غزة.. مصانع ومستودعات للأدوية لم يبق منها إلا ذكرى تروى
نشر بتاريخ: 19/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 20:11 )
غزة-معا- لم تسلم المراكز الطبية والمستشفيات ومخازن الأدوية من صواريخ الطائرات الإسرائيلية التي أتت على بعضا منها فأحرقتها ودمرت محتوياتها بالكامل لتترك أصحابها ومنشئيها في حيرة من أمرهم وصدمة حالت دون استيعاب الأمر لهول الدمار والخسائر الذي لحق بهم
"معا" زارت مقر شركة "سامكو" للصناعات الدوائية شرق مدينة غزة، والمقام على مساحة خمسة دونمات، والذي يعد من أكبر مصانع ومخازن الأدوية في قطاع غزة، قبل أن تستهدفه صواريخ الطائرات الإسرائيلية قبل ساعات قليلة من الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار أحادي الجانب لتدمر البنية التحتية للمصنع، بالإضافة إلى معامله، ووحدات المعالجة المركزية فيه، ومستودع الأدوية، ليروي لزائريه بجنباته المدمرة ما كان عليه حاله
الدكتور سمير أبو دية, والذي جاء من لندن بعد أن نال الماجستير في الصيدلة الصناعية قبل ثمانية سنوات أمضى بعضا منها في ترجمة مخططات المصنع الهندسية على أرض الواقع لتصبح حقيقة على أرض الواقع، استطاعوا بمنتجاته مضاهاة المنتجات الإسرائيلية في السوق المحلي لتأتي إسرائيل وتجعله أثرا بعد عين
ويقول أبو دية "لقد مكثنا سنوات لإنشاء هذا المصنع الذي يحتوي على مستودع للأدوية ونجحنا في جعله أحد أهم المشاريع الإنتاجية للسلع الوطنية التي عملت على استيعاب عشرات الأيدي العاملة، التي نجحت في إيصال منتجاته من الأدوية ومواد التنظيف ومستحضرات التجميل للسوق المحلي"، مضيفا "توقيت تدمير المصنع وذلك قبل ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن إسرائيل لا تريد استهداف حماس فقط كما تقول وإنما تريد تدمير البنية التحتية لقطاع غزة "مقدرا خسائر مصنعه بمئات آلاف الدولارات ، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على كل ما لحق بالمدنين والمنشآت من دمار
وحول ما لحق بمستودعهم من دمار أوضح أبودية بأن الدمار لحق بالمعامل ووحدات المعالجة المركزية وتحلية المياه وخلاطات صنع الأدوية والسوائل الصناعية، وآبار المياه التي يعتمد عليها المصنع، ورشق الكيمياويات المستخدمة في التصنيع، وتحطيم جدران معامل رقابة تلك المواد شديدة الاشتعال والتي لن يتم استخدامها لدخول الهواء إليها، عدا عن الدمار الذي لحق بمبنى المصنع والذي يصعب إصلاحه لعدم توفر المواد اللازمة"
وأثناء تجولنا بين حطام المصنع لاحظنا حجم الدمار الذي لحق به، والذي سيحتاج إلى أربعة أشهر كأبعد تقدير لإعادة إصلاحه في حال تم إدخال مواد البناء والمعدات الطبية اللازمة لإعادة تشغيل المصنع وإعادته ولو جزئيا كما كان،
ويفند أبو دية الادعاءات الاسرائيلية بتدمير المناطق التي تنطلق منها الصواريخ بالقول "هذا المصنع وطول ايام الحرب لم تمسه آلة الحرب الاسرائيلية لانه بعيد عن مناطق المواجهات ولكنها تصر على أن تعيث فسادا والا تخرج من اي مكان قبل ان تدمر ما فيه"، ويتابع ابو دية مستذكرا السعادة التي كانت تغمره بعد كل نجاح في تزويد السوق المحلي بمنتجاتهم رغم ما يتعرض له قطاع غزة من حصار وتجويع واغلاق للمعابر ليستيقظ من جديد على مشهد الدمار
وبحسرة شديدة بدت على وجهه وهو يتنقل بين علب الأدوية التي تناثرت حولنا، أخذ يشير إلى ما كان عليه مصنعهم الذي وبحسب أبو دية كان سيصبح نموذجا ونواة لمشروع أضخم على مستوى الشرق الأوسط، "لقد ذهبت إلى لندن وعدت من هناك وكلي طموح بأن أصنع شيئا انفع به أهلي في قطاع غزة، فكلنا مقاومون على هذه الأرض، وسأواصل المقاومة السلمية من خلال تخصصي ومجالي، وسأعيد بناء وترميم مصنعي، فلم تكتفي اسرائيل بحصارنا ومع ذلك تحدينا الحصار وسنتحدى هذا الدمار وسنخرج من بين الركام لاننا أصحاب حق "