السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عباس زكي: من يريد هدم المنظمة سيدفع الثمن

نشر بتاريخ: 02/02/2009 ( آخر تحديث: 02/02/2009 الساعة: 12:50 )
الخليل- معا- قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ممثل منظمة التحرير في لبنان، أن غزة كانت ضحية وكان عليها حرب من جانب واحد وإنها "فشة خلق" لجيش مكسور يريد رد اعتباره بعد حرب تموز مع حزب الله، مشيرا أن أي كلام غير هذا هو إعطاء الاحتلال مبرر، موضحا أن إسرائيل استخدمت كل ما لديها من أسلحة حتى السلاح المحرم ومن ضمنها الفسفور الأبيض وما ألحقته هذه الآلة العسكرية من دمار فاقت حد الوصف.

وضع نموذجي للاحتلال:

وأشار ذكي أمام قيادة وكوادر وعناصر حركة فتح إقليم وسط الخليل، في لقاء مفتوح بقاعة مركز إسعاد الطفولة بالمدينة، إن أهداف هذه الحرب حسب ما قال قادة الاحتلال تغيير واقع غزة ومنع الصواريخ والقضاء عليها، مشيرا أن هذه الأداة المعلنة للحرب غير مقنعة لأحد لان الوضع القائم في غزة هو خدمة لإسرائيل التي تريد القسمة وما هو موجود في القطاع وضع نموذج للاحتلال.

وأضاف أن الضفة الغربية وقطاع غزة هما المكون الدولة الفلسطينية الحلم، وإذا فصلا يعني ذلك لا دولة، موضحا أن ما أقدمت عليه حماس في صيف 2007 هو "إعدام" حلم شعبنا بالدولة.

وأوضح زكي أن لا أحد يستطيع منع الصواريخ ولا أحد يغامر بقرار دولة لمنع صاروخ، وهذه الصواريخ هي أكبر وأجمل الهدايا لإسرائيل التي لا تريد السلام وتظهر أيضا إنها في خطر وتحصل على تعاطف دولي لقتل الفلسطينيين، ولذلك فهي لا تريد منع الصواريخ التي تفيدها .

الأهداف الحقيقة:

وبين زكي أن الأهداف الحقيقة من الحرب هي أولا الترانسفير ( ترحيل الفلسطينيين )، ولذلك عن كانت أول ضرباتها الجوية استهدفت مراكز التوثيق، مشيرا لو أن معبر رفح مفتوح لخرج على الأقل خرج نصف مليون فلسطيني من القطاع في ظل الجحيم، وأما الهدف الثاني هو إعطاء شرعية لحركة حماس ورفعها لان إسرائيل لا يمكن في ظل دولة ديمقراطية أو علمانية إقامة دولة يهودية ولذلك فهي بحاجة لدولة إسلامية في غزة، أما الهدف الثالث فهو تكريس الانقسام والى الأبد وليس فلسطينيا فقط وإنما على الصعيد العربي، مشيرا انه عندما عقد لقاء الدوحة يضع يده على قلبه، حيث انتقل الصراع إلى عربي عربي.

على ماذا ترقص:

وتساءل زكي عن أي انتصار حققته حماس بعد آلاف الشهداء والجرحى والمعاناة التي خلفتها الحرب، مشيرا أن قيادة حماس بالغت بالخروج عن التقاليد والأعراف الفلسطينية، واصفا الحقبة الحالة التي نعيش بالعجب العجاب، مضيفا أن حماس كانت عندما لا تريد تهدئة تقول إنها تريد رفع الحصار وفتح المعابر، وما حصل لم ينهي الحصار ولم تفتح المعابر، متسائلا على ماذا ترقص حماس، وإسرائيل تنفذ كل أهدافها لان النتائج هو تكريس القسمة بين الضفة والقطاع وأبعدت الوحدة الوطنية.

فتح خاضت المعركة:

وشدد زكي على أن حركة فتح خاضت المعركة مع حماس سياسيا لأنه من العار على أي فلسطيني أثناء هجوم إسرائيل على أي فصيل ان يكون لفتح وجهة نظر، فنحن مع أي فصيل تهاجمه إسرائيل أيا كان لأنها عدو أول، موضحا أن الرئيس أبو مازن ذهب للأمم المتحدة وحول من بيان رئاسي إلى قرار مجلس أمن وقاتل في كل الاتجاهات واستغل كل العلاقات بالعالم لوقف العدوان، أما ميدانيا رغم حالة القهر والظروف الصعبة إلا أن حركة فتح قدمت 73 شهيدا، مؤكدا أن كل شهيد هو للشعب الفلسطيني.

مفارقة عجيبة:

وأشار أن من المفارقات العجيبة هو اقتناع حماس ان قطر يمكن أن تصلها لإسرائيل، منوها أن وزير خارجية قطر وصل لإسرائيل بعد ثلاثة أيام من الحرب للاعتقاد أن الحرب فقط ثلاثة أيام ولكن حماقة إسرائيل واصلت الحرب، حيث طلب من إسرائيل خمسة طلبات نفذ منها اثنان وهي تنزيل طائرات محملة علاجات ومواد غذائية لتل أبيب حتى توصلها لمعبر ايرز، وحماية رأس حماس وقياداتها بدخول هذه القيادات إلى السفارة القطرية في غزة، مشيرا أنه لو التزم كل من نزار ريان وسعيد صيام بهذا الاتفاق ما أقدمت إسرائيل على اغتياله، مشددا على أننا أما وضع صعب وخطير وهذا يتطلب نماذج من الناس غير عادية .

معركة وجود:

وأوضح إن حركة فتح بعد اجتماع للجنة المركزية وقراءة الوضع قررت مواجهة المشروع، وأنه لا يجوز تمرير هذا المخطط، مؤكدا انه مهما بلغت الوطنية والحرص على الدم الفلسطيني، مشيرا انه لا يجوز ان يكون أحدا حريصا على الوحدة والوطن وآخر يقال عنه عميل وجاسوس.

شعب أكبر من قيادته:

وبين زكي انه لا يوجد قيادة فلسطينية وإنما يوجد شعب أكبر من قيادته، والمطلوب أن يكون في كل واحد منا ثورة، وآن الأوان أن ننأى عن أنفسهم بأن نصبح نعاج للذبح، مشيرا انه إذا فقدت منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بها أكثر من مائة وعشرين دولة لا يستطيع فلسطيني رفع رأسه وستعمل منا مثل الكرة يتم تقذفها هنا وهناك، محذرا من المخاطر لدعوة مشعل إيجاد قيادة بديلة عن منظمة التحرير.

المنظمة هي القضية والهوية:

وأكد زكي أن حركة فتح قوية وهي التي بلورت القضية وتعتبر منظمة التحرير هي القضية والهوية والوصية في رقابنا، وأي شخص يريد هدم هذا المعبد يجب أن يدفع الثمن، مشيرا ان المستهدف كل فصائل منظمة التحرير، ويجب أن يكون هناك جهد تعبوي سياسي مستمر ووحدة لغة، مؤكدا أن حركة فتح ستعقد مؤتمرها العام السادس في شهر آذار القادم.

معركة الشياطين:

ورحب كفاح العويوي، أمين سر إقليم فتح وسط الخليل، بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح والحضور، مؤكدا انه في ظل هذه الظروف التي تعرضت لها الحركة كانت تستهدف الحركة ولذلك كانت بحاجة لمواقف وقرارات وسلسلة لقاءات تنظيمية.

ووصف العويوي ان ما حصل في غزة هي معركة "الشياطين" والضحية أطفال ونساء وشيوخ غزة وهم من يحمل اسم النصر بعد صمودهم تحت هذه الآلة القاتلة.