قلق اسرائيلي من تنامي الدعم الايراني لحماس بعد العدوان على غزة
نشر بتاريخ: 19/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 19:23 )
بيت لحم- معا- بدأت صباح امس قوات الجيش الاسرائيلي خروجها من قطاع غزة بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار من جانب واحد وبعيدا عن الحديث عن النصر او الهزيمة فانه من الواضح تماما ان الروح التي ظهرت على الجنود المغادرين كانت تختلف تماما عن الروح التي ظهرت على الجنود اثناء مغادرتهم جنوب لبنان بعد وقف اطلاق النار في الحرب الاخيرة عام 2006 حيث بدى واضحا على الجنود الراحة وهم يرفعون العلم الاسرائيلي وإشارات النصر واظهروا انهم لازالوا مستعدين لمواصلة الحرب فيما اذا تجددت بعد اسبوع ذلك ان الاعلان النهائي عن وقف اطلاق النار سيكون خلال الايام القادمة بعد مغادرة كافة القوات الاسرائيلية لقطاع غزة.
وبحسب ما ورد على صحيفة "هآرتس" اليوم الاثنين فان إعلان حماس والجهاد الاسلامي يوم امس عن وقف اطلاق النار المؤقت واعطاء مهلة اسبوع لمغادرة الجيش الاسرائيلي كان بالاتفاق مع مصر، حيث اعطى المصريون تطمينات لحركة حماس بان الجيش الاسرائيلي سوف يغادر اراضي القطاع خلال اسبوع بحيث يمكن التوصل الى اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار وحتى ذلك لازالت بعض من قوات الجيش داخل القطاع وكذلك على الحدود وينتظر ان يحرر الجيش جزء من قوات الاحتياط في الايام القادمة.
واوضحت الصحيفة ان نتائج العملية العسكرية ستظهر خلال الايام والشهور القادمة حيث اكد بعض المسؤولين العسكريين ان حركة حماس تعرضت الى ضربات كبيرة وتستشهد بخالد مشعل الذي قال ان حماس "تعرضت لضربة موجعة" مع انه منذ اليوم الاول لوقف اطلاق النار انتشرت بعض قوات الشرطة في شوارع المدن الفلسطينية لتظهر للمواطنين ان حركة حماس لا زالت قادرة على التحكم في الامور وبحسب الجهات الامنية فان هذه الوحدات من الشرطة تعمل بصورة منفصلة عن بعض وليس بتوجية مركزي.
واضافت ان الجهاز العسكري لحماس لازال لدية القدرة على العمل وخاصة اطلاق الصواريخ والذي استمر حتى قبل وقف اطلاق النار بقليل وهذا ما حاولت حماس التركيز عليه وليس القتال المباشر مع وحدات الجيش التي دخلت الى عمق الاراضي في قطاع غزة، حسب ما ادعى بعض قادة الجيش.
واكدت الصحيفة ان الموضوع الابرز والذي سيشكل امتحانا لاسرائيل وحركة حماس هو فتح المعابر خاصة ان الكثير من الانفاق قد دمر والذي كان يستخدم ليس فقط لتهريب الاسلحة بل لادخال العديد من المواد الغذائية والوقود حيث اعلنت حركة حماس انها سوف تجدد اطلاق النار في حال لم تفتح المعابر اما اسرائيل فانها تؤكد على امكانية فتح المعابر اذا كان هناك هدوء تام وامن لمواطني الجنوب.
وبينت ان الامر الواضح الذي حققته حركة حماس من الحرب هو الدعم الهائل من الشارع العربي والاسلامي وكذلك من اوساط اوروبية بحيث حققت حماس مكاسب واسعة من ذلك والذي ادى الي مزيد من الشق في الواقع العربي حيث بات واضحا محور مصر والسعودية والاردن بالاضافة الى السلطة الفلسطينية في مقابل محور سوريا والذي يقف وراءه ايران حيث ستسعى ايران الى تقوية هذا المحور وتأكيد دورها في الشرق الاوسط الامر الذي سيدفعها الى اعادة تسليح حركة حماس وزيادة الدعم لها وكل التقديرات لدى المسؤولين الامنيين في اسرائيل ان ايران ستقوم بتزويد حركة حماس بصواريخ تصل مداها الى تل ابيب وكذلك باسلحة قادرة على التصدي للجيش الاسرائيلي وتؤكد هذه الجهات ان ايران لن تتنازل عن خيارها الاستراتيجي بحركة حماس.