الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو مرزوق: أعدمنا عددا من العملاء وسنحاسب من وزّع الحلوى في غزة

نشر بتاريخ: 21/01/2009 ( آخر تحديث: 25/01/2009 الساعة: 10:38 )
بيت لحم- معا- ادّعى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق ان ( رجال السلطة السابقون بعثوا بقبلاتهم للطائرات وأرشدوها للأهداف ووزعوا الحلوى احتفاء بالعدوان ) واعترف ابو مرزوق لاول مرة ان حماس وخلال المعارك في غزة ( أعدمنا عددا من العملاء وسنحاسب الذين تورطوا في الإرشاد إلى مقر قيادة الشهيد سعيد صيام. ) . كما قال.

واضاف ابو مرزوق في حوار اجرته معه صحيفة الشرق القطرية : تعاملنا مع المبادرة المصرية بحيث نقبل كل شيء يفيدنا في التقدم للأمام ولا نقبل شيئا يضرنا مؤكدا موقف حركته المبدئي من أن ولاية محمود عباس قد انتهت قانونا، كرئيس للسلطة الفلسطينية، منوها إلى أن "حماس" توقفت عن تناول هذا الأمر أثناء الحرب.

وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية، يقول لقد تعاملنا معها بحيث نقبل كل شيء يفيدنا في التقدم للأمام ولم نقبل شيئا يضرنا. ويلفت إلى أن المصريين رفضوا اتفاقية ليفني ـ رايس لأنهم ليسوا طرفا فيها، لكنهم يتمسكون باتفاقية معبر رفح مع أنهم أيضا ليسوا طرفا فيها..!
ويلفت إلى أن الحرب على غزة، غيرت مواقف بعض الأطراف..فالأوربيون يطالبون الآن برفع الحصار، والأميركيون ساكتون على المطالبة بكسره.
ويبدي أبو مرزوق أن سلام فياض، رئيس حكومة تسيير الأعمال، سيكون أول ضحايا التفاهم الوطني المقبل. ويقول معيب أن يطالب فياض، رئيس كتلة النائب الواحد في المجلس التشريعي "حماس" صاحبة كتلة الأغلبية الكاسحة الانخراط في حكومته، بعد أن كان يرجو قبوله وزيرا في حكومة الوحدة الوطنية برئاستها.

وبسؤاله عن علاقات "حماس" مع الأردن، بعد طول هدوء لجبهة الاتصالات بينهما، بما في ذلك خلال أيام الحرب، ليؤكد أبو مرزوق أنه لم تحدث اتصالات بين الجانبين خلال الحرب، لكنه يضيف واصفا الموقف الأردني بأنه يشهد تغيرا واضحا في اتجاه جيد، يرجو أن يستفيد آخرون منه.
وقال " ما نرجوه من النظام العربي هو غير المتوقع. جزء من النظام العربي كل ما نريده منه هو أن يكف شره عنا. هناك كثير من الدول نريد منها أن تكف شرها عنا.

وعودة الى موضوع اعدام عدد من الافراد اثناء الحرب قال : هناك أناس كانوا في مواقع السلطة، ملأ الحقد قلوبهم، فوجدوا في العدوان فرصة للعودة إلى السلطة من جديد، وقاموا بتوزيع الحلوى..!!!!

أما العملاء فقد نشطوا بشكل كثيف، لأن هذا هو الوقت الذي يمكن أن يقدموا فيه خدماتهم بشكل مباشر وسريع. وأعتقد أنه واضح للعيان أن الشهيد سعيد صيام رحمه الله كان أحد ضحايا هؤلاء العملاء.

وهنا سألته صحيفة الشرق : موقع إلكتروني تابع لمحمد دحلان، ذكر بعد دقائق من اغتيال الشهيد صيام، خبرا قال فيه إن مرافقا للشهيد هو الذي وشى بمكان وجوده للعدو، وأنه تم القبض عليه، واعترف بذلك، وأعدم فورا..؟

ويرد ابو مرزوق : هذا كذب، لأنه كان يوجد معه مرافق واحد هو ابنه، وقد استشهد معه. هل يعقل أن يكون ابن الشهيد عميلا، ويقتل أباه، ويقتل هو معه..؟ ثم لنفترض أنه كان مع الشهيد مرافق آخر، فهل يعقل أن يبلغ عنه ليقتل معه..؟! هذا كذب.. فالمنزل الذي قصف واستشهد فيه الشهيد كان تم استئجاره من قبل أخيه، قبل شهرين، وليس قبل أربعة عشر يوما كما ادعى الموقع الذي تشير إليه. وقد وضع هذا المنزل تحت الرقابة اعتبارا من تاريخ استئجاره. وقد مثل استئجار المنزل من قبل أخيه خطأ أمنيا، حفز على مراقبته. وحين استخدمه الشهيد لعقد اجتماعاته التنظيمية وإدارة المعركة، تم قصفه، لأنه كان مرصودا من قبل.

على كل حال، لن يمر الأمر مرورا عابرا. سيتم كشف هذه الفئة من العملاء التي استهدفت هذا البطل، وسيحاسبون ويعاقبون. وأعتقد أنه في هذه المعركة بالذات، تم التعامل مع عشرات العملاء. وسيتم الكشف عن الكثير من أسرار هذه المعركة، ودور الطابور الخامس فيها.

س : ما الذي تعنيه بقولك أنه تم التعامل معهم..؟ هل حوكموا..؟ هل أعدموا..؟
ـ بعضهم أعدم، وبعضهم معتقل. جرت الكثير من الأمور في قطاع غزة خلال المعركة..
س: كم عدد المعتقلين..؟
ـ أعتقد أنهم في حدود الخمسين معتقلا.
س: خمسون عميلا..
ـ ليسوا جميعهم عملاء.. بعضهم ارتكب جرائم، لكنها كلها جرائم كبيرة..قتل وغيره. وإطلاق سراحهم كان يعني حدوث مشاكل داخل العائلات.
س: كم عدد الذين أعدموا من العملاء..؟
ـ لم أبلغ بالرقم بعد، لكنه بدون شك، هناك عملاء أعدموا.
س: هل هو عدد كبير..؟
ـ لا، ليس عددا كبيرا.
س: هنالك تقارير تم الترويج لها تقول إن بعض العملاء كان يزود العدو بعناوين منازل أعداء شخصيين باعتبارها مقرات للحركة، ليتسبب في قصفها، والانتقام من خصوم له..؟
ـ ليس هناك من حدود لخيانة العملاء، وما يمكن أن يفعلوه. وليس هناك حدود يمكن أن تتوقف عندها في تخيل مدى تعاونهم مع العدو..سواء لجهة إرشاد طيران العدو لأهداف، أو الانتقام، وما إلى ذلك.
هناك معلومات كانت تقدم للعدو بهدف الانتقام، وإلا كيف تفسر حجم القتل الذي استهدف المدنيين بواسطة الطيران..؟ تم قصف منازل وشقق وعمارات بشكل جنوني.
أكثر من عشرين ألف منزل تم قصفها وتهديمها تهديما كاملا..!
* هذا فعله العدو لهدفين..تفجير وتدمير وقتل المواطنين ودفعهم للهجرة خارج الأراضي الفلسطينية، وتأليبهم وتثويرهم ضد المقاومة..؟
ـ كان جزءا من أهداف المعركة تأليب المواطنين على الحركة. الحصار فرض على القطاع أيضا لذات الهدف.. معركة دحلان كانت لذات الهدف، وعقاب الحركة والهجمة الإعلامية الشرسة عليها تهدف إلى تحقيق ذات الهدف..
ولكني أتساءل: ألم ييأسوا بعد من محاولاتهم هذه..؟

س: من ضمن ما علمته أنه تم الاتفاق حتى على طبيعة اللباس الذي سيرتديه أفراد "حماس" الذين سيكونون في معبر رفح..

ابو مرزوق ـ يوجد كلام كثير، لكن حتى الآن لم تتم صياغة كيفية التعامل مع معبر رفح، وفتحه. هناك شعار عام يتحدث المصريون عنه هو، وهو يخص التزامهم باتفاق سنة 2005 بخصوص هذا المعبر. ونحن نستغرب ذلك، لأن المصريين حين رفضوا الاتفاقية الإسرائيلية ـ الأمريكية، قالوا إنهم يرفضونها لأنهم ليسوا طرفا فيها، لكنهم يتمسكون باتفاقية 2005 الخاصة بتشغيل معبر رفح، مع أنهم أيضا ليسوا طرفا فيها، فضلا عن أنها انتهت مدتها، وقانونيتها، ومع ذلك، يصرون على تطبيقها..
نحن في النهاية حريصون كل الحرص على فتح هذا المعبر أمام شعبنا الفلسطيني، ونحن عرضنا على المصريين في السابق أن يفتحوا هذا المعبر، ويعبر من خلاله كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يتم استثناء أبناء "حماس" من استخدامه.
س: ألم يتم الاتفاق على فتح المعبر حتى الآن..؟
ـ نحن لا نزال في بداية عملية بلورة نتائج معركة قطاع غزة. النتيجة الأولى هي وقف النار وانسحاب القوات الصهيونية. وأعتقد أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل سيكون قد أنجز قبل أقل من أسبوع، وسيكون هناك التزام بوقف إطلاق النار. وسيتم خلال فترة قصيرة تحقيق ما طالبت به الحركة لجهة كسر الحصار وفتح المعابر. ليس من السهولة الاستمرار في محاصرة قطاع غزة، وإغلاق معابره..هذا أمر لم يعد مقبولا من أي طرف. وحتى الأطراف الأوروبية تتحدث الآن عن هذا الأمر.

س: الدور التركي، ما الذي أدخله على المعادلة الإقليمية المتعلقة بالصراع مع إسرائيل..؟
ـ المصريون هم أول من بادر إلى إدخال الدور التركي. ذهب أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر إلى تركيا، وطلب المساعدة فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة. وتحرك الرئيس التركي..
س: ماذا كان الهدف المصري..؟ لم طلبوا تحرك تركيا..؟
ـ الأتراك قالوا للمصريين إن هناك ثقة مفقودة بينكم وبين "حماس"، و"حماس" تثق بنا، لذا أفسحوا لنا المجال للتحرك.
المصريون يتعاملون مع مختلف الأطراف التي تتحرك في الموضوع الفلسطيني من منطلق العلاقات العامة، وليس من منطلق الجدية في العمل للوصول إلى نتائج محددة.
س: وماذا عن الأتراك..؟
ـ الأتراك جديون. ذهب رئيس الوزراء إلى سوريا، والأردن، والتقى بالملك عبد الله الثاني، ومحمود عباس، كما زار السعودية ومصر. ووجد ترحيبا بدوره من قبل كل هذه الأطراف. كما ذهب للكيان الصهيوني.. نحن التقينا مستشاره السياسي عدة مرات..

س: ما الذي أدخله الدور التركي على المعادلة..؟ هل غير من ملامح الحل..؟
ـ لم يثمر حلا في أي جانب من الجوانب بعد. لكني أعتقد أن الدور التركي مهم، وفعال، وقادر على التحرك.

س: موقفكم من رئاسة عباس لم يعد واضحا الآن.. مرة تقولون لا نعترف به رئيسا، ومرة تسكتون، وأخرى تقولون أنه كان يجب أن يحضر لقمة الدوحة، وهذا يعني أنه لا يزال رئيسا، ومرة أخرى تصرح أنت شخصيا بأنه لن يفلت من الحساب. ما هو موقفكم من محمود عباس الآن..؟

ابو مرزوق ـ أنت تتحدث عن أزمنة مختلفة. حينما قلنا أنه لا بد من أن يحضر الحوار الوطني، قلنا ذلك لأنه كان في ذلك الزمن اعتراف بسلطاته الشرعية. ولو ذهب في حينه إلى قطاع غزة لمارس سلطاته كاملة في أي وقت شاء، ولم نكن لنعترض على ذلك. لكنه لم تكن لديه الشجاعة الكافية ليذهب إلى قطاع غزة.
أما موقف الحركة من انتهاء ولايته كرئيس للسلطة، وعدم شرعيته بعد 9 يناير فالموقف من هذا واضح..غير أنه حين بدأت الحرب في 27 ديسمبر، حاولنا أن نغلق جميع الملفات السياسية الداخلية خلال الحرب، وتوقفنا عن التحدث عنها. وعليه، لم نتحدث عن ملف الرئاسة أثناء الحرب. أما وقد انتهت الحرب، فهناك قضيتان.. معالجة وترتيب ما بعد الحرب. وأعتقد أننا سنؤجل هذا الموضوع أيضا في هذه الفترة، ثم ستأتي بعد ذلك فترة معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، ومن ضمنه المصالحة الوطنية. وهنا سيتحدد موقفنا من كل القضايا المطروحة، واشتراطاتنا وتصورنا. في الوقت الحاضر كنا ننادي بوحدة وطنية لمقاومة الاحتلال. ولا شك أن عددا كبيرا من أبناء الشعب الفلسطيني انخرط في هذه الوحدة الوطنية لمقاومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهناك من رفض أن يكون تحت لواء الوحدة الوطنية، فاعتقل المناصرين، وواجه المسيرات الشعبية بقوة، وهناك المئات من المعتقلين داخل سجون أجهزة السلطة. وهناك المئات من المؤسسات تم إغلاقها. هناك الكثير من الحديث الذي يجب أن يفتح قبل أن نتحدث عن أي مسألة أخرى.
لذا، أقول أنه سيكون لهذا الحديث مكانة كبيرة، ولكن بعد إغلاق ملف ترتيبات ما بعد الحرب..خاصة لجهة كسر الحصار وفتح المعابر.
س: هنا تبدون وكأنكم تزاوجون بين الموقفين السياسي والقانوني..قانونيا انتهت ولاية عباس..
ـ نحن قلنا ذلك من قبل. قانونيا انتهت ولاية عباس. أما فيما يتعلق بالموقف السياسي فنحن لن نفتح هذا الملف في الوقت الحاضر.