السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة - القادة يختلفون على اعادة الاعمار واللاجئون ينتظرون في الخيام

نشر بتاريخ: 27/01/2009 ( آخر تحديث: 27/01/2009 الساعة: 19:43 )
غزة- تقرير "معا" - لا فرق في غزة اليوم بين لاجئ ومواطن، فاللاجئ إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 48 ونكسة العام 67 يتساوى اليوم مع المواطن الذي يمتلك بعض الدونمات من الأراضي المنتشرة بالقطاع والبيت الذي توارثه عن الآباء والأجداد.

اليوم في غزة بعد ان وضعت الحرب أوزارها سيجد آلاف المواطنين انفسهم مشردين بعد أن آواتهم منازل هم مالكيها أو كانوا هم مالكيها، وعلى أنقاض تلك المنازل التي دمرتها آلة الحرب الاسرائيلية رفع الغزيون خياماَ شبيهة بخيام عامي 48 و67 ومكثوا بها حتى أن ابنائهم استلقوا مفترشين الارض وملتحفي السماء يدرسون ويؤدون واجباتهم المنزلية داخل تلك الخيام.

اما النساء فقد بدأن بترتيب حاجيات المعيشة وما تم انقاذه من تحت ركام منازلهن المدمرة لتكون الخيمة تلك مأوى إلى حين يبدأ القادة فعليا بإعادة اعمار القطاع وتعويض الأهالي عن منازلهم التي ضاعت.

المواطنون الغزيون القاطنون شرقي مدينة غزة منذ مئات السنين كعائلتي السموني والداية اصبحت ديارهم أثرا بعد عين ومكث الرجال يتسامرون فوق الأنقاض ويتناولون الشاي والقهوة ويشعلون النار كي توحي ببعض الدفء في ليالي الشتاء الباردة، فيما افترشت النساء ارض الخيمة ببعض الفراش الذي تبرعت به المؤسسات الإغاثية والحكومة المقالة.

وفي شمالي القطاع حيث منطقة العطاطرة الأكثر تضررا اقام اهالي بلدة بيت لاهيا المتضررين خيامهم فوق أنقاض منازلهم وبالقرب من مساجد المنطقة وبدأ بعضهم باستصلاح بيته المتضرر بشكل جزئي، ولسان حالهم يقول:" إلى أن يأتي الفرج فخيمة افضل من لا شيء".

ويسارع المتضررون بتسجيل اسمائهم واسماء افراد عائلاتهم وارقام هوياتهم الشخصية طلبا للتعويض من أي جهة كانت فيما لا يكف مسجلي الأضرار التابعين للمؤسسات الدولية وللحكومة المقالة ولحركة فتح ايضا من تسجيل اسماء المتضررين ومعاينة حجم الاضرار التي مني بها المواطنون.

ابو احمد العطار من منطقة العطاطرة اشتكى من طرده وعائلته من مدارس الأنروا التي فروا اليها إلى العراء وقال :" أقمنا بالمدارس اثناء الحرب ولكن بعد فترة تم طردنا ولم يقل لنا احد عن المكان الذي سنتجه اليه ولا نملك اموالاً لاستئجار بيت لأننا فقدنا أموالنا في بيوتنا المدمرة".

وهو ذاته الأمر الذي يؤكده مواطنو عزبة عبد ربه حيث قال المواطن جميل عبد الله فرج " 84" عاما والذي يعيل عشرة من الابناء انه انفق تحويشة عمره على بيت مكون من طابقين بالعزبة وتم تدميره بالكامل حيث كان جالسا على ركامه.

وتابع:" اقمنا بالمدارس وبعد فترة قاموا بطردنا وليس صحيحا ان الأنروا قامت باعطاء أي منا مبلغ لاستئجار شقة سكنية وما ندفعه للايجار من جيوبنا وليس منة من احد".

الأونروا اكدت في تصريحات نسبت للناطق باسمها عدنان ابو حسنة انها قامت بدفع مبلغ 600 شيقل بدل ايجار لعدد من الاسر تجاوزت سبعة آلاف اسرة ولكن عدد كبير من تلك الاسر تنفي ذلك وتقول انها لم تتلق أي مبلغ من احد.

علاء الدين نبيل فرج من ذات المنطقة قال لـ"معا:" انا اعيل اربعة من الابناء وتم تدمير بيتي بالكامل وهو مكون من طابقين واعيش بالايجار وقمت بدفع بدل ايجار لشهر واحد مبلغ 450 شيقل من جيبي الخاص وليس من أي جهة كانت".

وبالمنطقة عزبة عبد ربه قرابة مائة منزل تم تدميرها بالكامل واينما تنقلت بالبصر يمكنك مشاهدة الدمار والخراب حتى ان مسجد المنطقة صلاح الدين غير معلوم الملامح.

مواطن اقسم انه لا يعلم بيته ايا هو من البيوت المدمرة واصفا ما قامت به آليات الاحتلال بعد قصف المنازل باللعب بركام المنازل كما علب الكبريت ومراكمتها فوق بعضها البعض.

فيما يؤكد المواطن محمد القصبغلي والذي دمرت شقته السكنية في برج الاندلس بحي الكرامة على ان احدا لم يتجه اليه لتسجيل اسمه ضمن المتضررين وقال:" شقتي دمرت بالكامل ولم يتم حصرها من أي جهة كانت".

وحسب المواطنين فإن احدا منهم لم يتسلم بعد أي مبلغ مادي سوى ما تبرعت به حركة حماس كتعويض مبدئي وبسيط عن الضرر الذي لحق ببعض الأحياء وهو ما حدث في حي الكرامة شمال غربي مدينة غزة.