تل الهوى.. دمار كبير والنزوح لم يحم الناس من قذائف الموت
نشر بتاريخ: 16/01/2009 ( آخر تحديث: 18/01/2009 الساعة: 10:34 )
غزة- معا- الطريق الى حي تل الهوى، غرب مدينة غزة لم تعد كما كانت، فرائحة الموت في كل مكان والدمار وحده المشهد الابرز لاحد ارقى احياء غزة الذي بني في عهد السلطة الفلسطينية.
سيارات متفحمة جرى انتشال جثث منها وابراج سكنية محترقة، وطرق مجرًفة ومشاف خلت من مرضاها، فيما مشاهد الصدمة بادية على وجوه السكان الذين في اغلبهم كانوا من المدنيين.
وكالة "معا" زارت المنطقة وعادت ببعض القصص عن المجزرة التي ارتكبت في حي تل الهوى، واولها مشهد لسيارة غولف بدت متفحمة وعند السؤال عنها كانت الرواية مفجعة فالمواطن عدي سلامة الحداد كان يقطن في برج الصالح وعندما زاد القصف حوله حمل اسرته وحاول الصعود بالسيارة لمغادرة الحي فكانت القذيفة التي قتلته وزوجته حُسن محمد الحداد (45 عاماً)، وابنيهما حاتم (21 عاماً)، وآية (15عاماً).
وعلى بعد عشرات الامتار تقع مباني جمعية الهلال الأحمر والتي تضم مستشفى القدس في حي تل الهوى، حيث أطلقت قذيفة مدفعية تجاه الصيدلية الداخلية في مستشفى. وفي ساعات المساء توالت أعمال القصف والغارات بالطائرات على هذه المنشأة الطبية الحيوية في قطاع غزة، ما أدى الى تدمير واشتعال النيران في مباني الجمعية والمستشفى، خاصة مبنى الإسعاف والطوارئ، ومركز التراث ومركز المؤتمرات وغير ذلك من المباني التابعة للجمعية.
كما طالت الاعتداءات عدداً من سيارات الإسعاف التابعة للجمعية والتي تم تدميرها بالكامل. وحتى ساعات منتصف الليل كانت سيارات الإسعاف تقوم بعمليات إجلاء للمرضى والمصابين في المستشفى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى، فيما ظلت الحرائق تشتعل في مباني ومنشآت الجمعية ومستشفاها حتى ساعات صباح اليوم الجمعة. وطالت أعمال القصف مخازن للأدوية والمساعدات الإنسانية تابعة لجمعية الهلال الأحمر تقع أيضاً في حي تل الهوى في مكان قريب من مباني الجمعية ليتحول واحد من معالم حي تل الهوي الى خراب .
وفي نفس التوقيت أطلقت دبابات الاحتلال قذيفة مدفعية باتجاه المواطن فضل البطران، وابنته حنين (19 عاماً)، عندما كانا يحاولان الفرار من المنطقة التي يعمل فيها حارساً لأحد الأبراج، ما أدى إلى استشهاد الابنة وهو مصير لاقاه صاحب الشقة السكنية رقم 15 في برج المخابرات رقم 3 في تل الهوى، عندما سقطت قذيفة ادت الى استشهاد مواطنين هما ابني عم من سكانها وهما: محمد ماجد حسين (18 عاماً)، وثائر سهيل علي حسين (19عاماً) في حين لم يتاخر وصول جثامين المواطن فتحي داوود القرم (42 عاماً)، وطفليه عصمت (12 عاماً)، وعلاء (11عاماً)، الذين استشهدوا جراء سقوط قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال على منزلهم في حي الصبرة بغزة.
قتل المدنيين وتواصل وجراء القصف العشوائي من قبل دبابات الاحتلال في محيط مؤسسة الهدى الخيرية في شارع الصناعة جنوب مدينة غزة، واستشهد الطفل عبد الله محمد الجوجو (15 عاماً) بعد سقوط قذيفة على منزله. كما أعلنت المصادر الطبية مستشفى الشفاء بغزة عن استشهاد المواطن محمود زهير العالول (18عاماً ) الذي كان أصيب بها صباح أمس بالقرب من كلية المجتمع عندما كان يحاول الفرار مع أشقائه.
اما المساجد والمدارس فكان لها نصيب وافر فالدبابات قصفت مسجدي الهداية والصحوة الواقعين في تل الهوى وشارع الصناعة ما أدى إلى تدمير مأذنة الأول ودمار بالثاني، وطال القصف مدرسة بلقيس الثانوية للبنات ومدرسة راهبات الوردية، واذا اردت ان تتحدث عن المنازل والشقق السكنية فحدث ولا حرج ، عدد من البنايات "الفلل" تم قصفها بالطائرات فيما احرقت عشرات الشقق السكنية وعزلت الابراج عن المناطق الاخري من الجهة الشرقية .
وخلال عملية التوغل التي استمرت حتى انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة عند الساعة السابعة صباح اليوم الجمعة، استشهد 10 مقاومين، وهم: حمدي إبراهيم البنا (23 عاماً)؛ مدحت عبد علي بنر (24 عاماً)؛ نعيم خضر حمادة (20 عاماً)؛ محمود خضر أبو سالم (19 عاماً)؛ عمار ماهر فروانة (18 عاماً)؛ فريد حجازي الحلو (23 عاماً)؛ معتز عبد المطلب دهمان (21 عاماً)؛ حسام حسن الجماصي (35 عاماً)؛ ربحي شحيبر (25 عاماً)؛ وتامر فزع (20 عاماً).
وبعيدا عن حي تل الهوى، شهدت غزة مجرزة اخرى استشهد خلالها القيادي في حركة حماس سعيد صيام في غارة ادت ايضا الى استشهاد شقيقه إياد محمد صيام (35 عاماً)، وزوجته سماح ونجله محمد (22 عاماً)، وابن شقيقه محمد ( 27 عاماً). كما أسفر القصف عن تدمير كبير في منزل مجاور يعود لعائلة اسليم، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين من العائلة من بينهم أربعة أطفال جميعهم أبناء عمومة. والشهداء هم: سمر علي شعبان اسليم (16عاماً)؛ إيمان عبد القادر اسليم (20 عاماً)، أحمد محمد اسليم (14عاماً)؛ حسام محمد اسليم (10 أعوام)، ومحمد نبيل اسليم (20 عاماً).