أطباء بلا حدود توسع دائرة نشاطها الجراحي في مدينة غزة
نشر بتاريخ: 29/01/2009 ( آخر تحديث: 29/01/2009 الساعة: 19:14 )
رام الله- معا- بدأت الفرق الطبية التابعة لأطباء بلا حدود بالعمل على تنفيذ جراحات متخصصة اليوم في الخيم الطبية التي شيدتها المنظمة لهذا الغرض الأسبوع الماضي في مدينة غزة.
وتحتوي الخيمتيتن الطبتيتين على غرف عمليات و 12 سريراً للإنعاش فيما بعد العمليات و وحدة للرعاية الحثيثة.
وقد تم إجراء عمليات لثلاث أشخاص حتى اليوم من بينهم طفلة تبلغ من العمر عامين و كانت تعاني من حروق شديدة و طفلة أخرى تبلغ من العمر 4 سنوات كانت بحاجة إلى ترقيع للجلد بالإضافة إلى شاب يبلغ من العمر 22 عاماً و قد تعرض لإصابة شديدة في اليد. و جميع من خضعوا للجراحات كانت إصابتهم نتيجية لانفجارات. و هناك خمس عمليات اخرى تم إدراجها على جدول العمليات ليوم غد إضافة إلى المزيد من العمليات التي ستجرى خلال الأيام اللاحقة.
عملت منظمة اطباء بلا حدود خلال الأيام القليلة الماضية على تقييم واسع النطاق للوضع في داخل القطاع و الذي كشف عن وجود حاجة ماسة للتدخل الجراحي على مستوى الجراحات الثانوية و المتخصصة للمصابين جراء القتال المكثف بين قوات الجيش الإسرائيلي و حماس خلال الأسابيع الأولى من شهر كانون ثاني.
وخلال فترة القتال وجد الكثير من الجرحى أنفسهم في غرف طوارئ داخل مستشفيات مشوشة و مكتظة بالمصابين. و كانت الفرق الطبية مضطرة للبدء بعملية فرز لأكثر الحالات حرجاًَ و يالتالي اضطرهم إلى تقديم علاج سريع للجرحى الآخرين و من ثم إخراجهم بهدف ترك مساحة كافية للاعتناء بالحالات الأكثر حرجاً. و نتيجة لذلك لم يتم علاج الإصابات بصورة كافية للكثير من الجرحى الذين لا زالوا بحاجة إلى إجراء جراحات في مراحل لاحقة.
"إننا نتحدث عن جراحات حرب..حرب قذرة" تقول ماري نويل رودريغ و التي تعمل كمنسقة طوارئ لدى أطباء بلا حدود في غزة. "هناك العديد من إصابات العظام و أناس بحاجة إلى ترقيع في الجلد نتيجة للحروق الشديدة بالإضافة إلى حاجة الكثيرين إلى إزالة أنسجة ميتة أو مصابة بإلتهاب. ومن الصعب جداً في هذه المرحلة العمل على تحديد عدد المصابين ممن هم بحاجة إلى جراحات متخصصة و لكن من المرجح أن تتزايد الأعداد مع استمرارنا في عملية تقييم الاحتياجات و معرفة الناس عن وجودنا و استعدادنا لتقديم هذه الخدمات"
يتكون الفريق الجراحي الحالي التابع لأطباء بلا حدود من 25 عضواً و يشتمل على 3 جراحين و طبيبين تخدير و ممرضة عمليات و 6 ممرضات بالإضافة إلى 13 عضواً للمساعدة في أمور أخرى. بصورة إجمالية يتكون فريق أطباء بلا حدود في غزة من 80 عاملاً فلسطينياً و 13 عاملاً من جنسيات أخرى.
تم تأسيس نظام لتحويل الحالات مع مستشفى الشفاء في مدينة غزة و بالتنسيق أيضاً مع مراكز الرعاية الصحية في القطاع.و سيتم تحويل قوائم بالجرحى المحتاجين إلى جراحات ثانوية و متخصصة إلى مركز تواجد أطباء بلا حدود. و ستعمل العيادة التابعة لأطباء بلا حدود في مدينة غزة على تقديم خدمات الرعاية فيما بعد الجراحات و العلاجات الأخرى اللازمة، و قبل بدء القتال عمل هذا المركز على تقديم الخدمات كعيادة خارجية و لكنها الآن تستقبل أعداداً أكبر من المرضى حيث استقبلت العيادة 17 حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي.
كما توجد عيادة أخرى لتقديم الرعاية فيما بعد الجراحة في خان يونس جنوب القطاع و قد استقبلت 31 حالة جديدة خلال الأسبوع الماضي. كما توجد خطة للعمل على فتح عيادة إضافية في شمال غزة حيث كان القتال عنيفاً و العمل أيضاً على تعزيز كافة عيادات أطباء بلا حدود بالكوادر البشرية بالنظر إلى الزيادة في عبء العمل و أعداد الجرحى. كما تعمل أطباء بلا حدود من خلال عيادة مخصصة لرعاية الأطفال شمالي بلدة بيت لاهيا. و ستعمل كافة العيادات على تحويل كافة الحالات الممكن إجراؤها في مستشفى أطباء بلا حدود في مدينة غزة.
الاستجابة لاحتياجات الصحة النفسية
ستعمل أطباء بلا حدود على توسيع رقعة أنشطة الرعاية الصحية التي تقدمها في القطاع من خلال إضافة أخصائيين نفسيين إلى الفريق المتواجد حيث تم التعرف على أحتياجات للرعاية النفسية لعمال الإغاثة ممن هم في الصف الأول و سائقي سيارات الإسعاف و المسعفين و طواقم الإسعاف. " إنهم عادة ممن يتم نسيانهن خلال النزاعات" تقول رودريغ " و لكنهم يتأثرون كثيراً نظراً لما يشهدون حدوثه".
لقد تأثر عمال الإغاثة الطبية تحديداً في شمال قطاع غزة و في مناطق بيت حانون و بيت لاهيا و مخيم جباليا لللاجئين و التي عانت من شدة الغزو الإسرائيلي.