الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما الاكثر قدسية - حق الفلسطينيين في العودة، أم حق اليهود

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 14:57 )
قد نجد في الفكرة القائلة بأن ابو مازن يحاول تدبير مكيدة لازالة اسرائيل من خلال حق العودة ما يستحق المناقشة، قد يكون ذلك صحيحاً نوعاً ما، كما هي التوقعات القائلة بأن الرئيس السوري بشار الأسد، أصبح جاهزاً لتوقيع معاهدة للسلام مع اسرائيل مقابل اعادة هضبة الجولان لسوريا.

ان أهمية وحجم هذه الافتراضات لا تقل عن تلك التخمينات فيما يتعلق بخطة شارون للانسحاب من غزة، وعندما كان يصر في الماضي القريب جداً، على أن مستوطنة نتساريم لا تختلف ابداً عن تل أبيب,, هل سألتم رئيس الاركان أيهود باراك، أو رئيس الاستخبارات العسكرية موشيه يعالون في حزيران 93 ، فيما اذا كان رابين سيصافح عرفات، من المؤكد أن كليهما كانا سينفجران ضاحكان،،، لو كان الأمر بيد رئيس الاركان غور، لكنّا لا نزال نحضر حتى اللحظة للحرب القادمة مع مصر.

يعالون، يتذمر من اننا وبعد أربع سنوات من القتال لا زلنا غير قادرين على اقناع حتى حركة فتح" الحزب الحاكم في السلطة" للاعتراف بالدولة اليهودية التي لا بد باقية الى الابد، هذه العبارة، مع بعض التعديل يمكن وضعها في فم أحد عناصر كتائب شهداء الاقصى.

من وجهة نظره، فان معارضة اعضاء هامين في حزب الليكود لخطة الانفصال من غزة هي شاهد حي على أن الحزب الحاكم في اسرائيل وبعد أربع سنوات ونصف من القتال لا يعترف حتى بما يمكن أن يشبه الدولة في قطاع غزة.

ماذا يمكن للفلسطيني أن يفهم من خلال تصريحات شارون بأن لا نيّة لديه للانسحاب من أي مناطق أخرى أو مستوطنات أخرى بعد اتمام عملية الانفصال من غزة ؟؟

ماذا يمكن أن نقول لو أن أحد مستشاري ابو مازن صرح لصحيفة فلسطينية بان المنظمة سوف تعترف بالدولة اليهودية بعد أن يصبح اليهود فنلنديين؟؟

ما هو الفرق بين غموض ابو مازن واحياناً تصريحاته المتناقضة فيما يتعلق بحل قضية اللاجئين، وتصريحات شارون فيما يتعلق بالقدس واحتلالها الابدي؟؟

لماذا يكون حق العودة للفلسطينيين أقل قدسية من حق العودة لليهود؟؟ هذا اذا ما غضضنا الطرف عن حلم الفلسطينيين في العودة بينما يمارس الاسرائيليين هذا الحق يومياً الى مناطق مختلفة في الضفة الغربية.

في غياب الوسائل الأخرى، فان الاسرائيليين يمارسون ويقررون مواقفهم تجاه الفلسطينيين على قاعدة الهجمات " الارهابية" وتصريحات المسؤولين الفلسطينيين، والفلسطينيون يحددون النتائج بناء على توسيع المستوطنات وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين، ان تقييماً جدياً للأوضاع، لا يمكن أن يقطع الصلة التي تربط بين المحتل " القوات المحتلة" والمحتلة أرضه، ونقاش الواحد للآخر، بغض النظر عن التصريحات أو الاعمال، ففي كلا الحالتين، فان المواقف تنشأ عن ضغوط وأوضاع سياسية داخلية. فكما يجبر ابو مازن على دفع الثمن لمتمردي حماس، فان شارون مجبر ايضاً على أن يوزع الوعود لمتمردي الليكود.

ان التخلص من القصص والحكايات التاريخية، مثل حق العودة الفلسطيني، أو أرض اسرائيل الكبرى، ولتلك المواقع المقدسة لدى اليهود، أو المسلمين، كل هذه تعتبر تنازلات جداً مؤلمة ولا يعادلها أي تنازل، ان هكذا فعل لا يمكن عمله من أجل أن نرى علامات السرور والرضى في عيون الآخرين، اسرائيل لم تعرض يوماً على الفلسطينيين تعويضاً أو تنازلاً حقيقياً لما يدعيه شارون من تنازلات مؤلمة، مثل التخلي عن القرى والمنازل.

آرون ميلر، مساعد دينيس روس، ورئيس وفد كلينتون المفاوض،انضم مؤخراً الى مجموعة الشهود الذين حضروا قمة كامب ديفيد 2000 ، والذين قالوا ان ما حدث لا يمكن أن يرقى بأي حال من الأحوال الى ما يمكن أن نطلق عليه كلمة مفاوضات، وان عرفات لا يمكن لومه أقل أو اكثر مما قد نلوم باراك، وكلينتون، ،

عاموس مالكا، والذي كان يترأس جهاز الاستخبارات العسكرية في ذلك الوقت، " يشهد ويؤكد أن أي من الاوراق التي تمّت عنده كتابتها أو اعدادها من قبل الخبراء، والتي اعتمدت على تقييم رئيس الاركان، لم تذكر ابداَ أن حركة فتح تنظرالى قضية حق العودة " كمطلب يمكن تحقيقه" واليوم ، لا تزال التقارير الاستخباراتية تؤكد حتى اللحظة أن هذا الموضوع " حق العودة" بالنسبة للفلسطينيين ليس سوى أحد الوسائل التي يمكن استخدامها عند التفاوض، فحتى تلك اللحظة التي نقوم فيها بدعوتهم الى طاولة التفاوض ويكشف الجميع عن أوراقه، عندئذ، وعندئذ فقط بالامكان القول اذا ما كنا فعلاً خسرنا السلام، ام اننا خلقنا من أجل أن نُقْتَل أو نقْْتُلْ.

ترجمة عن هآرتس
6/6/2005
عكيفا الدار