رسالة ماجستير حول اتجاهات اللاجئين في مخيمات غزة نحو حق العودة
نشر بتاريخ: 01/02/2009 ( آخر تحديث: 01/02/2009 الساعة: 22:04 )
القدس -معا- منحت اليوم الأحد عمادة الدراسات العليا بجامعة القدس أبو ديس – فرع غزة الطالبة زينب خليل عودة درجة الماجستير في العلوم السياسية عن رسالتها بعنوان " اتجاهات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات محافظات غزة نحو حق العودة- دراسة ميدانية " ضمن برنامج معهد الدراسات الإقليمية – دراسات عربية .
وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور جواد الدلو المشرف، ورئيس اللجنة والأستاذ الدكتور عزو عفانة ممتحنا داخليا، والأستاذ الدكتور عاطف عدوان ممتحنا خارجيا ، وحضر المناقشة التي عقدت بقاعة المؤتمرات بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتل الهوى وبحضور الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة الأسبق والإستاد الدكتور عبد العزيز ثابت مدير البرامج الأكاديمية بالجامعة بغزة والعديد من الشخصيات.
وعرضت الطالبة عودة الدراسة التي طبقت على عينة قدرها 600 لاجئ يقطنون مخيمات محافظات غزة الثمانية وهي: جباليا، الشاطئ، النصيرات،البريج،دير البلح، المغازى، خانيونس، رفح والبالغ عددهم -وفقاً لأحدث إحصائيات الأونروا - نحو 488.504 أفراد يشكلون47% من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين فيها البالغ عددهم 1.037.092 (الأونروا،2007) ويتكون مجتمع الدراسة من الأفراد البالغ عمرهم 18 سنة فأكثر، القادرين على التعبير عن توجهاتهم نحو حق العودة، ولقد قامت الباحثة عند تطبيق الدراسة الميدانية بالأخذ بتقسيمات الأونروا للمخيمات الثمانية في محافظات غزة، مع إعطاء زيادة نسبية للزيادة السكانية في بلوك عن آخر.
وتهدف الدراسة إلى التعرف على طبيعة اتجاهات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات محافظات غزة نحو حق العودة، ومواقفهم من البدائل والحلول المطروحة بعد ستة عقود من اللجوء، ومدى وجود علاقة بين ذلك وبعض المتغيرات الديمغرافية، مركزة على مخيمات محافظات غزة باعتبارها من أكبر تجمعات الفلسطينيين وأكثرها معاناة، علماً أن اللاجئين حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يمثلون67.7% من إجمالي سكان محافظات غزة، وكان لندرة الدراسات المسحية الميدانية، التي تتناول اتجاهات اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم بالمخيمات، دافعاً للاهتمام بالوصول إليهم والتعرف على مواقفهم نحو حق العودة .
وتقع الدراسة ضمن البحوث الوصفية، واستخدمت الباحثة صحيفة الاستقصاء (الاستبانة) للإجابة عن تساؤلات الدراسة واختبار فروضها، وتم اختيار عينة طبقية عشوائية وفق نظام التوزيع المتناسب وقد استخدمت الباحثة برنامج SPSS12 لتحليل بيانات الدراسة والتحقق من فرضيها المتعلقة باتجاهات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات محافظات غزة نحو حق العودة والمتغيرات الديمغرافية.
وتوصلت الباحثة إلى نتائج عدة أهمها: وافق94.3 % من المبحوثين على أن حق العودة مقدس ولا يمكن التفريط فيه، كما رأى نحو93.3% أن حق العودة هو لفلسطين التاريخية بحدودها المعروفة من البحر إلى النهر، كما عارض نحو 84.5% دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس، مقابل تنازلهم عن حق العودة، بينما وافق نحو 8.2%، بينما اعتقد نحو7.4% أن حق العودة هو للدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحدود 1967، بينما عارض ذلك %85.3، كما وافق نحو 87.2% من المبحوثين بوجوب عدم التعامل مع دعوات التنازل عن حق العودة، بينما عارض نحو11.5%، كما رأى نحو89.4% أن إسرائيل تتحمل مسؤولية استمرار قضية اللاجئين؛ لعدم قبولها وتنفيذها قرار حق العودة 194، وعبر نحو 91.9% من المبحوثين عن رفضه العودة لبلدته الأصلية، والحصول على الجنسية الإسرائيلية.
كما أظهرت النتائج أن نحو90.5% من المبحوثين يرى أن حق العودة ثابت، لا يسقط بالتقادم ومرور الزمن، وأعرب نحو97.0% من المبحوثين عن تمسكهم بقوة بحقهم بالعودة لبلداتهم في فلسطين التاريخية؛لأنها تمثل لهم الأرض والوطن والهوية، كما وافق نحو 94.7%على أن أصحاب حق العودة لفلسطين التاريخية: هم كل اللاجئين الفلسطينيين، وسلالتهم الذين يتوارثونه عن آبائهم، بينما عارض نحو 82.8% من المبحوثين أن يكون تطبيق حق العودة هو بعودة بضعة آلاف من اللاجئين إلى ديارهم، وتوطين، وتعويض الأغلبية الباقية.
وبناء على نتائج الدراسة وضعت الباحثة توصيات أهمها : يجب على المجتمع الدولي اعتبار قضية اللاجئين قضية سياسية بالدرجة الأولى، لها متطلبات وحقوق عديدة يكفلها القانون الدولي، كما ينبغي على القيادة الفلسطينية التمسك بحق العودة وعدم التنازل عنه باعتباره حقاً مقدساً غير قابل للتصرف، وذلك انسجاماً مع اتجاهات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات محافظات غزة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تكفلت بحفظه وصيانته، العمل على تعزيز مواقف اللاجئين الرافضة للتوطين والتعويض والبدائل المطروحة لحق العودة، يجب على القيادة الفلسطينية ووكالة الغوث وكافة الجهات المعنية بشؤون اللاجئين تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لهم في المخيمات ودعم صمودهم بدلاً من العمل على توطينهم، تعزيز العمل باتجاه التوعية والتثقيف للاجئين الفلسطينيين سواء من الناحية المعرفية أو القانونية بمفهوم حق العودة.
وأشادت اللجنة وعلى رأسها الاستاذ الدكتور الدلو بأهمية طرح قضية اللاجئين فى هذه الحقبة التاريخية الهامة الذى يتعرض فيها حق العودة لمخاطر الشطب والتصفية من خلال الضغوط التى تمارس على الاجئين وعبر المبادرات والمشاريع المتعددة