السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تعقد القمة العربية القادمة في بيت سكارياجنوب بيت لحم؟

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 10:54 )
بيت لحم - معا - ان الذي يمعن النظر في الاجراءات الاسرائيلية يدرك تماما ان اسرائيل تواصل مخططاتها الاستعمارية ولا تعير اي اهتمام للمسار السياسي على الرغم من اعلانها عن رغبتها التقدم فيه ، ولكنها على الارض تعمل عكس ذلك فهي تواصل السعي في السيطرة على معظم الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية واكبر دليل على ذلك هو قيام المستوطنين الاسرائيليين في مجمع مستوطنات غوش عتصيون القريب من بيت لحم باقتلاع ما يزيد عن خمسمائة شجرة مثمرة للمزارعين الفلسطينيين في قرية بيت اسكاريا او زخاريا حيث اقدم هؤلاء المستوطنون المتطرفون بمهاجمة اراضي المزارعين - الذين لا حول لهم ولا قوة - لا على المستوطنين ولا على الجيش الاسرائيلي الذي يحمي المستوطنين في اعتدائاتهم على الشجر والحجر والانسان وقرية بيت اسكاريا تعتبر كالشوكة في حلق هذا التجمع الاستيطاني الذي يضم عشرات المستعمرات المنتشرة على اراضي المواطنين.
وكان شارون قد اعن ان هذا التجمع هو احد التجمعات الاستيطانية الكبرى التي ينوي ضمها والى الابد الى دولة اسرائيل وبالتالي فان اسرائيل تريد الارض ولا تريد اي انسان فلسطيني عليها كما يقول سكان القرية المعزولة عن محيطها الفلسطيني بل المخنوقة من قبل تلك المستعمرات والمستعمرين اللذين ياملون بان يؤدي هذا العزل الى اخراج هؤلاء الفلسطينيين من اراضيهم وضمها من دون سكانها .
وفي الطريق الى منازل الاهالي في القرية القريبة من مركز الادارة المدنية او ما يعرف بمعتقل عتصيون الذي يجمع كافة معتقلي محافظتي بيت لحم والخليل قبل نقلهم الى السجون الاخرى ، وقد اعتبرنا وصولنا انجازا وتحديا استطعنا تخطيه، ولكن سرعان ما يتضح لنا ان الوصول الى هناك يعتبر امرا سهلا بالمقارنة مع ما سنمر به اثناء محاولة الوصول الى الاراضي التي اقتلعت منها الاشجار ، الطاقم الصحافي شعر بخوف حقيقي لانه لم يعتد على المرور في شوارع المستوطنات الداخلية واكبر تجربة للصحافي الفلسطيني كانت هي النظر الى المستوطنات عن بعد مئات المترات او الكيلومترات من الخارج ، ويقول الطاقم الصحافي ( وحينها ادركنا المخاطر التي يعايشونها بشكل يومي والتي عايشنها واياهم بالضبط كما يعايشونها فبعد سيرنا على الشوارع التي تربط المستعمرات التي تشكل المجمع الكبير ونظرات المستوطنين تلاحقنا لانهم ادركوا اننا غرباء ولسنا من اهالي القرية حتى وصولنا الى منطقة لم نستطع فيها مواصلة سيرنا بسيارتنا فاضطررنا الى الانتقال بالتراكتور التابع لاحد المزارعين الذي سار بنا نحة تلك الاراضي وسط طريق ضيق بجانب الجدار الشائك الذي يلف تلك التجمعات تلك اللحظات كانت الاصعب علينا ورغبنا في لو نعود من حيث اتينا حتى وصلنا اخيرا الى الموقع المنشود وهو الاشجار المنشورة بشكل يثير الغضب والشفقة في وقت واحد وعندما رانا فتية المستوطنين وحاولوا النظر ومعرفة ا الذي نفعله قمنا باخفاء الات التصوير لاننا على ثقة تامة بانهم لو شاهدونا ونحن نصور جرائمهم لن يتروكونا نخرج ومعنا اشرطة الفيديو التي توثق جرائمهم ) .
صلاح شاهين احد اصحاب الارض قال لنا بان ( عملية الاقتلاع والتدمير حدثت تحت سمع وبصر الجنود الاسرائيليين الذين يحرسون المنطقة لان الاشجار المقتلعة لا تبعد مترين عن الشارع الامني الذي يربط بين اثنتين من المستعمرات لكنه ادعى انه لم يشاهد احدا وهو الذي يمر في الشارع كل اقل من نصف ساعة لكن الجيش وقادته والحكومة يريدون حدوث ذلك ويتسترون على المستوطنين كما تستروا عليهم سابقا في اعتدائاتهم المتكررة ومنها شق شارع وسط ارضنا بالجرافات في منتصف الليل فهل من يحضر جرافة يعمل بدون علم السلطات واضاف صلاح نحن نعلم ما يريدون والله لن نترك اراضينا حتى اخر نقطة دم في عروقنا لانها ارضنا شرفنا ولن نتركها ابدا مهما عملوا) .

ابن عم صلاح شاهين محمد والذي اقتلع المستوطنون اشجار العني من ارضه قال ( ان المستوطنين حاولوا الاستيلاء على ارضه وتوجه الى المحكمة العليا الاسرائيلية قبل عام والاسبوع الماضي ابلغته الشرطة الاسرائيلية انه يستطيع العودة والعمل في ارضه لانه يملك كافة الاثباتات على ملكيته للارض وانتقاما على ذلك قام المستعمرون بتخريب المزروعات والحقول وعاثوا فسادا في المزروعات الصيفية من الخضروات حيث اقتلعوا اكثر من 2000 شتلة خضرة متنوعة ويقول محمد اننا لوحدنا لا احد يساعدنا ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل سنقاوم ونصمد هذا ما كتب لنا انها ارضنا ولا نملك غيرها ) .

الشيخ محمد تحدث لنا خلال مرافقته لنا عن الممارسات والاعتداءات التي ارتكبت بحق القرية واهلها من منع اقامة مدرسة الى عدم السماح بترميم المسجد الاثري المقام منذ مئات السنين الى الهجمات والاعتداءات على المنازل والسيارات واحراق عدد منها وعدم السماح ببناء اي بيت جديد او حتى اضافة اية غرفة ، كما انهم يمنعون بناء مرحاض للعلائلات التي تعيش في منزل واحد ، ويقسم كل منزل الى عدد من الغرف التي تحتوي فيها كل غرفة على عائلة كاملة من اجل اجبار الاغلبية على الرحيل لكننا لن نرحل وسنبقى .

ابو محمد شاهين الشخص الذي كنا وصلنا الى بيته في اللحظة الاولى لبلوغنا القرية لم يرغب بان يرافقنا ، لسبب واحد وهو رغبة ابنائه الصبية والذين في مقتبل عمرهم من مرافقتنا ، فخوفه عليهم اكبر من اي شئ والاطفال انفسهم يدركون الاوضاع الصعبة التي يعيشونها فعندما سالتهم عن كيفية قضائهم اوقاتهم اجابوا كما ولو انهم في العشرينات من عمرهم عن الاوضاع الصعبة التي يعيشونها موضحين انهم لا يعيشون حياة الاطفال الطبيعية فهم معزولون عن كل مقومات الترفيه للاطفال والتي هي كثيرة في عصرنا هذا الا انهم لا يجدون سوى العب في محيط المنزل والعمل في اراضيهم لمساعدة عائلاتهم على العيش في هذه الاوضاع الصعبة .

ويتضح من كل ما سبق ان الهجمة التي تعرضت لها القرية قبل ايام والتي طالت اكثر من 500 شجرة مثمرة من اراضي المواطنين التي تعتبر مصدر الرزق الوحيد لهم لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة لانها تاتي ضمن مخططات لا تتوقف والسؤال اذا كانوا يستطيعون الصمود امام هذه الهجمات ؟