تصريحات القادة تزيد وجع غزة بعد الحرب وتدفع الناس للبحث عن الهجرة
نشر بتاريخ: 02/02/2009 ( آخر تحديث: 04/02/2009 الساعة: 14:51 )
غزة- تقرير معا- "نفسي أسافر"، "شو هالعيشة على شو بتصارعوا ما يفكوا ويصطلحوا"، "ما بدهم الصلحة عشان المصاري لمين حتكون"، "ما بدنا فلوس من العالم بدنا نخلص من الانقسام"، هذه اقل العبارات التي يمكن لك أن تسمعها بالشارع الغزي الذي آلمته الحرب واسكنت منكوبيه في خيام العراء في العام التاسع بعد الألفين.
غزة تنوء بحمل ثقيل تثقله أكثر الملاسنات بين قادة الشعب الفلسطيني، لا سيما التصريحات الاخيرة الصادرة بحق منظمة التحرير الفلسطينية وتلك المدافعة عنها، وهو اقل ما يقول عنه الغزيون "شرخاً جديداً سيعقبه وبال أكبر على غزة" ولذلك فإن أغلب من هم في سن الشباب يصرحون بنية الهجرة ويقومون بالفعل بزيارة مكاتب الهجرة المنتشرة في القطاع طلبا للرحيل الأخير.
النرويج واستراليا والسويد، ثلاث من الدول فتحت باب الهجرة للمواطنين في قطاع غزة فقط، حتى أن القنصل النرويجي قدم خلال الحرب الى الجانب المصري من معبر رفح واجبر احد الفلسطينيين ممن يمتلك مع بناته الجنسية النرويجية على مغادرة القطاع "حفاظا على حياتهم" لأنهم من وجهة نظر النرويج أصبحوا مواطنين نرويجيين حتى لو من الدرجة الثانية.
يوسف د. من وسط قطاع غزة، رزق بطفل اثناء الحرب وهو يعمل بأحد مرتبات الاجهزة الامنية بالسلطة، ودائما كما يقول يتلقى مكالمات هاتفية من اقاربه بالخارج يطالبونه بترك غزة والرحيل الى النرويج أو أي دولة أوروبية أخرى وهو ما يعزم عليه حالياً، وقد بدأ بإجراءات الهجرة بانتظار فتح معبر رفح.
اما "أبو أحمد" وهو ملازم اول بالسلطة واب لطفل من غزة يقول: "أمس قمت بوضع طلب للهجرة الى النرويج واتمنى أن يستجاب لأن هذه البلد ما بقى فيها عيشة والخوف يملأنا من القادم".
كما يخشى المحسوبون على فتح ما يسمونه بطش المحسوبين على حماس، وقد انتشرت أخبار إطلاق النار على الارجل والقتل والاقامات الجبرية بين المواطنين انتشار النار في الهشيم، ما زاد من رغبة الموظفين التابعين للسلطة خاصة وآخرين من "عدم المنتمين لأي فصيل" بالهجرة الى أي بلد عربي أو أوروبي أو حتى بدول اميركيا اللاتينية وافريقيا.
مواطنون أصبحوا يشبِّهون ما جرى بغزة بالصومال، إلا انهم تراجعوا عن هذه التشبيهات بعد ان أجريت انتخابات وصفت بالنزيهة في الصومال أسفرت عن انتخاب الشيخ شريف شيخ احمد وما لاقاه من قبول دولي، اشعَرَ الغزيين أنهم مغضوب عليهم من "أبناء جلدتهم" قبل الأغراب.
التعويضات التي يسمع الغزيون عنها أثارت لديهم تساؤلات كبيرة عن وجهتها وآلية صرفها في حين يشعر غزيون آخرون أنهم لا يرغبون بهذه التعويضات ويرغبون "ببيت على القمر" يشعرهم بقليل من الأمان.
او كما يقول المواطن المسن أبو علي من حي الزيتون شرقي مدينة غزة: "سمعنا عن عملية إسرائيلية قادمة اطلقوا عليها اسم اللحم المتناثر فهل هناك حربا أبشع وأفظع مما رأيناه لدى جيراننا من آل السموني وآل الداية؟!".
آخر كان يمشي مع رفاقه في شارع عمر المختار بحي الرمال وسط غزة طالبته متسولة ببعض النقود داعية له بأن يرزق بالأطفال فأجابها: "يا رب نطلع من هالبلد احلى دعوة".