الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفتاح:إعلاميون يقيمون أداء الإعلام المحلي والعربي خلال العدوان على غزة

نشر بتاريخ: 31/01/2009 ( آخر تحديث: 31/01/2009 الساعة: 18:51 )
رام الله - معا - ناقش إعلاميون وصحفيون اليوم، مستوى فعالية أداء الإعلام المحلي والعربي في تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر لأكثر من عشرين يوما.

واجمع المتحدثون خلال الجلسة التي نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العلمي والديمقراطية "مفتاح" في مقرها في مدينة رام الله اليوم، على أن الرقيب العسكري الإسرائيلي وكذلك تقييد العمل الإعلامي في قطاع غزة كان يحول دون نشر الكثير من المعلومات حول التطورات الميدانية، في حال توفرها، في وقت كان هذا العدوان مختلف عن غيره من حيث الحجم والضخامة، الأمر الذي وضع أعباء إضافية على عاتق الصحفيين الذين غطوا العدوان سواء من كمان منهم داخل القطاع أو خارجه.

ولفتت مها عواد من إذاعة "صوت فلسطين" إلى حالة الإرباك التي أصابت العمل الإعلامي في اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي، وانعكاسات التجاذبات الداخلية على قدرة الصحفيين والمراسلين على العمل وتحديدا من داخل القطاع، في ظل صعوبة الاتصال بهم، وكذلك تضارب المعلومات، حتى تلك الواردة من المصادر الطبية، الأمر الذي يحدث خللا في صدقية المعومة والثقة من المستمع أو القارئ أو المشاهد.

ولفتت إلى قلة التقارير التي تتناول الحدث، وبخاصة تلك التي تتناول المآسي وتركز على الجانب الإنساني خلال فترة العدوان.

من ناحيته أشار الإعلامي إبراهيم ملحم إلى أن الصورة كانت أكثر تأثيرا، إذ أن توفر الصور أسهم في نقل أجواء العدوان ومشاهد الضحايا والدمار، لافتا إلى ضرورة نشر أسماء الشهداء والتعامل مع البعد الإنساني، بعيدا عن لغة الأرقام، داعيا وسائل الإعلام إلى إبراز الجانب الإنساني لضحايا العدوان عبر القصص التي تتناول مأساتهم، رافضا نزع صورة الضحية عن المواطن الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان.

وشدد ملحم على أن الأوضاع الداخلية ولاسيما الانقسام الداخلي، وكذلك حالة الإرباك أضعفت الرسالة الإعلامية، وأشار إلى أن المصطلحات اختلفت لدى بعض وسائل الإعلام العربية، وخاصة في بداية الهجوم، مؤكدا أن ما تم هو عدوان على الشعب الفلسطيني باكمله.

بدوره قال موسى قوس من صحيفة القدس إن صعوبة الاتصال بالصحفيين داخل القطاع خلال العدوان، وكذلك الرقابة العسكرية الإسرائيلية تحول دون نشر بغض المعلومات، والرقيب الذاتي أيضا في بعض الأحيان.

وأكد على أهمية عملية التخطيط في سير العمل، في ظل محاولات الصحفيين الاجتهاد في العمل لاسيما المحررين.

وتناول مراسل محطة (MBC) في فلسطين قاسم الخطيب تجربة الإعلام العربي ومحطات التلفزة العربية تحديدا، والتي فرضت على مراسليها أيضا رقابة عسكرية إسرائيلية، كما هو حال جميع الصحفيين، حيث منعتهم من نقل المعلومات ونشرها، حتى وان كانت بحوزتهم، وكذلك الأمر من داخل القطاع، واصفا ما شهدته شاشات التلفاز العربية بمحرقة الأخبار في ظل كمية دم مهولة كانت تعرض على هذه الشاشات.

وأشار إلى تأثيرات الصورة على المشاهد، وكيف أن الإعلام كان ضحية للرقابة على الصورة والخبر، قائلا إن الأداء الإعلامي العربي والفلسطيني كان كارثيا، في ظل نقص المعلومة.

من ناحيته لفت منتصر حمدان من صحيفة الحياة الجديدة إلى أن المراسلين داخل القطاع، كان معزولين ويعانون، حالهم كحال المواطنين الذين يتعرضون للعدوان داخل القطاع، متطرقا إلى غياب ما اسماه الدور الإرشادي للمواطنين ونقص هذا العامل الهام الذي كان المواطن في القطاع بأمس الحاجة إليه ابان العدوان.

كما اتفق مع سابقيه من المتحدثين عن تأثير القيود على العمل الصحفي، والتي حالت دون انتشار عديد من الأخبار والمعلومات، منوها إلى أن هذه الفترة مطلوب من الإعلام وخاصة المكتوب التطرق إلى المعاناة الإنسانية وانعكاسات العدوان على المواطنين.

بدوره قال خليل شاهين من صحيفة الأيام، إن حجم العدوان وخاصة الضربة الأولى كان صادما، إلا أن ذلك لم يحل دون استبسال صحفيي ومراسلي صحيفة الأيام في قطاع غزة في عملهم، رغم إشكالية تحرك الصحفيين في القطاع، سيما وان هذا العدوان الإسرائيلي هو الذي فرض طريقة التغطية.

وبين أن صحيفة الأيام اختارت التركيز على الصورة بشكل كبير، لافتعال إلى أن المصطلحات لم تكن لتشكل مشكلة، رغم أن إسرائيل نفسها تضاربت المصطلحات التي استخدمتها بين "عملية عسكرية" إلى "حرب في غزة".