الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس تحرير "معا": فرصة فوز الليكود بسدة الحكم الاسرائيلي عالية جدا

نشر بتاريخ: 29/01/2009 ( آخر تحديث: 01/02/2009 الساعة: 13:09 )
بيت لحم - معا - كتب ناصر اللحام رئيس التحرير - لاول مرة تعاني مراكز استطلاعات الرأي الاسرائيلية من ازمة ثقة في معرفة اتجاهات الجمهور اليهودي في الانتخابات للكنيست القادمة، والسبب في ذلك يعود الى وجود نسبة عالية من المترددين والحائرين بين المرشح الليكودي المتشدد بنيامين نتانياهو وبين مرشحة حزب كاديما ربيبة جهاز الموساد تسيفي ليفني، ما يشير الى وجود مفاجئات كبيرة في الانتخابات التي ستجري في السابع من شباط القادم.

خبراء الانتخابات الامريكيين الذين يساعدون نتانياهو في هذه الحملة نصحوه ان يغلق فمه وان لا يكثر من التصريحات للصحافة لان كل تصريح سيؤدي الى خسارة المزيد من الاصوات الناخبة وخصوصا ان منافسه على الاصوات الفالتة هو حزب شاس للمتدينين، ولذلك نراه يلتزم صمتا محدودا وكأنه يريد ان يبيع السمك في البحر للناخب ....وكثيرا ما يشتري الناخبون السمك في البحر.

اما ليفني فهي تكثر من التصريحات لمنافسة خصمها ايهود باراك على استحلاب فوائد حرب غزة وهو ما يجرها الى مقارعات ومناظرات تؤدي كل يوم الى خسارة المزيد من الاصوات الناخبة.

وتؤكد الدراسات الاسرائيلية ان حوالي ثلث الناخبين الاسرائيليين الذين قرروا المشاركة في الانتخابات لم يقرروا بعد الجهة التي سيصوتون لها، فيما ان غالبية الاصوات العربية تفكر في عدم اعطاء حزب العمل اصواتها علما ان اكثر من 20 الف صوت عربي كانت شبه محسومة لحزب العمل من قبل، وهو ما اربك مراكز استطلاعات الرأي الاسرائيلية، بل ويربك الاحزاب الاسرائيلية التي اصبحت مثل البهلوان وتريد ان تفعل كل شيء مباح من اجل استمالة قلب الناخبين حتى ولو كان ذلك باشكال سخيفة او مجنونة.

ونظرة واحدة على الدعايات الانتخابية التي يبثها التلفزيون الاسرائيلي للاحزاب "الصهيونية" ستدب الرعب في قلوب الليبراليين العرب، لان هذه الدعايات ولم يتم ترجمتها للغة العربية فانها ستقتل كل احلام دعاة التفاوض، وستعطي المتشددين الاسلاميين رصيدا كبيرا من الدعم لتوكيد وجهة نظرهم.

وبعد خمس سنوات من بناء الجدار بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تحوّل الجدار الاسمنتي الى ثقافة تتغلغل في عقل وصدور الاسرائيليين، فالاسرائيلي لا يريد سوى شيئا واحدا، وهو ان يتخلص من الفلسطينيين بأية طريقة وان يفيق ذات يوم ولا يرى اي عربي فلسطيني في الجوار، سواء كان هذا العربي ليبراليا ام راديكاليا فكلهم عرب من وجهة نظر الاسرائيلي، ولا فرق بين سياسي في رام الله وعسكري في غزة، الا في عيون تلفزيونات العرب اما اليهودي فهو لا يريد كليهما.

وفي كتابه ( تحت الشمس ) قال بنيامين نتانياهو ان الفصل بين اسماك القرش المتوحشة وبين الاسماك الجميلة ضرورة لبقاء الاسماك الجميلة، ويقصد باسماك القرش المتوحشة العرب والمسلمين ويقصد بالاسماك الجميلة اليهود وهو ما يحاكي رغبة الجمهور اليهودي الان والذي في الغالب سيفضله على ليفني التي لا تزال تدّعي بضرورة المفاوضات مع السلطة.

وبدلا من اضاعة الوقت في الحديث عن المفاوضات فان نتانياهو يركز في حديثه عن اصلاحات اقتصادية واجتماعية، ورغم ان هذه الاصلاحات مجرد هراء الا انها ستحاكي لذة كامنة في نفس اليهودي المتشبه بالامريكان، وهو ما سيرضي المتدينيين اليهود الذين يتحدثون عن السياسة وهم يتحسسون جيوبهم في كل انتخابات.

لذلك لا يبدو مفاجئا ان يفوز الليكود بزعامة نتانياهو بأكثر من ثلاثين مقعدا فيما تحصل ليفني وكاديما على 25 مقعدا ، وحزب العمل بزعامة باراك على 15 مقعدا واسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان على 14 مقعدا وشاس المتدينة على 10مقاعد والكتل العربية كلها على 10 مقاعد وميرتس اليسارية ستتراجع الى 5 مقاعد والبيت اليهودي - حزب متدين جديد يقوده صحافي - على مقعدين والاتحاد الوطني المفادل على 5 مقاعد فيما سيندثر حزب المتقاعدين ولن يحصل على اية نسبة حسم .

وبعودة الى هذه التوقعات فان هذه الاحزاب ستكون بغالبية صهيونية بحتة وستقود المنطقة الى المزيد من الحروب في مواجهة الراديكاليين الفلسطينيين والعرب، ولا يستبعد ان تتحالف كلها في حكومة وحدة صهيونية ويجلس نتانياهو الى جانب خصمه باراك وليفني الى جانب شاس في مواجهة الادارة الامريكية وضغوطاتها فيصبح اوباما ظاهرة جاءت في الزمان غير الصحيح من وجهة نظر تل ابيب .

وفي حال فاز نتانياهو رفضت الاحزاب الاخرى تشكيل حكومة معه، فان الاسوأ في تاريخ حكومات اسرائيل سيقع ويذهب هو لتشكيل حكومة مع باراك وليبرمان فيتعزز الاستيطان وتبدأ الجرافات الاسرائيليبة في نهش المزيد من تلال الضفة الغربية وتهويد القدس.