الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتائج مسح لـ"كير":89% من المستطلعين لم يتلقوا مساعدات انسانية

نشر بتاريخ: 22/01/2009 ( آخر تحديث: 22/01/2009 الساعة: 16:09 )
بيت لحم- معا- اتت دراسة تقييمية أولية بنتائج حول الوضع الإنساني في قطاع غزة مفادها أن 89 بالمائة من المستطلعين في مسح أجرته مؤسسة "كير" الدولية بالتعاون مع ألفا الدولية لم يتلقوا أية مساعدات إنسانية منذ اندلاع الحرب على القطاع في 27 كانون أول.

وقد أشارت مؤسسة "كير" إلى أن هذا يعتبر دليلا واضحا على الحاجة الماسة لتوفير مساعدات إنسانية إضافية وعمال لتوزيعها، مطالبة بضرورة فتح المعابر بالكامل للسماح بدخول المعونات الإنسانية ومواد البناء والسلع التجارية.

وأجرت مؤسسة" كير" بالشراكة مع شركة "ألفا" العالمية للأبحاث والمعلوماتية واستطلاعات الرأي، مسحا بالهاتف على مدار ثلاث أيام مستطلعة من خلاله العائلات في غزة بغرض جمع المعلومات حول الاحتياجات الإنسانية، ووضع خدمات الكهرباء والمياه والمجاري، وحول الأثر الذي يخلفه النقص في الأموال والغذاء والأدوية وكذلك الأثر النفسي على الأطفال؛ كما بحث المسح في ظروف معيشة المنزحين من منازلهم ممن تأويهم أسر أو جيران.

وكانت نتائج المسح الأساسية كما يلي:

عكفت مؤسسة "كير" على توزيع المساعدة الطارئة على السكان في القطاع منذ بدء الحرب وقد شملت المساعدات على أغذية وأغطية ومواد للملاجئ وعدة إسعافات أولية ولوازم طبية. ومع ذلك اتضح جليا من المسح أن جهود "كير" وغيرها من المؤسسات الإنسانية الشريكة لم تقدم سوى اليسير اليسير، حسبما ما ورد مؤسسة كير من مارثا مايرز، المديرة القطرية لمؤسسة كير الدولية في الضفة الغربية وغزة.

وقالت مايرز أنه: "لتلبية الحاجات الملحة للأهالي، ينبغي أن نتمكن من إدخال وإخراج كافة العاملين على المساعدة مع كافة المواد اللازمة، مشيرة إلى أن العدد الصغير من الأطباء الذين سمح لهم بالدخول خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لا يكفي لإعادة بناء غزة."

وبادرت مؤسسة كير إلى هذا المسح خلال الصراع لتكوين صورة آنية عن الاحتياجات الإنسانية في غزة. وقد ساهمت ألفا الدولية بتكاليف المسح حيث قامت بتنفيذه. وانضمت كير أيضا لجهود مسحية مشتركة مع الأمم المتحدة وهيئات المساعدة الأخرى. وقد أبلغنا د. فيصل عورتاني، المدير التنفيذي لألفا الدولية بأن مؤسسته تدعم جهود الإغاثة الإنسانية القائمة حاليا في غزة.

أهم استنتاجات المسح:
إمكانية الحصول على المساعدات الإنسانية: أبلغنا 89% من المستطلعين أنهم لم يتلقوا أية مساعدات إنسانية.
الأثر على الأطفال: أفادت كافة الأسر تقريبا (95%) بتصاعد مستويات الخوف بين الأطفال حيث بات أكثر من نصفهم يعانون من التبول اللا إرادي (62%)، بينما يشعر (64%) منهم بهزال عام، ويظهر على (73%) أعراض العصبية وتزداد العدائية لدى (61%)، بينما يعاني (87%) منهم من الأرق والكوابيس تصيب (79%)، ويتعرض (57%) منهم لصداع في الرأس أو آلام في المعدة.

المنزحين من منازلهم: قال 56% من المستطلعين بأنهم يأوون أناسا نزحوا من منازلهم. وقد أفادت 76% من تلك الأسر المضيفة أنهم يستضيفون ما بين شخص إلى عشرين شخص – هم في جلهم من الأقارب أو الأًصدقاء أو الجيران. وقد نجم النزوح أساسا (لدى 42%) بفعل أضرار لحقت بالمنازل أو تدمير كامل لها.

إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية: أفاد 56% من المستطلعين أنهم يواجهون مشاكل في الحصول على الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة وعلاجات السكري وأمراض القلب والتوتر الشديد. وقد أشار 59% من هؤلاء المستطلعين بأنهم باتوا يعانون تعقيدات صحية وتراجع في وضعهم الصحي نتيجة لعدم تمكنهم من الحصول على الأدوية الأساسية. وقد أبلغنا نصف المستطلعين (50%) بعدم قدرتهم على الوصول إلى مرافق الخدمات الصحية الأساسية عندما احتاجوا إليها. (ملاحظة: تم الاتصال مع ثلث المستطلعين في المسح قبل تنفيذ وقف إطلاق النار).

المياه والصرف الصحي: أفاد نحو ثلث الأسر (32%) المستطلعة بأن المياه كانت تشكل أكثر حاجة ملحة حيث أشار 71% إلى وجود مشاكل تعيق حصولهم على المياه النظيفة (إما بسبب سعرها العالي أو تدمير الشبكات أو عدم توفر حاويات المياه). وبين لنا 47% من المستطلعين نقصا في جمع النفايات في أحيائهم بينما قال معظم المستطلعين (67%) بأنهم يلقون النفايات في الشوارع مما يزيد من خطورة الوضع الصحي.

الكهرباء: رغم استعادة التيار الكهرباء في بعض مناطق قطاع غزة خلال هذا الأسبوع، فقد أفاد 86% من المستطلعين بأن التيار ينقطع معظم الوقت.
الأمن الغذائي: وقد أشار 86% من المستطلعين إلى افتقارهم للمال بينما أفاد نصفهم (50%) إلى أن الطعام شكل حاجة ماسة بالنسبة لهم . هذا وقد أبلغنا 84% من المستطلعين بمواجهتهم لمشاكل في الحصول على الطعام. وللتكيف مع هذا الوضع، قلل الناس من استهلاكهم للغذاء أو تحولوا إلى أطعمة ذات فائدة غذائية أقل. وقد شملت الأطعمة الأكثر طلبا على الدقيق والخبز والسكر والأرز واللحوم وغذاء الأطفال.

ملاحظة على المنهجية: شملت عينة المسح على 525 شخصا في كافة أنحاء قطاع غزة ممن تصل أعمارهم إلى 18 سنة أو أكثر. وقد تم جمع البيانات في الفترة بين 17 و19 كانون ثاني 2009. وتم اختيار العينة من خلال عملية انتقاء عشوائية مكتملة من خلال دليل الهاتف الفلسطيني، وذلك بالانتقاء من عينة هيكلية ضمت 150 ألف رقم هاتف، معظمها خطوط أرضية. وتنحصر نتائج المسح على المستطلعين الذين كانت خطوط الهاتف لديهم ما زالت تعمل. وقد بلغ هامش الخطأ في المسح 4.3%.

كير الدولية: كير واحدة من أكبر هيئات المساعدة الإنسانية في العالم، حيث تقدم المساعدات في نحو 70 دولة. وقد بدأت عملها في إسرائيل والضفة الغربية وغزة منذ 1948 (مع انقطاع قصير في الفترة بين 1984 و1994)، وكانت في البداية تنفيذ برامج خاصة بمساعدة اللاجئين بعد الهولوكوست. ومنذ أن بدأ الصراع في 27 كانون أول، وزعت كير أغذية طازجة ولوازم طبية ودفاءات وأغطية وعوازل نايلون للمستشفيات والعائلات ومراكز الإطعام في غزة، حيث وصلت خدماته ل 160 ألف شخص.

ألفا الدولية: هي شركة أبحاث خاصة مستقلة تتخصص في مجال تقييم الاحتياجات والرصد والتقييم والأبحاث المسحية. وقد صممت المؤسسة ونفذت عددا من المسوح في الضفة الغربية وغزة لصالح عدة مؤسسات محلية ودولية. وتتبنى ألفا وسائل البحث الكمية والنوعية لإجراء تقييم الاحتياجات والدراسات التقييمية.