرأسمالية اعجبوا بالاغنياء ويتابعون سيرة حياتهم ، بعكس الجنرالات الذين فشلوا في وقف الانتفاضة فشلا عظيما ولم يعودوا في صدارة الاعجاب عند الجمهور الذي نفر منهم عندما قاموا باخلاء مستوطنات غزة .

لاعب تعزيز ثالث في الاحزاب الاسرائيلية هم الاكاديميون ومدراء الجامعات مثل البروفيسور ابيشاي مسؤول جامعة بن غوريون في بئر السبع والذي انضم الى حزب كاديما حيث ان هؤلاء الاكاديميين كانوا بعيدين عن السياسة ولا يوجد خلافات عليهم من قبل الجمهور الناخب ووجودهم في القوائم الحزبية لا يثير حفيظة الناخبين مثل رجال المخابرات او جنرالات الجيش .

ويمكن القول من دون تردد ان الاحزاب كانت تصنع في السابق اطاراتها المناسبة اما اليوم فالاطار موجود - البرواز - ولا ينقص سوى البحث عن حزب مناسب لهذا الاطار حتى تكتمل الصورة الانتخابية .