الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس يحذر من استغلال العدوان لمصادرة المزيد من اراضي المقدسيين

نشر بتاريخ: 15/01/2009 ( آخر تحديث: 15/01/2009 الساعة: 16:29 )
القدس- معا- حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية من أن تستغل إسرائيل انشغال الرأي العام المحلي والعالمي بعدوانها على قطاع غزة لتصعيد إجراءات التهويد والسيطرة على مزيد من الأراضي والعقارات واستكمال بناء الجدار حول القدس.

وقال تقرير أعدته وحدة البحث والتوثيق في المركز أن قرار السلطات الإسرائيلية تحويل أراض في منطقة "الغرس" من أراضي حي الطور إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس لصالح البؤرة الاستيطانية المسماة "بيت أوروت" يعد تصعيدا في إجراءات التهويد لهذا الحي المحاذي لأسوار البلدة القديمة.

وأشار التقرير إلى أن الأرض المستهدفة كانت صودرت واستملكت في السابق من قبل البلدية لأغراض المصلحة العامة وبناء مدرسة لأبناء الحي، تماما كما فعلت حين بنت مدرسة المأمونية في واد الجوز لتكون بديلا للمدرسة الحالية، قبل أن تحولها إلى مقر لوزارة الداخلية ودوائر إسرائيلية أخرى، بدعوى أن وجود مدرسة لطالبات عربيات في المكان يلحق ضررا أمنيا في محيط المنطقة حيث توجد مقرات لوزارات إسرائيلية، وفندقا إسرائيليا، إضافة إلى مباني الجامعة العبرية.

وحذر التقرير من إلحاق هذه الأرض بالبؤرة الاستيطانية، ما يعني توسيع تلك البؤرة وإيجاد تواصل استيطاني بينها وبين المراكز والتجمعات الحكومية والأهلية الإسرائيلية في مناطق الجامعة العبرية شمالا، وإيجاد امتداد آخر مع التجمع الاستيطاني في رأس العمود حيث مستوطنة "معاليه هزيتيم".

ونوه التقرير إلى أن خلق الوقائع الجديدة هذه معناه إحكام الطوق الاستيطاني حول البلدة القديمة من ناحية الشرق، فيما يتواصل على السفوح الجنوبية الغربية لحي جبل المكبر بناء مستوطنة "نوف تسيون" التي تشرف على البلدة القديمة من الناحية الجنوبية، بينما تتواصل أعمال البنى التحتية لإقامة مستوطنة أخرى على الخاصرة الغربية لبلدة أبو ديس يطلق عليها اسم"كدمات تسيون" تطل على حي سلوان وتتاخم رأس العمود، لتغلق مجالا حيويا آخر من الأرض يحكم الحصار على البلدة القديمة.

ووفقا لتقرير وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس، فأن ما يجري في حي الشيخ جراح في هذه المرحلة من سيطرة على عقارات آل الكرد، والتهديد بالاستيلاء على 27 عقارا آخر في ذات الحي يشير إلى ما تعده السلطات الإسرائيلية من إجراءات عملية لتهويد هذا الحي، بعد أن تقر بلدية القدس، ومعها اللجان المختصة للبناء والتنظيم بناء الحي الاستبطاني في كرم المفتي، وفي كبانية أم هارون.

وقال زياد الحموري مدير عام المركز إن السلطات الإسرائيلية استبقت عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الإجراءات على الأرض من بينها قرار المحكمة العليا وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل باستكمال بناء الجدار حول مخيم شعفاط ورأس شحادة وضاحية السلام ما سيؤدي إلى عزل تجمع سكاني يربو عدد سكانه عن 40 ألف نسمة عن القدس، وإخراج سكانه من الحدود البلدية للقدس، موضحا إن تسريع إجراءات التهويد هذه من قبل السلطات الإسرائيلية يستهدف تنفيذ أكبر قدر من البناء الاستيطاني في وقت ينشغل فيه العالم بالعدوان المستمر على قطاع غزة؟.

وفي هذا الإطار حذر المركز من قرار سلطات الجيش مؤخرا مصادرة أكثر من 500 دونم من أراضي بلدة أبو ديس إلى الشرق من القدس لصالح بناء الجدار في المقطع الشرقي من مدينة القدس، مشيرا إلى أن استكمال بناء الجدار في هذا المقطع سيعزل تجمعا فلسطينيا آخر في بلدات العيزرية، أبو ديس ، والسواحرة الشرقية، وهو تجمع يزيد عدد سكانه عن 40 ألف نسمة أيضا.