الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة "الغد": أربعينية الشتاء تخيب آمال المزارعين بقلة أمطارها

نشر بتاريخ: 23/01/2009 ( آخر تحديث: 23/01/2009 الساعة: 13:06 )
بيت لحم- معا- نشرت صحيفة " الغد" الاردنية تقريرا حول اربعينية الشتاء التي تخيب آمال المزارعين بقلة امطارها، حيث شارفت أربعينية الشتاء على الإنتهاء مخيبة لآمال علقها المزارعون على أمطار تأملوا أن تروي عطش مزارعهم وبساتينهم التي عانت وعانوا من شح تلبسهم منذ بداية فصل الشتاء، وضعهم في خوف حلول شبح الجفاف الدائم مع تناقص كميات الأمطارعاما بعد عام.

وافاد مدير الارصاد الجوية الاردنية عبد الحليم ابو هزيم للصحيفة ان أربعينية الشتاء تبدأ في العشرين من شهر كانون الاول "ديسمبر " من كل عام، لتعد من أكثر أيام السنة برودة وان المملكة تتأثر خلالها بعدد من المنخفضات الجوية التي تصحبها عادة كتل هوائية باردة تؤدي إلى هطول الأمطار، كما تشهد عدداً من حالات تساقط الثلوج فوق المرتفعات الجبلية خلال فترة أربعينية الشتاء.

واكد أبو هزيم أن هذا الموسم المطري "ضعيف وضئيل جدا"، شارحا أن كميات الأمطار التي هطلت أقل "بكثير" من المعدل، كما أن درجات الحرارة مرتفعة وأعلى من معدلها في مثل هذا الوقت من العام.

ورغم أن مساهمة الأربعينية في الموسم المطري تبلغ في معدلها العام ما نسبته 25%-35 % إلا أن أبو هزيم اكد انه حتى الآن ومنذ بدء موسم الشتاء لم تتعد كمية الامطار المتراكمة من كل الموسم 20 %.

وقال أبو هزيم إن الليلة الاولى للأربعينية تعتبر أطول ليلة في السنة بالنسبة لنصف الكرة الشمالي وأقصر نهارا حيث "تكون الشمس عامودية على مدار "الجدي" في نصف الكرة الجنوبي, وبالتالي تكون في أبعد نقطة عن نصف الكرة الشمالي حيث تبدأ الشمس بعدها حركة ظاهرية باتجاه الشمال حيث يبدأ النهار بالزيادة وينقص الليل تدريجيا إلى أن يتساوى الليل والنهار في الاعتدال الربيعي يوم 22 آذار "مارس" .

وعن تنبؤاته عن المرحلة المقبلة فيما اذا كانت الأيام المقبلة تحمل أمطارا تعوّض الكميات المتناقصة قال ابو هزيم "لا نستطيع الحكم على هذا الموسم إلا عندما ينتهي " معربا عن أمله بأن تشهد الأيام الأخيرة من الاربعينية سقوط الأمطار.

اخصائي المحاصيل الحقلية في المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي الدكتور يحيى شخاترة اكد ان الموسم المطري لعام 2008 -2009 موصوف بعدم هطول الامطار مقارنة بالثلاثين سنة الماضية، مبينا ان منطقة الشمال شهدت أعلى نسبة سقوط امطار لهذا الموسم رغم انه يؤكد انها اقل من المتوقع، في حين لم تسقط امطار نهائيا في منطقة الوسط "مادبا" والجنوب "الربة".

وافاد شخاترة ان بيانات دائرة الارصاد الجوية تبين انه منذ شهر تشرين الاول "اكتوبر " الماضي وحتى نهاية شهر كانون الاول "ديسمبر" الماضي سقطت على الشمال 94 ملم في حين ان المعدل المطري لنفس الفترة 176 ملم، اما في الوسط "مادبا " فقد هطل 42 والمعدل المطري وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية كان 130 ملم، وفي الجنوب "الربة " سقط حوالي 26 والمعدل 62 ملم.

ورأى ان قلة الامطار تسببت بعدم تخزين ما يكفي من المياه في التربة الامر الذي يحول دون انبات المزروعات، مبينا ان محاصيل الحبوب الشتوية تمر بعشر مراحل تبدأ من الإنبات وتنتهي بالنضج وكل مرحلة تحتاج الى كمية مختلفة من المياه .

وأكد شخاترة أن الامطار التي تساقطت في الشمال أدت الى إنبات "جيد " وتحضير للمرحلة التالية من مراحل اكتمال نمو المحاصيل الحقلية التي تسمى بـ" الاشطاءات" اي بدء نمو الفروع على النبات، مشيرا ان منطقتي الوسط والجنوب لم يحدث فيهما إنبات بسبب قلة كميات الامطار المتساقطة .

ولفت ان مرحلة "الاشطاءات" تحتاج الى كميات اكبر من المياه، لافتا إلى أنها تبدأ مع بداية شهر شباط "فبراير" لتستمر حتى 20 من الشهر ذاته، وبالحديث عن الشهر الحالي سقط حوالي 8 ملم في اربد ولم تسقط اية امطار في الوسط او الجنوب، معربا عن امله أن يتم تعويض النقص الحالي من المياه بتساقط كميات أكبر خلال ما تبقى من هذا الشهر والشهرين المقبلين.

واوضح شخاترة انه بحال أتت الامطار في الفترة المقبلة بكميات مقاربة للسنوات الماضية لنفس الفترة فإن الموسم سيستمر في النمو، بيد أن ذلك لا ينسحب على الوسط والجنوب اللذين تأثرا حتى الآن من عدم سقوط الأمطار وحرما من مرحلة الإنبات.

اما رئيس اتحاد المزارعين احمد الفاعور قال إن تخوفات المزارعين تزداد يوما بعد يوم بسبب انحباس الامطار، الأمر الذي يهدد بموت المزروعات الحقلية الشتوية التي تعتمد على تساقط الامطار، مؤكدا أن أكثر القطاعات تأثرا هي المراعي، ما يزيد أعباء مربي الماشية الذين سيضطرون للإعتماد على شراء الأعلاف.

ونصح الفاعور الحكومة الاردنية "بحال بقي الوضع على ما هو عليه " إعلان الجفاف لهذا الموسم للإستفادة من القروض والمنح التي يقدمها الصندوق الأخضر والدول المانحة لمساعدة المزارعين على تخطي أزمة قلة المحصول أو حتى موته نتيجة قلة الأمطار.