برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: العنف في غزة سيكون تأثيره طويل الأمد
نشر بتاريخ: 18/01/2009 ( آخر تحديث: 18/01/2009 الساعة: 13:35 )
رام الله- معا- في أعقاب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للإيقاف الفوري للعنف والتدمير، تعمل أسرة الأمم المتحدة، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، على ضمان استجابة سريعة للإنعاش المبكر وإعادة البناء فور انتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة. كما ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بصفته منسقاً لفريق الإنعاش المبكر الأممي، وبالتعاون مع السلطة الفلسطينية، على تقييم الأضرار والاحتياجات ووضع خطط لإعادة البناء. وسوف تتضمن الاستجابة الفورية إزالة الذخائر التي لم تنفجر والأنقاض لإتاحة المجال للشروع في إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي.
وأكد البرنامج أن الصراع المحتدم الممتد منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع في قطاع غزة أدى إلى مقتل ما يزيد عن 1,000 شخص وإصابة آلاف آخرين. كما أدت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك العديد من الطرق والجسور والمستشفيات والمحطات الكهربائية، إلى تقييد القدرة المحلية بصفة شديدة على العناية بالمصابين والمشردين. إضافة إلى ذلك، فإن الاحتياطات الموجودة من الأدوية الأساسية والوقود منذ قبل اشتعال الأزمة قد شارفت على الانتهاء. وهناك نقص أيضا بالمياه النظيفة، ما يهدد صحة ما لا يقل عن مليون شخص. يعرب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن قلقه الشديد جراء هذا الوضع الإنساني وتأثيره طويل الأمد على التنمية البشرية.
وأضاف أن الاهتمام الأكبر يتعلق حالياً بالأمن الفوري للنساء والرجال والأطفال في غزة واحتياجاتهم، ولكن الشواغل المتعلقة بالمضامين طويلة الأجل لهذا الصراع الأخير، من ناحية الانتعاش والتنمية، تتعاظم بدورها. فمثلاً، بدأت سبل عيش عشرات الآلاف من المدنيين وممتلكاتهم تتضاءل بصفة منتظمة من خلال تدمير الموارد المنتجة، مثل حقول الفواكه، ومصائد الأسماك، والصناعات الأساسية.
كما أن الأضرار الناجمة تتجاوز بكثير التدمير المادي. فالمعاناة المباشرة للرجال والنساء والأطفال وتعرضهم لعنف ممتد، سيترك أثاراً لسنوات طويلة مقبلة. والتأثير النفسي المباشرلهذه الحرب يظهر بشكل أوضح نحو للأسر التي تشردت من بيوتها، والتي ثكلت أحبتها، أو يعاني أفرادها من جراح بليغة.
وأشار إلى أن عملية إعادة البناء ستحدث في مجتمع يعاني من ظروف مالية واجتماعية قاسية. فقبل الأحداث الأخيرة، كان ما يقارب 70 بالمئة من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر. وبعد 18 شهراً من الحصار الذي قيد التنقل الحر للناس والبضائع على حد سواء، بما في ذلك الوقود، تصاعدت البطالة إلى مستوى مرتفع جدا، كما أن قدرة الحكومة على توفير الخدمات العامة الأساسية وصيانتها تقلصت بشدة.
وأكد البرنامج أنه عندما ينتهي هذا النزاع، ستحتاج غزة إلى استراتيجية إنعاش فورية ومتعددة الأبعاد تركز على استعادة إمكانية الحركة، واستعادة الخدمات الأساسية والبنية التحية وإعادة بنائها، وتقليص المخاطر ونقاط الضعف الإضافية، إضافة إلى زيادة الاستثمار في سبل العيش والمأوى ونظم الحكم والأمن وسيادة القانون واستدامة البيئة.